في موازاة المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية "وإسرائيل" بوساطة مصر المتوقع استئنافها في القاهرة، اليوم الأحد، تستعد إسرائيل مسبقا لفشل المفاوضات وتبلور خطة أحادية الجانب تدعي من خلالها أنها ستعمل على "تخفيف الحصار" عن قطاع غزة وإعطاء جيشها يدا طليقة في حال انهيار التهدئة.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، اليوم، أن وزيرة القضاء الإسرائيلية، تسيبي ليفني، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، دفعت خلال الأسابيع الماضية اقتراحا يقضي بتنفيذ إسرائيل خطوات أحادية الجانب، تحت عنوان "تسوية مقابل العالم".
ووفقا لاقتراح ليفني، فإن إسرائيل ستنفذ خطوات أحادية الجانب تشمل تسهيلات لسكان قطاع غزة وتحظى بدعم المجتمع الدولي والدول العربية، من دون التوقيع على اتفاق مع حركة حماس.
وكان رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف ووزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، العضو في الكابينيت، قد طرح أفكارا مشابهة للتي تطرحها ليفني، يوم الجمعة الفائت.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، قال لقناة الجزيرة، أمس، إن الجانب الفلسطيني يريد أن تؤدي المفاوضات إلى وقف العدوان على القطاع ورفع الحصار وأن يحظى سكان غزة بالتعليم والخدمات الصحية، مشددا على مطلب إقامة ميناء ومطار وإنهاء الاحتلال والاستيطان.
وأفاد موقع "واللا" الالكتروني، اليوم، بأنه في إسرائيل فسروا أقوال مشعل على أنها "تمسك بمواقف تجعل أي اتفاق مستحيل".
ونقل الموقع عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "احتمال التوصل إلى اتفاق حتى مساء يوم الاثنين، حيث ستنتهي الهدنة، ضئيل للغاية".
وكان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، عزام الأحمد، قد أعلن قبيل دقائق من منتصف ليلة الأربعاء – الخميس عن وقف إطلاق نار يستمر لخمسة أيام وينتهي بحلول منتصف ليلة الاثنين – الثلاثاء المقبلة.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإنه في حال فشل المفاوضات فإن إسرائيل تستعد لعدة سيناريوهات، بينها استئناف حماس في إطلاق الصواريخ وأن ذلك سيؤدي إلى رد فعل إسرائيلي والعودة إلى عدوانها على القطاع.
وتحدثت التقارير عن سيناريو آخر يقضي بإعطاء إسرائيل تسهيلات في القطاع والعودة إلى صيغة "الهدوء سيقابل بالهدوء". وتتوقع إسرائيل سيناريو ثالث محتمل وهو تدخل حثيث من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية في محاولة لفرض وقف إطلاق نار متفق عليه من جميع الأطراف.
ووفقا للتقارير الإعلامية فإن إحدى القضايا الهامة بالنسبة لإسرائيل تكمن في المحافظة على "العلاقات القريبة مع مصر" والتي نشأت خلال العدوان، وأن إسرائيل لن تقدم على أية خطوة أحادية الجانب قبل أن تستنفذ المفاوضات في القاهرة نفسها.
من جانب آخر قال دبلوماسيان مصريان اليوم السبت، إن جهودا مصرية تبذل لإقناع طرفي النزاع، باستمرار الهدنة في غزة لحين التوصل إلى اتفاق نهائي، بدلاً من التمديد المرهون بوقت محدد.
الدبلوماسيان المطلعان على ملف المفاوضات بالقاهرة، اتفقا في حديثهما لوكالة الأناضول، على أن هناك اتجاه لدى الوسيط المصري بمد الهدنة الحالية بشكل دائم، وهو ما تم التلميح له عبر الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وقال أحد الدبلوماسيين: "نحن نسعى لحقن دماء الشعب الفلسطيني، ولدينا إرادة حقيقية لإنهاء الوضع المتأزم، ولو خُيرنا لاخترنا تمديد الهدنة إلى ما لا نهاية، لكن العقبة هي مخاوف لدى الجانب الفلسطيني من عدم تحقيق مطالبه، في حال اطمئنان إسرائيل لسريان الهدنة".
في السياق ذاته، قال مسؤول إسرائيلي، مقرب من الوفد، لوكالة الأناضول، إن "إسرائيل لديها استعداد لاستمرار الهدنة، في حال طرحها من الوسيط المصري"، مشيراً إلى أن "هذا سيكون بمثابة ضمان لوقف إطلاق النار من جانب حركة حماس"، على حد قوله.
وتابع المسؤول الإسرائيلي، الذي فضل عدم نشر اسمه: "كل المطالب أصبحت على طاولة المفاوضات وتم حصر النقاط الرئيسية المتعلقة بحصار غزة وإدخال مزيد من الشاحنات لتلبية حاجة الأهالي، وكذلك السماح بحرية أكبر للصيد، وبالتالى فإن المفاوضات التي نجحت في إيقاف إطلاق النار خلال الهدنة الأخيرة، يمكنها الاستمرار، وتمديد وقف إطلاق النار لحين اتمام الاتفاق بشكل نهائي".
ومن المنتظر أن يتم استئناف المفاوضات، الغير مباشرة، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، عقب وصول الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي للعاصمة القاهرة اليوم الأحد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها