كشفت حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية بأداتها الإسرائيلية المفطورة على العنف والإرهاب والتطرف والعدوان، عن الأهداف الأميركية المعلنة والدفينة التي تقف وراء هذا الإنحياز الأعمى والدعم اللامحدود سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا للكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي المصطنع على أرض فلسطين وتبرير جرائمه المركبة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح في قطاع غزة والضفة الغربية.
وإن كانت تبدو حتى الآن بوتيرة أقل عنفًا من حرب تطهير عرقي وإبادة وجرائم حرب وضد الإنسانية التي لم يسجل التاريخ لثلاث قرون مضت مثيلاً لها بوحشيتها ودمويتها في ظل عجز دولي للتصدي للوحشية والهمجية والبربرية ووقفها وإنقاذ الشعب الفلسطيني ليس إحترامًا للإنسانية وحق الإنسان بالحياة الآمنة فحسب بل إحتراما وإعمالا بمبادئ الأمم المتحدة واهدافها وميثاقها وتنفيذا للعهود والمواثيق والإتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
الأهداف الدفينة:
للولايات المتحدة الأميركية أهدافًا دفينة وغير ظاهرة للعالم حتى الآن وإن تبدو بديهية أمام كبار الساسة والمفكرين والمحللين ومنها:
أولاً: ترسيخ هيمنتها ونفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط لموقعه الجيوسياسي الإستراتيجي ولثرواته إستباقًا لنتائج الحرب الروسية الأوكرانية وما سيتمخض عنها من ولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ثانيًا: إحكام السيطرة على دول الإتحاد الأوربي بعد تصاعد فكرة الإنفكاك عن المظلة الأميركية سياسيًا وأمنيًا مما يعجل بإنحدارها عن قمة قيادة الهرم العالمي.
ثالثًا: الحفاظ على هيمنة الدولار كعملة رئيسة ووحيدة بعد تلويح دول خليجية ومنتجة للنفط بكسر وحدانيته مما يؤدي إلى إضعاف الإقتصاد الأميركي عالميًا وصعود قوى أخرى منافسة كالصين.
الأهداف المعلنة:
من الأهداف الأميركية المعلنة:
أولاً: تمكين الكيان الإستعماري الإرهابي من أدوات القوة السياسية والعسكرية تحت عنوان الحق بالدفاع عن النفس رغم مخالفة ذلك للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
ثانيًا: حرمان الشعب الفلسطيني من حقه المكفول بالمادة 51 بالنضال بكافة الوسائل بمقاومة العدوان والاحتلال الإسرائيلي من أجل الحرية والإستقلال.
ثالثًا: تقويض حق الشعب الفلسطيني بالتحرر من نير المستعمر الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المعترف بها دوليا بموجب قرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة 67 / 19 / 2012 وصولا لتنفيذ قرار رقم 181 الذي بموجبه تم الإعتراف بإسرائيل عضوا بالأمم المتحدة.
ما بعد إنتهاء حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة:
ما يتم التخطيط له لما بعد إنتهاء العدوان الإرهابي الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى ضوء ما يصرح به قادة الكيان الإسرائيلي المصطنع من قوى الإستعمار العالمي ومن الإدارة الأمريكية يعكس العقلية الإستراتيجية الإستعمارية الهادفة لضمان مصادرة وتقويض حق الشعب الفلسطيني بسيادته على تراب وطنه وبإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
يتجلى ذلك بشكل خاص من تصريحات الرئيس الأميركي بايدن التي تشير إلى:
- تساوقها مع المخطط الإسرائيلي العدواني بتولي مهام الأمن على قطاع غزة وإقامة إدارة مدنية بمشاركة فلسطينية.
- إنهاء الحرب بشكل دائم وإعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في نهاية المطاف أي بعد مرحلة غير محددة من الاحتلال الإسرائيلي المباشر وما يعنيه من إجراء تغييرات على بنية قطاع غزة من النواحي السياسية والثقافية والتعليمية والإعلامية وغيرها.
- سلطة فلسطينية متجددة وهذا الهدف من أخطر الأهداف لما يعنيه:
- المس بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني كخطوة على الفصل بين وحدة الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها.
- محاولة فرض قيادة جديدة للشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وإن كانت عبر إنتخابات مبرمج نتائجها سلفا تقبل وتتولى تنفيذ المشروع الإسروأميركي ذا البعد الإنساني المعيشي.
- إن الدولة الفلسطينية بعيدة المنال وإن اصبحت الآن ضرورة وهذا يشير إلى جوهر المشروع الإستعماري الإسرائيلي بتقسيم الضفة الغربية من نهر الأردن وقطاع غزة إلى وحدات بلدية وإدارية دون أي مظهر من مظاهر السيادة.
- عدم إشارة الرئيس بايدن إلى القدس يعني إستمرار قرار ترامب الإعتراف بكامل مساحة القدس بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية كعاصمة "لإسرائيل" خلافًا لميثاق الأمم المتحدة ولقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقرارات مجلس الأمن ومنها قرار 2334 الصادر في الأسابيع الأخيرة من عهد إدارة أوباما عام 2016 .
إن المشروع الإسروأميركي يمثل إنتهاكًا صارخًا لقرار محكمة لاهاي الصادر عام 2004 كما للشرعة الدولية وما يمثله ذلك من استمرار الصراع العربي الإسرائيلي بعنوانه الفلسطيني وما يعنيه من تهديد للأمن والسلم الدوليين....؟
رفض مشروع بايدن واجب قومي لما يحمله من استهداف للأمن القومي العربي وليس على فلسطين فحسب...؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها