احتضنت امس بعد عشرين عاما أم الشهيد الفتحاوي موسى الحنفي ابن مخيم رفح الذي استشهد في الصفة الغربية صديق ولدها الأسير الرفحي ابن مخيم أسدود رياض عيسى الذي اعتقلته قوات الاحتلال منذ العام 1993 مع مجموعة من مقاتلين الجبهة الشعبية بعد سنوات مطاردة وحاكمته بتهمة المقاومة المسلحة للاحتلال خلال الانتفاضة الأولى .

واحتشد عدد كبير من مواطني مدينة رفح ومن أسراها المحررين وكوادر من الفصائل لاستقبال الأسير المحرر رياض سعيد عبد العزيز عيسى 40 عام إضافة إلى أصدقاء الأسير وجيرانه وأهله ويذكر أن الأسير قد فقد والدته ووالده واحد أشقائه وإحدى شقيقاته خلال فترة أسره ولم يتمكن طوال ستة سنوات من رؤيتهم لمنع سلطات الاحتلال ذويه من زيارته .

هذا ولم يتمالك الأسير نفسه منفجرا بالبكاء عند وصوله إلى مسقط رأسه ودخوله المخيم الذي تربى فيه متعرفا على معظم أبناء جيله ممن هم اكبر منه سنا وكانت أكثر اللحظات إثارة وحزننا ممزوجة بالفرح التي خرجت فيها والدة صديقه الشهيد لتعتلي السيارة التي تحمله وتضمه وكأنها تحتضن فيه ولدها الشهيد وسط تكبير وتهليل المواطنين .

وان هذه الفرحة العارمة ودفيء المشاعر التي استقبلت به رفح أسيرها الذي غيبته سجون الاحتلال عشرين عاما ليعود ويجد الكثير من أحبائه قد غيبهم الموت تذكر المواطن الفلسطيني بمعاناة أكثر من 8200 مناضل فلسطيني وذويهم مازالت سلطات الاحتلال تحرمهم دفيء هذه اللحظة فان الأسرى جزء من حكاية تروى في كل بيت فلسطيني .