انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس 2024/10/03، القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، بمشاركة واسعة من "35" دولة عضوًا بينهم فلسطين، من بينها الصين، والهند، واليابان، وتركيا، ودول رابطة أمم جنوب شرق آسيا "ASEAN"، ومجلس التعاون الخليجي "GCC".
وتهدف القمة إلى تعزيز التعاون الإقليمي في دعم التنمية الاقتصادية والسلام في آسيا، وتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة، والتخفيف من الفقر، والتكنولوجيا الحيوية، والبيئة، والسياحة، ما يسهم في تعزيز التعاون عبر القارة الآسيوية.
وتأتي مشاركة دولة فلسطين، التي انضمت إلى حوار التعاون الآسيوي في عام 2019، في إطار المساعي الحثيثة من أجل توسيع شراكاتها مع دول المنطقة لتحقيق التنمية المستدامة رغم التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتيح حوار التعاون الآسيوي فرصًا مهمة في مجالات التعليم، والزراعة، والتكنولوجيا. وبتعاونها في مجالات أمن الطاقة والتكنولوجيا الحيوية، يمكن لدولة فلسطين الاستفادة من هذه الشراكات لتخفيف الفقر وتطوير البنية التحتية وتعزيز القدرات التكنولوجية.
وفي الوقت ذاته، تعكس المشاركة أهمية الحوار والتعاون بين الدول الآسيوية في حل الأزمات العالمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، من خلال تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، والعمل على تنفيذ قرار الجمعية العامة بشأن فتوى محكمة العدل الدولية القاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية خلال 12 شهرًا، وعقد مؤتمر دولي لهذا الغرض.
وفيما يلي كلمات الدول المشاركة:
* أمير قطر: نحذر من عواقب عدم محاسبة إسرائيل
وحذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته، من عواقب عدم محاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأضاف آل ثاني، نؤمن بأهمية العمل على احتواء التصعيد وخفض التوتر واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.
وقال: ما يجري في قطاع غزة هو عمليات إبادة جماعية، وإسرائيل تستغل العجز الدولي لتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية وترى الفرصة متاحة لتطبيق مخططها في لبنان، وندعو إلى العمل الجاد لوقف الاعتداء على لبنان، ونجدد رفض قطر للغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وأكد أن دولة قطر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني في حصوله على حقوقه المشروعة، وأن العالم لا يزال يشهد تصاعدا خطيرا في الحرب التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وختم آل ثاني: لن يتحقق الأمن دون تحقيق السلام العادل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967.
* السعودية: لا يمكن فصل التحديات التنموية عن الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في المنطقة
وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إنه لا يمكن فصل التحديات التنموية عن الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في المنطقة، وذلك في ظل الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان، التي تمثل عقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية والتقدم التجاري.
وأضاف بن فرحان في كلمته نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أمام القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، أن استمرار العدوان والانتهاكات في المنطقة يعرقل حركة التجارة الدولية، ويزيد التوترات السياسية التي تهدد تدفق الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والعالم.
وأكد أهمية حل الصراعات الإقليمية بالطرق السلمية والدبلوماسية، لضمان ازدهار المنطقة، وقال: "نشكر دول حوار التعاون الآسيوي على دعمها لحل الدولتين واعترافها بدولة فلسطين، ونحث بقية دول العالم على الحذو حذوها، وهو ما دفعنا إلى المساهمة مع الأشقاء والأصدقاء في إنشاء التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين".
وأشار إلى الدور المتزايد للرياضة في تعزيز العمل الدبلوماسي، وقال: "المملكة تؤمن بأهمية الدبلوماسية الرياضية كوسيلة فعالة لتيسير الحوار البنّاء، ودعم السلام والاستقرار، وتعمل المملكة باستمرار على تعزيز هذا القطاع من خلال استضافتها للعديد من الفعاليات الرياضية الكبرى".
* ولي العهد الكويتي: المجتمع الدولي عجز عن وقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني
وقال ولي عهد دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إن من أبرز التحديات التي تواجهها القارة، ما تتعرض له فلسطين من عدوان سافر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يقارب العام، راح ضحيته أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني، الغالبية العظمى منهم نساء وأطفال.
وأضاف: "للأسف، كل ذلك يحدث في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي"، مجددا إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين لاستمرار هذا العدوان على دولة فلسطين، ودعوتها للمجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته، والعمل على وقف هذا العدوان، وبشكل فوري.
كما دعا ولي عهد دولة الكويت إلى مواصلة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، موضحا أن إفلات إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- من العقاب وعدم محاسبتها ومساءلتها أدى إلى استمرار ارتكاب مزيد من الجرائم واتساع رقعة هذا العدوان، "وهو الأمر الذي كنا دائما نحذر منه ومن عواقبه على دول المنطقة، وهو ما نشهده اليوم من عدوان آثم على الجمهورية اللبنانية".
وشدد على أنه يجب أن يكون لقارة آسيا وقفة حازمة وصريحة، يعلو فيها صوتها دفاعا عن العدل، والضمير الإنساني، والحق.. حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في العيش بحرية وكرامة وسلام.
* رئيسة وزراء تايلاند: ندعو للامتثال للقانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة
وقالت رئيسة الوزراء في مملكة تايلاند بيتونغتارن شيناواترا إن موضوع الدبلوماسية الرياضية في ظل النزاع الحاصل في الشرق الأوسط يذكرها بالدور العميق والمهم الذي تلعبه الرياضة في ردم الفجوات والتقريب بين الشعوب وملء الثغرات وبناء العلاقات، وهذه المبادئ تتماشى مع موقف مملكة تايلند بصفتها دولة تروج للسلام وللازدهار.
وأعربت عن قلق تايلند العميق إزاء الوضع الإنساني المتفاقم والذي يؤثر بشكل كبير على المدنيين الابرياء، مؤكدة أنها تدعو جميع الاطراف لممارسة أقوى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأعمال العدائية فورا من أجل حماية البنى التحتية المدنية، والمدنيين، وكذلك الامتثال للقانون الانساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتابعت: "ان العالم الذي نعيش فيه يشهد تعقيدات متزايدة وتحديات تتطلب منا الحلول، وعلينا أن نقود المسيرة معا كقادة من أجل التعاون وتعزيز العلاقات في مختلف القطاعات لتحقيق الاستقرار والنمو الذي يحتاجه العالم".
* رئيس طاجيكستان يدعو لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بإقامة دولة فلسطين
قال رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمون إنه وفي ظل التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط فنحن بحاجة إلى العمل معا لتعزيز فرص السلام، مؤكدا أن بلاده ترى أن السبيل الوحيد لحل كافة النزاعات والصراعات هو المفاوضات والاستخدام الفعال للأدوات السياسية والدبلوماسية، ومراعاة القوانين الدولية وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967.
كما دعا إلى الامتناع عن استخدام وسائل العنف واتخاذ خطوات فورية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها