لطالما اعتبرت السيارة المتصلة بالإنترنت المتوفرة منذ سنوات، سيارة جديدة من الطرازات الراقية. أما اليوم، فقد أعلنت شركة الاتصالات السويدية تيليا Telia عن نيتها العمل على توصيل حتى السيارات المصنعة منذ 15 عاما بالانترنت من خلال استخدام حلول قائمة على الحوسبة السحابية. يدفع هذا الأمر إلى الاستنتاج بوجود فرصة ستمكن الشركات من التوسع في مجال بيانات الإتصال لتوفير بيانات ذكية من قبل الشركاء في نظام الإتصال المشترك – لإيجاد خدمة مبتكرة يمكن تقديمها لمالكي السيارات.
إن الهدف الأساسي لشركة Telia هو التحول نحو جيل جديد من الاتصال، حيث يكون للتطبيقات والحلول المقدمة للعملاء دوراً متمماً في تطوير خدمات الشبكة التقليدية، وستلعب السيارات المتصلة بالإنترنت دوراً محورياً في هذا المجال. وبحسب البحث الذي أجرته شركة Telia فإن تسهيل إمتلاك السيارات هو أمر هام بالنسبة لمحبي القيادة وتملك السيارت، ويمكن للإتصال بالإنترنت المساهمة في تعزيز هذا الأمر وبالتالي زيادة الطلب على السيارات. حيث أن المنفعة الحقيقية لتملك السيارة المتصلة بالأنترنت تتعدى حدود الإتصال إلى الإرتباط بنظام خدمات إتصال مشترك، ما يشكل أمراً حيوياً بالنسبة لمالكي السيارات.
وقد كشف آخر إستطلاع للرأي بأن السبب الرئيسي للرغبة بتملك السيارات المتصلة بالإنترنت هو إضفاء ميزة جديدة على تجربة إمتلاك السيارات، وذلك بسبب تخفيض النفقات، زيادة القدرة على التحكم وتأمين السلامة، إضافة إلى توفير المزيد من مزايا الراحة. إن مالكي السيارات يتفاعلون مع سياراتهم بوسائل متعددة مما يدفع إلى إيجاد العديد من الفرص لتقديم باقات متعددة من الخدمات في أوقات متعددة عن طريق الإتصال بالإنترنت.
إضافة إلى ذلك، فإن العملاء يطمحون إلى منح سياراتهم قيمة مضافة. وقد أظهر إستطلاع آخر لرأي مالكي السيارات بأن الفائدة من إمتلاك سيارة متصلة بالإنترنت يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أسباب: الإتصال بالإنترنت، التحكم بالسيارة والعروض المتعددة التي سيقدمها لهم الشركاء في هذه الخدمة.
يمكن ومن خلال هذه الخدمة، وصول الشركاء في نظام الإتصال المشترك إلى السائقين والركاب بطريقة أسرع وأسهل عن طريق الخدمات والمعلومات الجديدة، تدعيم العلاقة مع العملاء، وتعزيز قيمة علامتهم في الأسواق. ويتمثل ذلك في المشروع الذي أطلقته Telia توافقاً مع اهداف شركائها الرئيسيين كــBilprovningen، Bilia و Viking.
في هذا الإطار صرحت شركة Folksam السويدية للتأمين بأنها تمضي قدماً في مجال التحول الرقمي الذي يستحوذ على إهتمامها بالدرجة الأولى. وأشارت بأن الإزدياد في العروض القائمة على التأمين تظهر أهمية الرقمنة في إتاحة العديد من الفرص في هذا المجال. وقد قامت شركة Folksam بإطلاق عرض جديد بإسم “Köra Säkert” (القيادة الآمنة) لتشجيع العملاء على القيادة بشكل آمن. يقوم هذا العرض على مبدأ “إدفع بحسب قيادتك”، حيث يمكن للعملاء ومن خلال قيادتهم التأثير زيادة أو نقصاناً على مبلغ التأمين الذي يدفعونه لسياراتهم سنوياً أوشهرياً.
عند تسجيل الدخول للخدمة، يستلم العميل مؤشر ضوئياً LED يمكن وضعه على اللوحة الأمامية للسيارة لإعلام السائق في حال تخطيه للسرعة، إن ألوان الأحمر والأصفر والأخضر ستعطي السائقين فكرة عن مدى إلتزامهم بحدود السرعة القانونية أو عدمه. يقوم هذا المؤشر بالتواصل مع وحدة تقنية المعلومات، إضافة إلى وجود تطبيق يزود السائقين بنتائج قيادتهم مما يشجعهم على قيادة صديقة للبيئة وأكثر أمناً. إن الهدف الطويل الأمد من هذه الخدمة هو حماية الأرواح والتخفيف من حوادث السير، ومن أهم الحوافز في هذا المجال هو إجراء تخفيضات تصل حتى 20% على أقساط تأمين السيارة.
ومن أهم الإمكانيات التي توفرها الرقمنة، تقديم الخدمات الإستباقية. حيث تعمل شركة Bilprovningen لمعاينة السيارات على تعزيز علاقتها مع العملاء من خلال توفير خدمات إستباقية، كإنذارهم بإقتراب وقت المعاينة إضافة إلى إنذارات خاصة متعلقة بمالكي السيارات.
أما شركة Bilia لخدمات السيارات فتهدف إلى تقديم عروض خدمات متعددة، كتشخيص مشاكل السيارات والصيانة المسبقة للسيارات إضافة إلى العروض المتعددة التي تتناسب ومتطلبات الزبائن.
ورأت شركة خدمات الطرق Viking بأن الرقمنة توفر فرصاً عديدة لتمتين وتفعيل العلاقة مع العملاء من خلال عروض الخدمات المتطورة التي يمكن تأمينها لهم في العصر الرقمي.
“إن إنترنت الأشياء يقدم فرصاُ جديدة لمشغلي شبكات الهاتف النقال للإستفادة من الخدمات التي يوفرونها وتطويرها بهدف زيادة قيمتها، من خلال تأمين منصات ذكية، تسهيل التعاون في مجال نظام الإتصال المشترك، والتفاعل كشركاء مساهمون في التحول نحو قطاعات إقتصادية جديدة. إن الأسواق المتطورة في منطقة الشرق الأوسط كأسواق دول الخليج العربي تستعد لإستخدام تقنية الجيل الخامس حيث سيصبح إنترنت الأشياء ضرورة من ضرورات حياتنا اليومية”، بحسب طارق سعدي، مدير إريكسون لمنطقة الخليج العربي وباكستان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها