صمود أسرانا ومعتقلينا في الباستيلات الصهيونية صلب لا يلين وهم مستمرون في كفاحهم ونضالهم، شاء الإحتلال أم أبى.، نضال وصمود أسرانا في المعتقلات البربرية الصهيونية هذا جعل سجانيهم وحكومة الحرب والعدوان 'النتناهية' تتخبط وتكشف عن أنيابها ونواياها السيئة تجاههم علنا، فحكمت بالأمس أسرى وحرمت أطفالهم وأمهاتهم وزوجاتهم من رؤيتهم، وهي ما زالت تمارس التطهير العرقي ضدهم، وتستخدم كل الأساليب البربرية والتي تزداد وتيرتها بإستمرار مطرد ضدهم، فاستخدمت بحقهم الأسلحة والرصاص وخراطيش الغاز المحرم دوليا وضاقت زنازينهم وحرقت فراشهم وبروشهم.

السجانين الإسرائيليين استباحوا دماء أسرانا واغتصبوا قضاياهم وكرامتهم وحقوقهم بالدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم الشيفونية العدوانية لا لسبب سوى لحبهم وتعلقهم ودفاعهم عن أرضهم والتي تمثل لهم الزمن والمكان، فتدمير الإنسانية لأسرانا ومعتقلينا هي الوجه الآخر لشهوة العدوان والتخريب والدمار والنهب الإستيطاني الصهيوني في الوطن الفلسطيني.

الأحكام العالية وللإنسانية الناضجة عنصرية وحقدا على أسرانا الأبطال، لم يخب منذ وطئ الغزاة الصهاينة هذه الأرض الأمنة المطمئنة، بل على العكس تنامت أوزارها باطراد حثيث يتوافق مع شعور غلاتهم بتعاظم سطوة آلتهم الحربية، فهذه النشوة تثير فيهم جنون السيطرة والأحكام التعسفية على المزيد من أبطالنا الأسرى باعتماد وسيلة القتل والإرهاب لزحزحتهم ودحرهم.

إن العابرون الصهاينة هكذا هو زمنهم وديندنهم، يرتبط بالإيغال في التعذيب القتل النفسي والجسدي والتدمير الممنهج وممارسة اغتصاب للإنسانية والحق والمكان، وهو نفسه ديدن القضاة الصهاينة الذين لأحكامهم التعسفية هم عواء حاد يثير الرعب والخوف وحتى القتل بهدف إزاحة أسرانا عن ترابهم واقتلاعهم من جذورهم، هكذا هم الصهاينة يحترفون الإرهاب المنظم والإغتيال على الدوام.

وأسرانا ومعتقلينا الأحبه في سجون إسرائيل يثبتون في كل يوم صلابتهم وقوتهم وقوة موقفهم، النابع من ثباتهم على الحق وإيمانهم بقضيتهم العادلة، لا يزعزعهم طغيان المحاكم وقضاتها ولا الآلة العسكرية الجبارة التي يمتلكها عدوهم المتغطرس، والذي ينفذ من خلالها أعتى الضربات التي لا يتحملها عمالقة.

كل هذا يحدث تحت مسمع ومرأى من العالم المتحضر 'عرب ومسلمين ومسيحيين' ولا نسمع منهم إلا 'همهمات وبيانات شجب وإستنكار' فإذا تعلق الأمر بغير الأسرى الفلسطينيين تنطلق الأبواق تردد الصدى وتنبح بما يرضي أسيادها، وإذا حوكم وأعتقل وذبح ودمر الفلسطيني تختلف الآراء وتصبح المسالة 'وجهة نظر'.

'سبحان الله' عالم مسكون بالجبن والنفاق والتبعية، مسكون بالذل والهوان والخنوع لا يسمع ولا يرى إلا من الزاوية التى تراها أمريكا وإسرائيل ومن في ركبهم من الدول العربية.

لقد بدأت معركة الأمعاء الخاوية لأسرانا ومعتقلينا مع الاحتلال الغاشم منذ سنوات طويلة وسنبدأ من البداية وحتى الوصول إلى ما يحلمون ويصبون إليه من استقلال لدولتهم الفتية بتقدمها وفلاحها ونماءها' للوصول بهم إلى مستوى أفضل في مواجهة هذه الحرب الخسيسة، حتى يحققون الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم الفتية، دولة القانون والعدل والأمن والأمان.

لقد راهن أسرانا مع شعبهم مجتمعين على منظور القوة الشاملة، القوة الروحية والتاريخية والإنسانية، لأنها الباقية في منطق الحقائق الكبرى، وهي الأساس لمجيء وذهاب أنواع القوة الأخرى، لذلك فإنهم ينظرون إلى الأمور بصبر ولكن بدون وجل.

أسرانا ومعتقلينا يؤكدون دوما أن رهانهم الأساسي على قواهم الذاتية، لا يلتفتون إلى التفجيرات النفسية وحرب الإشاعات هنا وهناك، ولا يلتفتون إلى منطق الغطرسة، ولا إلى كل محاولات الدس أو ألفت في عضدهم، ولكنهم يستمدون منها مزيدا من العزيمة والإصرار من أجل صلابتهم وصحتهم الذاتية ومن أجل الإستمرار وعدم الرضوخ في لعبة عض الأصابع.

وطالما ان مرحلة تحقيق الإستحقاقات تعتبر من أدق وأخطر المراحل بالنسبة إليهم، فمن الواجب في مثل هذه الحالة التحلي بالصبر وسبرغور ما يجري من حولهم، خاصة وأن العالم أصبح الآن في مهب الرياح الأمريكية والتي تتغير فيه الأشياء تغير الرمال في الصحراء، فلا ثوابت إلا المتغير، الأمر الذي يستدعي منهم المرونة وسرعة الحركة، ليس على الصعيد الإعتقالي فحسب بل على صعيد ترتيب الأولويات ومواصلة المواجهة عبر أمعائهم الخاوية وصدورهم العارية، خاصة وإنهم الرقم الصعب في المعادلة واليد التي تمتلك كافة الإمكانيات المؤثرة.

لقد أثبت أسرانا ومعتقلينا طيلة تاريخ أسرهم وعبر نضالهم الطويل والمرير أنهم يستحقون بجدارة كل الاحترام والتقدير لما بذلوه ويبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل تحقيق أهدافهم بإقامة دولتهم، على هذا الأساس فليس أمامهم إلا أن يستجمعون كل عناصر القوة لمواجهة تحديات المرحلة واستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتهم المستقلة ' فلسطين ' وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة لاجئيهم، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقة بحقوقهم وبالأرض والاستيطان والقدس وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصة المياه والغاز والحرية والإستقلال المتكافئ.

إن حقوق أسرانا ومعتقلينا ليست 'هبه أو منه' من أحد، وإنما هي حق معترف بها عالميا ودوليا وعربيا حسب كل المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، فلقد اختاروا طريق العدل والسلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إنهم في موقع تستطيع الحكومة "النتناهية" وقضاتها وسجانيهم أن يملوا عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلي عن حقوقهم، لأنهم عندما يخوضوا معارك الأمعاء الخاوية فهم يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجودية وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان.

يجب أن يدرك الجميع وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ونتنياهو وجنرالته مصاصي دماءنا إنه وفقا لحرية وحقوق وكرامة أسرانا ومعتقلينا الأبطال يتقرر 'السلم واللاسلم'، 'العنف أواللاعنف'، أو إكمال المعادلة الإقليمية أو عدم إكتمالها.