لو كنت من أصدقاء اميركا لأحرجتني كثيرا زيارة باراك حسين أوباما الى المنطقة وتصريحاته المستفزة وانحناؤه المخزي أمام العصابة الحاكمة في تل أبيب.
تحت شعار الواقعية السياسية كان مطلوبا منا في زمن التسويات وماراثون المفاوضات أن نمكث في المجال الاميركي وأن ننخرط في المشروع التسووي الذي دشنه العرب أقبل أوسلو بسنوات طويلة، وكان مطلوبا منا أن نتعاطى بايجابية مع جيمي كارتر الذي اعترف بحقنا في الحرية بعد خروجه من البيت الأبيض، ثم صرنا مطالبين بأن نتفاعل مع جورج بوش الأب الذي أغدق عليه بعض العرب في الهدايا وفي الثناء على "حكمته"، ثم صرنا مطالبين بأن نحب بيل كلينتون الذي أظهر تفهما غير مسبوق في واشنطن لحقنا في الدولة واحتفظ بتفهمه لنفسه بعيدا عن وزارة خارجيته وبعيدا عن وزارة حربه، وطالبنا بعض العرب بعد ذلك بالرهان على جورج بوش الابن الذي قالوا لنا إنه الرئيس المخلص والقادر على كبح جماح اسرائيل، وأخيرا طالبنا العرب حكومات وجمهورا بالمشاركة في أعراس الترحيب بباراك حسين أوباما الذي يجيد الخطابة ويحتفظ بسواد وجهه وقلبه في تعامله مع قضايا الحرية.
منذ البداية لم أكن معجبا بهذا الرئيس ولا مصدقا لهرائه حول الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في الاستقلال، فهو في النهاية مثل غيره من رؤساء اميركا الذين تصنعهم السي آي ايه وتجيرهم لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة.
كان الرهان العربي والاسلامي على أوباما ينطلق من حقيقة كونه من أصل افريقي وحقيقة أن والده مسلم، وقد قيل لنا إن أوباما غير دينه من الاسلام الى المسيحية لكي يستطيع الانخراط في الولايات المتحدة، ولم يكن يعنينا إن كان هذا الرئيس مسلما أم مسيحيا في الأصل لأننا نعرف أنه في النهاية يهودي في الهوى وفي القرار.
في زيارته الأخيرة لبلادنا المحتلة طالبنا أوباما بالاعتراف بيهودية اسرائيل، وبعد هذه الزيارة يحق لنا أن نطالب أصدقاء اميركا في المنطقة الاعتراف بيهودية باراك حسين أوباما