بقلم: ريم سويسي

في ظل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتقاء الأرواح، فمن ينجو من صواريخ وقذائف ورصاص الاحتلال الإسرائيلي، قد يستشهد جوعًا في ظل منع الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية، أو عطشًا بسبب شح المياه أو تلوثها، أو بسبب الأمراض التي باتت تنتشر في ظل الظروف اللا إنسانية التي فرضها الاحتلال على القطاع.

يصادف التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وفي الوقت الذي تحييه فيه الأمم المتحدة، ارتقت الطفلة رهف أبو اللبن (17 عامًا) وهي تحاول الحصول على "ربطة خبز" لعائلتها من أحد المخابز القليلة التي ما زالت تعمل في مدينة دير البلح وسط القطاع، جراء تدافع المواطنين.

ويُذكر أن أكثر من ألفي شخص تجمهروا أمام المخبز للحصول على حاجتهم من الخبز، ما أدى إلى حدوث تدافع أسفر عن استشهاد المواطنة نسرين فياض (50 عامًا) وهي أم لعشرة أطفال، والطفلة زينة جحا (12 عامًا)، بالإضافة إلى الطفلة رهف.

وقال أسامة أبو اللبن (49 عامًا): إن "ابنته رهف أصرّت على الذهاب لإحضار ربطة خبز للعائلة، وبلمح البصر ضاعت منه".

وأضاف الأب المكلوم: "أخرج يوميًا لإحضار ربطة الخبز الساعة الثالثة فجرًا كي لا أقف في طابور طويل، ولكن اليوم لم أجد أي من المخابز العاملة، فعدت إلى البيت وكلي حسرة ولا أدري ماذا أفعل، فصممت رهف على الذهاب بنفسها للبحث عن ربطة خبز ولكنني رافقتها".

وتابع: "عندما وصلنا إلى أحد المخابز التي كانت تشهد ازدحامًا شديدًا، حاولت رهف أن تجد طريقًا بين حشود المواطنين، ولكنها اختفت، وخرجت جثة هامدة بعد اختناقها نتيجة للتدافع".

وجرى نقل الفتاة إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، حيث أعلن الأطباء استشهادها.

وأشار أبو اللبن إلى أنه قد فقد ابنه وأبيه اللذان استشهدا قبل نحو أسبوعين جراء قصف للاحتلال أثناء نزوح العائلة من شمال القطاع إلى دير البلح.

والجمعة، قال برنامج الأغذية العالمي: إنه "تم إغلاق جميع المخابز في وسط قطاع غزة بسبب نقص الإمدادات الشديد". وذكر أن الخبز كان في كثير من الأحيان الغذاء الوحيد الذي تستطيع العائلات في غزة الحصول عليه، والآن، حتى هذا أصبح بعيدًا عن المتناول.

ودعا البرنامج إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,363 مواطنًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105,070 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.