لطالما تحدثنا عن قدرة الطلاب والشباب على تحقيق الاستيقاظ أو الاستنهاض أو الوثبة (وهي المراحل الثلاث برأيي للتغيير ) أكثر من غيرهم،يدعم هذه الفكرة تاريخ المتغيرات والثورات والانتفاضات في العالم حيث كان للشباب فيها أداة الحسم وفعل الإرادة والتصميم على النصر.
إن الإشارة للتطورات والثورات في التاريخ عامة، وفي تاريخنا القديم والمعاصر تدللنا بوضوح على عمق هذه الفكرة، إذ كان للشباب دوما روح المبادرة وسبق التقدم ، وسيف التغيير المشهر في وجه الركود والسلبية والواقع الفاسد والاستبداد.
من انطلاقة حركة فتح الشابة إلى تجددها الدائم عبر الشباب، وحاليا من خلال الجامعات والمعاهد، إلى متغيرات الربيع العربي حيث سطّر شباب الفعل الثوري وبأدوات الفكر المتطور والأسلوب المبتكر -أو من يسمونهم تجاوزا شباب (الفيسبوك) و(اليوتيوب )- سفرا نضاليا كاملا خاصة في تونس ومصر ، ورجوعا وتقدما نكتشف إن عمق الإحساس بالمرارة والاستبداد والوجع والظلم وضرورة التغيير هو عمق شبابي.
لقد أثارني بشدة الانتصارات أو النجاحات التي حققها الشباب المصري المتجدد في الجامعات، إذ استطاع ان يعبر بصوت عال عن رفضه للاستبداد الحزبي المتمثل بالتنظيمات الفكرانية (الايدولوجية) وخاصة الإخوان المسلمين، ويتقدم في الجامعات لصالح فكر التنوير والرحابة تماما كما هو حال طلبة حركة فتح وطلبة التيار الوطني والتقدمي في فلسطين في مواجهة تيارات الاستبداد التنظيمي – الحزبي وفكر المطلق وإقصاء الآخر.
لقد استطاع طلبة الأحزاب المصرية المستنيرة مؤخرا سواء تلك (الإسلامية المنفتحة) أو القومية أو التحررية (الليبرالية) مثل حزب الدستور ومؤسسه البرادعي، والحزب المصري الديمقراطي، والتيار الشعبي الملتف حول حمدين صباحي، وحزب مصر القوية برئاسة الاخواني السابق د.عبد المنعم ابو الفتوح أن يسيطروا على 13 جامعة فيما لم يفز طلبة "الإخوان المسلمين" الذين كانوا يسيطرون على كافة الجامعات الا على 4 جامعات فقط.
ان في هذه النتائج كما يقول الكاتب وحيد عبد المجيد رسالة ضد أداء سلطة "الاخوان" وضد استبدادهم، وفشلهم في معالجة مشاكل البلد ومؤداها (ان المستقبل ليس لها) كما قال مضيفا( لانها ليست مؤهلة للتعامل مع المستقبل).
ان المستقبل في ظل الانفتاح الاعلامي والمعلوماتي والاتصالي لمن يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات، ولمن يحمل فكر الأصالة والتجدد معا، ولمن يجعل من مساحات المشاركة واسعة، ولمن يعمل ويعمل لله والوطن والناس فلا يترك شبابه خلف ظهره أو يعتبرهم فقط معمل تفريخ، وانما لمن يحاورهم كتفا الى كتف ويقدمهم ويدفعهم ليقودوه.