لقاء أبو مازن- ترامب المرتقب في الثالث من ايار المقبل، جرى الترتيب له بجدية، سواء على صعيد إعادة قراءة الملفات، أو مراجعة الأدوار السابقة، أو التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كما جرى في القمة العربية الأخيرة التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية على شاطي البحر الميت، وحتى نقاط التشويش التي يثيرها عبيد الانقسام والمتجنحون والمتساقطون كلها جرى الإشارة اليها وقراءتها بدقة، من خلال اتصالات فلسطينية أميركية تمت في رام الله، وزيارات ذات مستوى عال الى المراكز الأكثر حيوية في المنطقة، في القاهرة والرياض وعمان أو من خلال لقاءات القمة مع الرئيس ترامب التي عقدها الرئيس المصري والعاهل الأردني وولي ولي العهد السعودي، وبالتالي فإن المعلومات أصبحت وافية، والصورة مكتملة، والأمل كبير جدا بأن يكون اللقاء مسك الاكتمال.
في هذه الأثناء، وكعادتها دائما، أعلنت الشرعية الفلسطينية عن محاولة جديدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي ثبت منذ البداية انه احد مفردات المصلحة الإسرائيلية، ولا يخلف سوى الضرر الواضح على المصلحة الوطنية العليا، حتى الذين تورطوا فيه، وانداحوا الى جانب اوهامه اصبحوا يرزحون تحت وطأته، والخطة الفلسطينية الجديدة القديمة هي تشكيل حكومة وحدة وطنية تتشكل من الكل الوطني الفلسطيني، وتكون لها كامل الصلاحيات في إدارة البلاد دون أي نوع من الجزر او المربعات الأمنية، وتذهب بسرعة الى الانتخابات، وتمهد لدورة جديدة للمجلس الوطني يشارك فيه الجميع بما في ذلك حماس تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.
وهنا وجدت حماس نفسها امام اختبار قاس ومفصلي، عليها ان تختار، وليس هناك مجال للمراوغة او الهروب، التشبث بالانقسام الشاذ او الالتحاق بالشرعية الفلسطينية، حتى تلك اللحظة فإن تيار الانقسام داخل حماس يناور بلغة ملتبسة تتراوح بين جوقات الشتائم والكراهية الذي اصبح معروفا داخلها، والذي طالما قبل ان يكون اجيرا بثمن بخس لكل أعداء فلسطين ام الالتحاق بركب الوطنية الفلسطينية الذي يتقدم الى الامام؟
مع الأسف الشديد، ورغم كل استعدادات الوطنية الفلسطينية، ورغم كل إصرار فتح الذي يتخطى المعوقات، لكن عبيد الانقسام في حماس يشكل داخل حماس صوتها الأعلى، محاكم حمساوية خارج الدستور والقانون وقضاة لم يستكملوا شروط التعيين وهم فاقدو الشرعية، يصدرون وينفذون احكام اعدام خارج القانون والدستور ما يعني انها جرائم قتل متعمدة، واعتداءات إجرامية ضد رموز وطنية كما حدث مع المناضل الوطني الكبير محمود الزق (أبو الوليد) ومع عدد من القيادات النسائية، وملاحقات تذكرنا بحرب الشوارع، وظلام دامس في قطاع غزة، وهدايا مجانية للاحتلال كما لو ان لسان حال حماس يقول "من يريد الحاق الأذى بالشعب الفلسطيني فانا جاهزة"، كل ذلك ونحن نعلم والكل الوطني يعلم ان هذا الاعتداء الصارخ على المصلحة الوطنية العليا، هو اعتداء على مركز القيادة الشرعية في حماس نفسها.
الى اين يقود ذلك؟؟
القافلة تسير والذئاب تعوي، والقافلة الوطنية لن توقف المسير من اجل حفنة من الذين باعوا انفسهم للشيطان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها