أكدت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ "فتح" أنّ معركة الكرامة شكّلت علامة ساطعة في تاريخ شعبنا النضالي، وتحولا تاريخيا في مسيرته الكفاحية نحو الحُرية والاستقلال، ومثّلت انبثاقا لإرادته الحرة ورفضه للاستسلام أو الهزيمة.
وقالت "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الجمعة، لمناسبة الذكرى الـ(57) لمعركة الكرامة المجيدة، إن دماء شهداء الثورة الفلسطينية والجيش العربيّ الأردنيّ استطاعت أن تحقق نصرا تاريخيا للأمّة العربيّة جمعاء بعد معركة ملحميّة مع الآلة العسكرية الإسرائيلية المتغطرسة، مبينة أنّ معركة الكرامة التي جاءت بعد نكسة الرابع من حزيران عام (1967)، برهنت أنّ شعار "الجيش الذي لا يقهر" ليس إلّا استعلاء دعائيّ دحضته تضحيات وبطولات مقاتلي الثورة الفلسطينيّة وأشقائهم في الجيش العربيّ الأردنيّ، مستشهدة بانسحاب جيش الاحتلال جارا أذيال الهزيمة بعد معركة ظلّت حيّة في وجدان أمتنا العربيّة.
وأضافت "فتح"، أن هذه المناسبة تتزامن وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من حرب إبادة يشنّها جيش الاحتلال، والتي نجم عنها استشهاد الآلاف المؤلفة من المدنيين، وتدمير الأحياء السكنية، ودور العبادة، ومراكز الإيواء، والمستشفيات، وكل مرافق الحياة، يُضاف إلى ذلك، سياسة التجويع الممنهج، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأكدت أن منظومة الاحتلال الاستعمارية تسعى إلى تطبيق جوهر مشروعها التهجيريّ لشعبنا الذي سيظل متشبثا بأرضه كما تشبث بها المقاتلون في أرض (الكرامة)، رافضين التقهقر أو الانسحاب، مردفة أن مسيرة الكفاح الوطني لشعبنا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك إصراره على مواصلته للنضال والمقاومة حتى انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وبيّنت "فتح" أن شعبنا اتخذ مع طلائعه من المناضلين المبادرة في الدفاع عن حقوقه ووجوده إبّان معركة الكرامة، ممارسا حقه في تقرير المصير، ومحافظا على قراره الوطني المستقل، مشيرة إلى أن قيادة الثورة الفلسطينيّة، وفي مقدمتها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات كانت مع مقاتليها في خنادق الاشتباك الملحميّ، رافضة الانسحاب أو التراجع حتّى دحر جيش الاحتلال.
ووجّهت "فتح" التحايا المملوءة بالفخر والاعتداد إلى أرواح شهداء معركة الكرامة من مقاتلي الثورة الفلسطينيّة والجيش العربيّ الأردنيّ، وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم قربانً لحريّة فلسطين واستقلالها وانعتاقها من آخر احتلال في العالم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها