أطلق صباح اليوم المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية ودار العناية حملة التوعية "نحو تربية دمجية أفضل للأطفال والشباب الفلسطينيين من ذوي الصعوبات التعلمية في القطاع التربوي النظامي وغير النظامي".
أطلقت الحملة خلال مؤتمر صحافي في قصر الأونيسكوفي بيروت، اليوم الأربعاء 3\2\2016، بحضور مسؤول برنامج التربية والتعليم في بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت أبل بيكراس كانديلا، ومدير منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا في المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية نيكولا بانتون، ومدير دار العناية الأب نقولا صغبيني، ونائب رئيس برنامج التربية والتعليم ومدير التعليم المدرسي في لبنان – الأونروا سالم ديب، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الشريكة والإعلام.
يساهم مشروع التربية الدمجية، الممول من الاتحاد الاوروبي، في الكشف المبكر للتلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلّمية وتقديم الدعم الهادف من قبل العاملين داخل المدرسة. بدأ المشروع مع 24 مؤسسة تربوية تعمل في الوسط الفلسطيني منها الروضات وبعض المدارس الابتدائية التابعة لمنظمة الأنروا ومراكز تدريب مهني تعمل في الوسط الفلسطيني. ويتماشى تنفيذ المشروع مع استراتيجية التعليم الشامل للأنروا فيعيد سالم ديب التذكير بأنّ "الأنروا تتّبع نهجاً وسياسة خاصّة حول التربية الدمجية تستهدف التلامذة الفلسطينيين في 67 مدرسة في لبنان؛ وتعمل مع عدد من الشركاء، منهم المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية".
وصرّح أبل بيكراس كانديلا بأنّ الدعم الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبي لهذا المشروع والمبادرات المماثلة يرتكز أوّلاً على أهميّة التربية في تعزيز النواحي الاجتماعية والاقتصادية عند الأطفال. فالأطفال الفلسطينيين ذوي الاحتياجات الخاصة، بمن فيهم الأطفال الذين يعانون من الصعوبات التعلّمية، يستحقّون اهتماماً خاصاً وذلك بهدف عدم استقصائهم وتوقّفهم عن الدراسة. كما أنّ الكشف والتشخيص المبكرَين، إضافة إلى الدعم التقني والعاطفي، يساعدان في تعزيز قدراتهم، ما يصبّ في مصلحتهم ومصلحة المجتمع المحيط بهم.
في الواقع، أكّدت دراسات عديدة بأنّ للتدخل المبكر في كشف وعلاج الصعوبات التعلمية، إلى جانب توفّر البيئة الداعمة، تأثير كبير في تحسين قدرات التلامذة. من هنا، تبرز أهميّة حملة التوعية هذه في المساهمة في التخلّي عن الأفكار المسبقة وتغيير المفاهيم الخاطئة عن الصعوبات التعلّمية وتعزيز التربية الدمجية في المجتمع الفلسطيني، فضلاً عن الدور الكبير للأهل في تحقيق ذلك.
وشرح نيكولا بانتون قائلاً: "تنظّم هذه الحملة جلسات خاصّة للأهل حول الصعوبات التعلّمية في كلّ من صيدا وبيروت، تترافق ببثّ الفيديوهات على القنوات الفلسطينية المحلية وتوزيع كتيّبات عن الصعوبات التعلّمية"، وقد أمل بأن "تدعم الحملة التربية الدمجية في لبنان من خلال رسالتها البسيطة: سوا فينا نتعلّم!"
وقال الأب نقولا صغبيني "إنّ العمل الاجتماعي يفرغ من معناه ما لم يهدف إلى خدمة الإنسان وتطوير إمكانيّاته من أجل أن يكون فعّالاً في المجتمع. من هذا المنطلق، أوقّع بكلّ فخر على الشراكة بين دار العناية والمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية، شراكة تتخطّى كل أنواع الاختلاف لخدمة الإنسان".
هذا وعُرض خلال المؤتمر الصحافي فيلم وثائقي ألقى الضوء على أهميّة التربية الدمجية ودور البيئة الداعمة. وتضمّن الفيلم أيضاً تقريراً عن تصوّرات الجمهور العام للصعوبات التعلّمية، فضلاً عن شهادات وقصص نجاح، لأساتذة عن خبرتهم في مدرسة دامجة، ولتلاميذ استفادوا من برنامج التشخيص والعلاج، ولأهل شهدوا على تطوّر أطفالهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها