قالنمر حمّاد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، اليوم الخميس، إن القرار بالذهاب للأممالمتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية بالمنظمة الدولية لا رجعة عنه، مشيراإلى أهمية مضاعفة الجهد العربي السياسي والدبلوماسي لدعم هذا الهدف وإنجاحه من خلالحشد أكبر عدد للاعتراف بدولة فلسطين.
وأوضحالمستشار حمّاد في حديث خص به وكالة 'وفا' على هامش زيارته للقاهرة، أن قرار التوجهللأمم المتحدة هو قرار عربي جماعي، مضيفا: القرار اتخذ وأكدت عليه لجنة المتابعة العربيةفي اجتماعها الأخير في الدوحة، ويبقى خلال الأيام القادمة أن يتم على المستويين السياسيالقانوني البحث بتعمق ما هو الأفضل بأن نذهب إلى مجلس الأمن الدولي، أم إلى الجمعيةالعامة للأمم المتحدة؟.
وتابع،'سيتم البحث بعمق هل استخدام حق التقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي سيضعفنا في الجمعيةالعامة للأمم المتحدة، أم من المناسب بأن نذهب أولا إلى الجمعية العامة ومنها إلى مجلسالأمن الدولي'.
سببقلق إسرائيل من استحقاق سبتمبر:
ورداعلى سؤال حول الفائدة التي يجنيها الجانب الفلسطيني في حالة اصطدام المطلب العربي بالاعترافبفلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة بالفيتو الأميركي، رد حماد، 'حصول فلسطينعلى أصوات ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجعلها بوضع أفضل مما هو الحال الآنحتى في حالة استخدام الفيتو في مجلس الامن، وفي هذه الحالة يصبح وضع فلسطين كما هووضع دولة الفاتيكان بالأمم المتحدة، أي تصبح دولة غير عضو بالأمم المتحدة، ولكن دولةحدودها مقبولة ممن اعترف بها، وبهذه الحالة تصبح إسرائيل دولة محتلة لأراضي دولة أخرى'.
وتابع،'هذا يعطينا إمكانية الاستفادة من آليات عديدة في الأمم المتحدة؛ ولذلك إسرائيل منزعجةكثيرا من هذا الأمر وتسعى بأية وسيلة لإعاقة توجه العرب والفلسطينيين للأمم المتحدة'.
وقللحمّاد من أهمية حديث رئيس وزراء إسرائيل يوم أمس عن استعداده لتنظيم لقاء دون شروطمسبقة مع الرئيس محمود عباس سواء في القدس أو في رام الله بقوله، 'بنيامين نتنياهولم يأت بجديد، ولا نقبل بعقد لقاء من أجل اللقاء والتقاط الصور، والاستيطان يتنافىتماما مع طريق السلام، ولا رجعة للمفاوضات دون الوقف التام للاستيطان ودون جدول زمنيمحدد، ودون وضوح مرجعية عملية السلام على أسساس حدود 1967م.'
وراهنعلى أن 'الاستيطان زائل لا محاله' وأن اعتقاد الإسرائيليين بأنهم يحاصرون المدن والقرىالفلسطينية بالمستوطنات ليس في محله؛ لأن الواقع يثبت عكس ذلك في ظل التغيرات الديموغرافيةعلى الأرض، كما أن الاستيطان بات يشكل عبئا كبيرا على الجيش والأمن الإسرائيلي؛ لأنكل بيت متنقل بحاجة لعدد من الجنود لحراسته.
وشددعلى أن الفرصة مازالت قائمة أمام الإسرائيليين لصنع السلام وإنهاء الصراع، وأن استمرارهمبالاستيطان وسياسات الأمر الواقع على الارض سينهي حل الدولتين، ولن يكون هناك في المستقبلإلا حل واحد وهو حل الدولة الواحدة على غرار ما جرى في جنوب إفريقيا.
حلمالإسرائيلين بطرد الفلسطيني من أرضه لن يتحقق:
وأكدحمّاد استحالة تحقيق حلم المتطرفين الإسرائيليين بخصوص طرد الفلسطينيين من أراضيهم،متسائلا ونحن في عصر القنوات الفضائية والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي هل يمكنالحديث عن ترحيل أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يقيمون حاليا في فلسطين؟، مضيفا: هذاأمر مستحيل يضاف إلى ذلك إصرار الفلسطيني على التمسك بأرضه وعدم الهجرة مهما كلفه الثمن.
وأشارإلى أن الرئيس سيلتقي سفراء فلسطين في الخارج في تركيا قريبا بهدف حشد التأييد ودعمالدول المعتمدين لديها من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم التوجه الفلسطيني والعربيلأمم المتحدة.
وحثالمستشار السياسي للرئيس الدول الإسلامية والعربية والدول المؤيدة للحقوق الفلسطينيةالمشروعة بأن تباشر باتصالات مكثفة وأن تستخدم نفوذها لمطالبة الدول التي لم تعترفبعد بالدولة الفلسطينية للاعتراف وضمان تأييدها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال،'نأمل بأن يتم الربط بين مصالح الآخرين مع العرب والمسلمين بموضوع الدولة الفلسطينيةواستحقاق أيلول/سبتمبر، وما يدعم حقوقنا بأننا نذهب للأمم المتحدة مجندين بعدد كبيرجدا من قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التي تدين الاستيطان وتؤكد على ضرورة قيامدولة فلسطين، وترفض الإجراءات الاستعمارية في القدس الشرقية'.
وذّكربأن عددا من قرارات مجلس الأمن كالقرار (1515) الذي تضمن مبادرة السلام العربية وخطةخارطة الطريق، وقرارات أخرى عديدة تدين الإجراءات الأحادية في القدس وترفض الاستيطانصوتت الولايات المتحدة لصالحها، بل بعضها هي من بادرت لطرح الصيغة التي خرج بها القرار.
وقال،'كما سنطرح على الأمم المتحدة التعهد المكتوب الذي قدمه رئيس وزراء إسرائيل الأسبقاسحق رابين لنا والذي تضمن عدم قيام إسرائيل بأي إجراءات أحادية في القدس، وسنذكر العالمبأن إسرائيل تهود المدينة ومقدساتها وتغير معالمها وتغلق مؤسساتها العربية دون مبرر،وبشكل يتنافى والاتفاقات الموقعة'.
المصالحةواستحقاق سبتمبر:
وقال،'إننا نخوض صراعا سياسيا كبيرا، والمصالحة الفلسطينية تخدم هدفنا بالتوجه للأمم المتحدة،ومن هنا يجب ألا نبقى معلقين الأمر بهذا الشكل، وليس من الخطأ بأن نؤجل بعض القضاياالمختلف عليها إلى ما بعد الانتخابات'.
وأضاف،'د.سلام فياض في هذه المرحلة مثل مدرب فريق كرة قدم يحقق نتائج ملموسة ومهمة، ولذلكليس من المنطق بأن يتم المطالبة بتغيير هذا المدرب ونحن في نهاية البطولة، ونحن فيفلسطين أمامنا معركة سياسية هائلة، وسمعة رئيس الوزراء الحالي في الخارج ممتازة، وهذايفيد القضية الفلسطينية'.
وذّكرحمّاد بأن الحكومة المنوي تشكيلها انتقالية ومهامها فقط تتعلق بالشأن الداخلي ولا تتدخلبالشأن السياسي.
وأشارإلى أهمية التصريحات التي أدلى بها القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف، وأوضحفيها بأن أفضل شخص لهذه المرحلة هو الدكتور سلام فياض، ولكن حركة حماس اتخذت قراراوعبأت قواعدها برفضه.
مراجعةحماس لحساباتها:
وأعتبرحمّاد أن مراجعة حماس لحساباتها مطلوبا ليتم إنهاء الموضوع العالق، وقال، 'المصلحةالوطنية تقتضي أن نضع الشخص الذي لا يعطي ذريعة للإسرائيليين، وبما أن الولايات المتحدةالأميركية والإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي وأطراف كثيرة تشهد له بالشفافية والنزاهةمن الضروري أن تستفيد من هذا الأمر ونتمسك بالدكتور فياض.'
وحولالمأزق التي تواجهه حماس حتى في ظل تبلور قناعات لدى قيادات فيها بأن فياض هو المناسبللمرحلة الحالية بعد تحريض قاعدة الحركة ضد هذا الشخص، رد حمّاد: الذي عبأ بإمكانهأن 'يُفضي'، فبمنتهى الشجاعة يمكن مخاطبة قاعدة الحركة وأبنائها بالقول، 'على الرغممن وجود ملاحظات لحركة حماس على سلام فياض لكن هذه المرحلة الانتقالية تقتضي بأن يبقىفياض في منصبه خدمة للمصلحة الوطنية'.
ونفىالمستشار السياسي للرئيس صحة الأنباء التي يرددها البعض بأن حركة فتح ترفض تبؤ سلامفياض لرئاسة الحكومة الجديدة وأن من يريده فقط الرئيس، مذكرا بقراري اللجنة المركزيةلحركة فتح، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مؤخرا بدعم الدكتور فياض.
وتابع،'الموضوع ليس عنادا، والرئيس أبو مازن يتمسك بفياض لأسباب وطنية تتعلق بحساسية المرحلةالحرجة الراهنة، ومن المهم بأن هناك أصواتا عاقلة في حماس مثل صوت أحمد يوسف، ونحنمتفائلون بإنهاء هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن'.
ورداعلى سؤال عن اتهامات توجه لحركة فتح بأنها تتمسك بفياض رئيسا للوزراء لإفشال المصالحة،أجاب حمّاد، 'هذا كلام معيب ومن يقوله متأكد بأن ضميره يؤنبه، ولا يوجد أي سبب خارجيعلى الإطلاق، والمنطق هو التقييم الهاديء أين تكمن المصلحة الفلسطينية، ولو وجد الرئيسبأن وجود فياض في هذا المنصب يخسر القضية الفلسطينية لكان رأيه مخالف تماما'.
وأضاف،'تبذل جهود مخلصة لإنجاح المصالحة قبل شهر أيلول والرئيس يتمنى بأن ننهي حالة الانقسامدون تأخير، وكلمة خالد مشعل في احتفال توقيع اتفاق المصالحة مهمة ومن الممكن البناءعليها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها