قال وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو إن الطريق الوحيد لإنشاء علاقات متوازنة وتعاون جيد وفعّال بين أوروبا والشرق الأوسط، يتمثّل بإنهاء العنف وإطلاق المحادثات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين مع ضرورة تحقيق حل الدولتين.

وأضاف سيارتو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية رياض المالكي، الذي يزور المجر للمشاركة في افتتاح منتدى رجال الأعمال الفلسطيني المجري الذي يعقد لأول مرة، أنه لا يمكن تحقيق ذلك إذا استمر المجتمع الدولي بالابتعاد عن الأطراف المعنية.

وأكد أن هناك حاجة للمشاركة الدولية لتحقيق السلام، لذلك فإن المجر تدعم كل مبادرة تقود إلى اطلاق عمليات السلام من جديد، مشددا على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الذي يمكن تقبله متمنيا أن تكون الأطراف المعنية تضع نصب أعينها هذا فكرة الحل السياسي أيضا.

وتابع: "إنه ومنذ سنوات عديدة لم يقم وزير خارجية فلسطيني بزيارة إلى بودابست، لذلك هذه الزيارة تحمل معنى مميز خاصة وأن أوروبا ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تشهد تحديا مثلما الذي تشهده اليوم باعتبار أن أوروبا محاطة الآن بجوار يشهد انهيارا في الوضع الأمني، إضافة إلى ذلك فإن عمليات السلام في الشرق الأوسط شهدة فشلا واضحاً في الفترات الماضية، والمجر يهمها حلول السلام في المنطقة.

ورأى سيارتو أن مصلحة أوروبا تكمن في أن تكون منطقة الشرق الأوسط آمنة وهادئة، مضيفا أن هذا الأمر لا يدخل ضمن مصلحة أوروبا الأمنية والسياسية فحسب وإنما ضمن مصالحها الاقتصادية أيضا، والمجر تدعم الجهود الدولية لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتطرّق إلى العلاقات الاقتصادية المجرية – الفلسطينية المشتركة، معلنا عن انعقاد أول منتدى لرجال الأعمال المجري – الفلسطيني بمشاركة أكثر من 100 رجل أعمال على واقع تلك الزيارة، مضيفا أن فلسطين مهمة للشركات المجرية الناشطة في مجال تصدير الصناعة الغذائية والموارد الزراعية، مشيرا إلى الفرص المتاحة أمام الجانب المجري في مجال إدارة المياه، ومصلحة مياه العاصمة بودابست جاهزة للتعاون في هذا المجال.

وقال سيارتو إن شركات مجرية أبدت اهتمامها بالمشاركة في أعمال المشروع المتعلّق بإنشاء القناة الواصلة بين البحر الأحمر والبحر الميت، مؤكدا أن المجر مستمرة في دعمها للمساعدات الإنسانية والتنمية المقدّمة من الاتحاد الأوروبي للمناطق الفلسطينية.

وأضاف أن المجر وافقت على قرار المفوضية الأوروبية الأخير الهادف لتقديم حزمة مساعدات بقيمة 286 مليون دولار، والمجر ستسدد ما يترتب عليها بخصوص تلك المساعدات، قائلا إن الحكومة المجرية وخلال السنوات الماضية قدّمت مساعدات للجانب الفلسطيني بقيمة 360 مليون فورنت، وأرسلت معدات طبية لقسم التوليد في مستشفى بيت لحم.

وأعلن سيارتو أن الحكومة المجرية  واعتبارا من شهر أيلول المقبل ستقدّم أكثر من 50 منحة دراسية لطلبة فلسطينيين لمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات والمعاهد المجرية.

بدوره، تحدث المالكي عن الجذور التاريخية للعلاقات الفلسطينية المجرية، مؤكدا أن تعاون الجانبين يمكن ان يقدم نموذجا يحتذى به من حيث تحول فلسطين من نقطة صدام إلى نقطة جذب استثماري في حال تم المضي قدماً في تطوير العلاقات الثنائية والوصول إتفاق سلام ينهي ويقدم حل للنزاع وفي المقدمة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكد المالكي أهمية تطوير العلاقات المجرية – الفلسطينية، لأن هناك فرصا عديدة متاحة أمام التعاون بين البلدين، معبرا عن أمله في تكّثيف زيارات وزراء خارجية البلدين في المستقبل.

ورحّب بتقديم المجر منح دراسية للطلبة الفلسطينيين، مشيرا إلى مساهمة المجر في عمليات ترميم كنيسة المهد في بيت لحم.

وفي سياق متصل، التقى المالكي في أول ايام زياراته للمجر بالسفراء العرب المعتمدين لدى المجر، بحضور سفيرة دولة فلسطين ماري انطوانيت سيدين، ووضعهم في صورة التطورات في المنطقة والعقبات التي تضعها إسرائيل أمام المفاوضات التي كان آخرها التهرب وتعطيل المبادرة الفرنسية التي تدعو إلى عقد اجتماع وزاري دولي لتحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وأكد المالكي أن الموقف الفلسطيني تجاه المبادرة الفرنسية تتسم بالإيجابية ونرحب بإعلان باريس عن عقد اجتماع وزاري في 30 أيار تمهيدا لمؤتمر دولي.

وألقى المالكي محاضرة في معهد الشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية المجرية حول تطور الأوضاع والعملية السلمية، حضرها عدد من السفراء العرب وأكاديميين.