أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية مساء اليوم الأحد 2024/04/28، عن فوز رواية "قناع بلون السماء" للكاتب المعتقل باسم خندقجي في الدورة الـ"17" من الجائزة لعام 2024.
وبين نادي الأسير في بيان، أنّ المعتقل خندقجي فاز بالجائزة بعد أن كان قد تعرض لحملة تحريض واسعة من قبل الإعلام الإسرائيلي، بعد أن رشحت روايته لجائزة "البوكر" للرواية العربية للقائمة القصيرة قبل أشهر قليلة.
ولفت إلى إنّ الحرب على الرواية الفلسطينية، شكّلت نهجًا ثابتًا لدى الاحتلال الإسرائيليّ في مواجهة الوجود الفلسطينيّ، وكانت إبداعات المعتقلين هدفًا دائمًا لأجهزة الاحتلال، من خلال مصادرتها وملاحقتها، وفرض عقوبات بحقّ المعتقلين الذين تركوا بصمة واضحة وأثرًا على الصعيد الإنتاج المعرفي والأدبي، خاصّة أن العملية التي تمر بها إنتاجات المعتقلين ومسار إخراجها من السّجون، شكّلت وما تزال تحديًا لمنظومة السّجن على مدار عقود طويلة، وكان من أبرز المعتقلين الذين ساهموا في الإنتاج المعرفي والأدبي المعتقل خندقجي الذي أصدر عدة روايات وإنتاجات مختلفة خلال سنوات اعتقاله.
واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين "133" رواية، ترشحت للجائزة لدورة عام 2024، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو/ تموز 2022 ويونيو/ حزيران 2023، وتسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن الكاتب خندقجي، المعتقل في سجون الاحتلال.
والقناع هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات التي يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن، بحسب بيان الجائزة.
وقال رئيس لجنة التحكيم: "يندغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفراداً ومجتمعات. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات".
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ياسر سليمان: "تجول رواية خندقجي في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي، في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلّا أنَّ أحدهما هو ضحية الآخر. في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصبًا تذكاريًّا بصفتها أثرًا من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها. في نهاية المطاف، ينزاح قناع البطل بفعل سماء حيفاوية، لتطل من خلالها مريم المجدلية التي طفق البطل يبحث عنها ليحرّرها من براثن دان براون في روايته "شيفرة دافنشي". تحفر رواية خندقجي في أعماق الأرض؛ لتستنطق طبقاتها مفصحة عن سرديتها بلغة عربية صافية تجافي التكلّف وترفض الإغراق في اجترار الوجع".
وخندقجي "40 عاماً" من نابلس، أُعتقل في الـ2 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، وقد تعرض عقب اعتقاله لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد ثلاث مرات، وقبل اعتقاله كان طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام، وقد أصدر وهو في الأسر ديواني شعر و"250" مقالة وعدة روايات أدبية منها "نرجس العزلة" و"خسوف بدر الدين"، إضافة إلى روايته الأخيرة "قناع بلون السماء"، وتُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.
ومنذ اعتقاله، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها "طقوس المرة الأولى" (2010) و"أنفاس قصيدة ليلية" (2013).
وبينما أنهى الرواية الثانية "سادن المحرقة" من مشروعه "ثلاثية المرايا" يعكف خندقجي على إعداد الجزء الثالث والأخير بعنوان "شياطين مريم الجليلية". ويعتبر المعتقل خندقجي من الروائيين على مستوى العالم العربي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها