أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه «ذاهب الى الأراضي المقدّسة لاستقبال البابا فرنسيس، لأنّ تلك الأراضي تقع ضمن ولاية البطريركية المارونية»، مضيفاً: «سيأتي بابا روما الذي هو رئيسي، رئيس الكنيسة الى الأراضي البطريركية التي أنا أجلس على كرسيها، فهل أبقى في بيتي؟».

وشدد الراعي بعد عودته إلى بيروت، مساء الثلثاء، آتياً من فرنسا، على أنّه «ذاهب إلى الأراضي المقدسة الموجودة قبل قيام إسرائيل عام 1948، ورعايانا موجودة في حيفا والجليل قبل أن تولد اسرائيل، فهل يعقل أن يمنعني أحد من زيارة شعبي؟»، مضيفاً: «يتشدّقون في معظمهم بالقضية الفلسطينية، وأنا ذاهب الى بيت لحم لأدافع عنها. وأثناء لقائي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس سأقول له: لديكم كل الحق بأن تكون لكم دولة مستقلة وأن يعود شعبكم الى أرضه ودياره. فهل هذا يشكل جرماً في نظر البعض؟».

وأكد الراعي أنه «يعلم علمَ اليقين، أنّ لبنان في موقع عداوة مع اسرائيل، وزيارتي لا علاقة لها بإسرائيل. فأنا لست ذاهباً الى اسرائيل، بل الى القدس والأراضي المقدسة. ولا علاقة لهذه الزيارة بالعدوّ الاسرائيلي، بل هذا شأن الدولة اللبنانية».

وأوضح أنّ «البطريرك مرجعيته سينودس المطارنة الذي انتخبه. وهذا الموضوع طرحته مع المطارنة وبالاتفاق معهم.

من هنا أقول للبنانيين، أنا لم أهن أحداً، ولم أتناول أحداً في الصحف ووسائل الاعلام، ولم أتهجّم على أحد. لذلك، أرجو من الجميع احترامَ مقام البطريرك، وليس مسموحاً لأحد أن يكتب عن هذا الموضوع كما يشاء.

فأنا لم أطلب رأيَ أحد بقبول أو عدم قبول هذه الزيارة، وأيّ شخص يجد نفسه محرجاً أو متضايقاً من رسالتي هذه يمكنه ألّا يزور بكركي، ومَن يشعر بأنه سيصغر إذا زار بكركي فلا يأتي اليها، وأنا أطلب منه ذلك. لا أريد أن ينزعج مني أحد، ولا أريد أن يقول لي أحد ماذا علي أن أفعل. واجبي كراعٍ للكنيسة أعرفه جيداً».

 

بدوره رحب الرئيس محمود عباس بالزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي برفقة البابا فرانسيس المقررة في الخامس والعشرين من هذا الشهر لفلسطين. وقال في بيان بثته الوكالة الرسمية (وفا) أمس: «أهلاً وسهلاً بضيف فلسطين الكبير رأس الكنيسة المارونية بتاريخها العريق في الحفاظ على العروبة لغة وثقافة. وأهلاً وسهلاً بغبطتكم في بلدكم الثاني فلسطين».

وتوجه عباس الى الراعي بالقول: «زيارتكم ليست تطبيعاً كما اعتاد أن يردد ذلك بعض المزايدين وأصحاب الأجندات الخاصة المطالبة بعدم زيارة فلسطين والقدس، لأنها تحت الاحتلال كأنهم بموقفهم هذا يسلمون بالأمر الواقع».

الى ذلك، رأى التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة في بيان أن زيارة البطريرك الماروني برفقة البابا فرنسيس «هي تعزيز لصمود المقدسيين، ولا تعني أبدا تطبيعاً أو اعترافاً بالسجان، مشيراً الى أن «هذه أول مرة يزور فيها رجل دين مسيحي عربي على هذا المستوى مدينة القدس».