مجمل الفعاليات التي قام بها المواطنون العرب الفلسطينيون داخل الخط الاخضر، ردا على هدم البيوت من قبل حكومة نتنياهو في قلنسوة في المثلث، وفي ام الحيران في النقب، هي امتداد تلقائي ضد سباق الاستيطان الذي تمارسه نفس حكومة نتنياهو في القدس الشرقية، وفي عموم الضفة الغربية والحديث عن مشاريع مقدمة للكنيست الاسرائيلي بضم المستوطنات في الضفة بدءا بمستوطنة معالية ادوميم، وهذا يدل على ان نتنياهو يرهن كل مستقبله بالتحالف النهائي مع المستوطنين، واحزابهم ومجالسهم وتفاصيل شرورهم اليومية، وان الهامش الذي كانت تتحرك فيه الحكومات الاسرائيلية السابقة عبر التفريق بين مفردات القضية الفلسطينية قد اغلق نهائيا، فهذه قضية واحدة لشعب واحد، وشرعية واحدة، وان نتنياهو يدرك انه يلعب في مربع السقوط، لانه يحاول انقاذ نفسه عبر الغرق اكثر في ابعاد هذه القضية والحضور الفاعل لمفردات شعبها رغم بعض الاصوات النشاز والرهانات الشائنة لبعض قيادات حماس، ومن يؤيدها بان الانقسام يمكن ان يؤدي الى شعبين ودولتين وكيانين يتنازعان على نفس المصير.

وبالتالي فان الصراع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي مفتوح على اقصى مدى، وشعبنا قد اظهر في هذا الصراع قوة اضافية، واثبت صوابية خياراته، ونبه العالم الى خطورة المدى الذي يمكن ان يصل اليه هذا الصراع عبر انكشاف الاحتلال والاستيطان لانه لا ينتج سوى هذا الوجه البشع والمآلات البائسة.

ونحن اذ نقف باجلال امام شعبنا داخل الخط الاخضر، ونوابه الذين اثبتوا جدية حضورهم، وقياداته التي ثبت انها تملك رؤية عظيمة واهلية كاملة لخوض الصراع، ندعو امتنا العربية والاسلامية التي انهمكت في المحنة طوال الست سنوات الماضية ان تعي بعمق مقدار الدور الذي يخوضه الشعب الفلسطيني بقياداته الشرعية في هذا الصراع الطاحن، وان تترك الالعاب التافهة، وان تقف بقوة الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يخوض بمداراته المتعددة معارك الدفاع عن حقوقه وهويته التي هي اصل الثبات للحقوق والهوية العربية والإسلامية.