وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الوضع في قطاع غزة 'ببرميل بارود قد ينفجر في أي لحظة'، مطالبا برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وفتح المعابر.
جاءت كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الاثنين، في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، بعد جولة تفقدية قام بها لدى وصوله عبر معبر بيت حانون 'إيريز' شمال القطاع في حي الشجاعية المدمر شرق المدينة، وتفقده وافتتاحه لمدرسة 'أسماء الابتدائية' التابعة لوكالة الغوث في مخيم الشاطئ غرب المدينة، وزيارته لغرف الصيادين في حرم الميناء.
وقال: 'لا تعتبر هذه الزيارة الأولى إلى قطاع غزة، كانت لي زيارات خلال الأعوام الماضية، وأود أن أقول أن الوضع لم يكن سهلاً أبداً هنا، فاليوم رأينا الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية التي حدثت خلال الفترة الأخيرة والسنوات الماضية'.
وأشار شتاينماير إلى أنه التقى مع مواطنين في حي الشجاعية ممن فقدوا بيوتهم، قائلا: رأيت كم هو حجم وأهمية المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي لهؤلاء الناس، لذلك ومنذ البداية قامت الحكومة الألمانية بتقديم المساعدات لجميع المنظمات التي تساعد الناس، وتجعل حياتهم ممكنة، وفي مقدمة هذه المؤسسات وكالة الغوث الدولية 'الأونروا'، وأيضاً مساعدات للمجتمع الدولي تعمل وما زالت تعمل وتقدم المساعدات'.
وأكد أن حكومته ستستمر في المستقبل بالمساهمة في تقديم المساعدة لهذه المؤسسات، مشيرا إلى أنه من يمر ويزور ويأخذ انطباعات عن الحياة في قطاع غزة يتوصل إلى استخلاص مفاده: أن الوضع القائم لا يجوز أن يستمر أبدا، ويجب علينا ويتحتم عمل كل شيء، نعم علينا عمل كل شيء بالرغم من الأحداث الكبيرة التي تعصف بالمنطقة وبالعالم.
وتابع: 'تحدثت مع السياسيين في إسرائيل في القدس وأيضا في رام الله مع الممثلين السياسيين للسلطة الفلسطينية، بشأن 'كيف علينا أن نعمل سويا من أجل خلق آفاق للناس للعيش بكرامة، وخصوصا للناشئين'.
وتابع: 'في كافة الاجتماعات تحدثت عن الأمل، وتيقنت أن الجميع يعرف أننا نجلس هنا على برميل بارود، لا يجوز أبدا أن ينفجر'، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإعادة الإعمار، ونحن في الحكومة الألمانية نساهم بذلك كما نساهم في التنمية هنا في (ميناء الصيادين)، من خلال عمل مساحات إصلاح شبكات الصيد للصيادين، وخطوات أخرى في مجال إعادة الإعمار'.
ولفت إلى ضرورة تحسين الوضع الاقتصادي بجانب المساعدات الإنسانية، وأخرى لإعادة الإعمار، فنحن بحاجة إلى استثمارات من الداخل والخارج، وإمكانيات لتصدير البضائع المحلية، وهذا لا يتم إلا من خلال فتح المعابر'.
وبين شتاينماير 'أنه من الصعب إنجاز ذلك بدون أن يكون هناك وقف لإطلاق الصواريخ من غزة، وألا تكون هذه المدينة عبارة عن منصة لإطلاق الصواريخ، الأمن هو المقابل للتنمية البشرية هنا، ولتطوير حياة الناس، ومن واقع خبرتي لا توجد أمور سهلة في الشرق الأوسط، ولكن بالرغم من ذلك نحاول ونكرر المحاولة، ونقوم بهذا العمل'.
يشار إلى أن الوزير الألماني التقى وزراء في حكومة الوفاق الوطني في غزة، واستمع منهم إلى شرح مطول حول الأوضاع الصعبة في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها