قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، يوم الثلاثاء، إنه إذا تم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس فسنعيد النظر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وسننفذ خطوات احتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي، ونحن نتحدث عن إجراءات وليس تهديديات".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله: "إن الحديث عن نقل السفارة الامريكية للقدس يعني نهاية حل الدولتين ويعني بالنسبة لنا انتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كليا امام المفاوضات، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي لن يقبل هذا الموضوع".
ولفت إشتية إلى أنه عندما قامت منظمة التحرير بتبادل رسائل الاعتراف بدولة إسرائيل في العام 1993 بين الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الإسرائيلي في حينة إسحاق رابين، كانت مدينة القدس قضية خارج حدود دولة إسرائيل، وقضية تفاوضية منصوص عليها باتفاق أوسلو".
وأوضح أن الادعاء بأن نقل السفارة سيتم للقدس الغربية وليس للشرقية هو ادعاء غير مقبول، لأن إسرائيل تعتبر أن القدس هي مدينة موحدة ومضمومة، ونحن تفاوضنا مع إسرائيل على القدس وكل قرارات الضم سابقا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة النظر فيها، لذا فإن نقل السفارة الأمريكية للقدس يؤكد حقائق غير صحيحة على الأرض، فالقدس ليست عاصمة لإسرائيل وليست جزءا من دولتها فهي أراض محتلة عام 1967.
وتابع: "القيادة ستقوم بإجراءات وقائية لمنع القرار وهي بالنسبة لنا إرسال رسائل للرئيس ترامب تطالب بعدم القيام بهذه الخطوة، وكذلك رسائل للدول العربية والإسلامية، ونشاطات شعبية ودينية".
وقال: إن الفلسطينيين يأملون ألا يعلن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في خطاب تنصيبه في 20 الجاري عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وإن القيادة الفلسطينية لا تعلم شيئا عن السياسة الخارجية للإدارة القادمة، ولكن هناك مؤشرات سلبية كثيرة عبر متابعة الشخوص المعينين لدى ترامب وولاءاتهم لإسرائيل ودعمهم للاستيطان، وكذلك تصريحات الرئيس نفسه تجاه قضيتنا إشارة سلبية وقرار الكونغرس الأخير الهادف لنسف قرار مجلس الأمن إشارة سلبية وكذلك الحديث عن نقل السفارة أمر لا يمكن القبول فيه".
وأضاف اشتية، إن نقل السفارة إلى القدس يعني اعترافا بان القدس لإسرائيل ولا يمكن أن نقبل المبرر الذي يقول أن السفارة ستكون في القدس الغربية وأنتم تتفاوضون على القدس الشرقية.
وأوضح أنه إذا تم نقل السفارة للقدس فهذا يعني نهاية حل الدولتين ونهاية أي مسار مستقبلي تفاوضي وهو نقيض لموقف الإدارات الاميركية المتعاقبة، وقال: "نحن من جانبنا نأمل أن لا يقوم الرئيس ترامب بهذه الخطوة، أو يدخل هذا المنحنى فالرئيس محمود عباس بعث رسالة إلى الرئيس ترامب يطلبه فيها عدم نقل السفارة ويؤكد خطورة ذلك، وقد جرى إرسال رسائل إلى جميع الدول العربية والإسلامية ومنظمة العمل الإسلامي ووزير خارجيتنا سيكون في ماليزيا في 19 الجاري لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وعلى جدول الأعمال موضوع نقل السفارة"
وأضاف: "طالبنا المساجد يوم الجمعة 13 الجاري أن ترفع الآذان في فلسطين وفي العالم العربي والإسلامي في وقت محدد كصوت احتجاجي على موضوع نقل السفارة، كذلك ستقوم الكنائس يوم الاحد 15 الجاري بقرع الأجراس في كل أنحاء العالم رفضا لنقل سفارة الولايات المتحدة للقدس".
وبين أن نقل السفارة يعني أن مدينة القدس هي مدينة إسرائيلية، في حين أننا نعتبرها عاصمة لدولة فلسطين وهي مدينة مفتوحة لكل الديانات السماوية وليست لليهود وحدهم فهي جغرافيا فلسطينية وروحيا دولية، ونحن نريد لهذه المدينة أن تبقى مقدسة بكل المقاييس.
مؤتمر باريس سينقلنا من المفاوضات الثنائية إلى المفاوضات المتعددة
وقال نحن في فلسطين شاكرون لحكومة فرنسا على المبادرة لعقد اجتماع باريس وهو اجتماع يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية هامة للعالم رغم القضايا الملحة الأخرى في الشرق الأوسط.
وأضاف إن المبادرة الفرنسية هي انتقال من المفاوضات الثنائية إلى المفاوضات المتعددة وهي التجربة التي نجحت في السابق مع إيران في الخمسة+ واحد، ونأمل ان تنجح في الموضوع الفلسطيني أيضا.
وتابع: نريد لمرجعيات الأمم المتحدة أن تكون هي مرجعيات مؤتمر باريس، والتي تتحدث عن إنهاء الاحتلال وعن عدم قانونية الاستيطان وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 الذي يتحدث عن دولة على حدود العام 1967 وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وأن الاحتلال والاستيطان غير قانونيين.
وأوضح: "نحن نتشاور مع فرنسا من أجل مخرجات اليوم التالي لاجتماع باريس ونأمل أن يأتي الاجتماع بآلية لمتابعة عملية السلام وإطار زمني لإنهاء الاحتلال".
وعبر اشتية عن أمله أن تعيد فرنسا موضوع الاعتراف بدولة فلسطين كأحد مخرجات اللقاء في باريس من الدول الحاضرة للمؤتمر، فنحن نعلم أن إسرائيل لا تريد اجتماع باريس لأنه يؤكد حل الدولتين، وهي تسعى لتدمير حل الدولتين عبر تدمير أربعة أعمدة رئيسة للدولة الفلسطينية وهي: أسرلة مدينة القدس وتهويدها وضم الأغوار، وتعزيز الاستيطان فيها، واستخدام المناطق "ج" التي تشكل 62% كخزان جغرافي لتوسيع الاستيطان في الضفة، ورابعا عزل قطاع غزة عبر مشروع "بانيت" الرامي لدولة في غزة وضم الضفة لإسرائيل.
وبين إشتية أن العنصر الديمغرافي مهم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فحل الدولتين اليوم ممكن ولكن قد يكون غير ممكن غدا، فنحو 24% من سكان الضفة الغربية بما فيها القدس اليوم هم من المستوطنين البالغ عددهم 651 ألف مستوطن.
وذّكر أنه في بداية 2015 كان يوجد 6.2 مليون يهودي في فلسطين التاريخية، ومثلهم فلسطينيون، ونحن نعلم أن نسبة التوالد عند الفلسطينيين أعلى وبالتالي الفلسطينيين سيكونون51% من مجمل فلسطين التاريخية في العام 2020، وهنا نقول للاحتلال إما ان تقبل إسرائيل حل الدولتين أو أن تذهب للنظام العنصري المبني على تشريع العنصرية وممارستها.
نحن أمام امتحان وطني حقيقي في بيروت لتحقيق الوحدة
إلى ذلك قال اشتية إن اجتماع الفصائل في بيروت الذي يعقد اليوم مهم ويؤكد الوحدة الوطنية الفلسطينية ويسهم في تحقيق الوحدة، حيث اتفقنا مع حماس في الماضي على حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الفصائل الوطنية الفلسطينية وعلى إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن، والقضايا الخلافية الأخرى قادرون على حالها ونحن أمام امتحان حقيقي للفصائل لإنجاز الوحدة والذهاب لانتخابات مجلس وطني فلسطيني موحد، خصوصا ان لدى حماس 74 عضوا في المجلس الوطني وهو أعضاء المجلس التشريعي الذين جرى انتخابهم.
وأضاف أنه بالمجمل العام، للوصول إلى الدولة الفلسطينية الواحدة علينا مواجهة مشروع "بانيت" لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، فالوحدة الفلسطينية هي أساس إقامة الدولة الفلسطينية ومواجهة مشروع بنيت الهادف لضم الضفة الغربية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها