تقرير: إيهاب الريماوي
في الخامس عشر من أيار/ مايو 2019 تلقى الفتى محمد عماد حسنين (17 عاما) إصابة خطيرة في قدمه اليمنى بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدخل البيرة الشمالي، ومن ثم اعتقاله، وكانت وقتها الإصابة الثانية التي تعرض لها خلال أقل من ثلاثة أشهر على إصابته الأولى بالرصاص الحي في القدم.
تسببت الإصابة آنذاك بتهتك بالأوعية الدموية، ولاحقا ظهر تعفن وتلف في الأعصاب والعضلات، ونقص في الدم، وخضع لخمس عمليات جراحية، ورغم وضعه الصحي الصعب نقل من مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي، إلى مستشفى سجن "الرملة".
وفي الرابع من أيلول/ سبتمبر العام نفسه، أفرج الاحتلال عن حسنين بعد اعتقال دام أربعة أشهر، ونقل على الفور إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، قبل أن يحول للمستشفى الاستشاري الذي أوصى الأطباء بعد ستة أشهر من العلاج بضرورة بتر قدمه نتيجة الإصابة، إلا أن ذويه رفضوا ذلك، متأملين أن يجدوا له العلاج.
بقي حسنين طريح الفراش أربع سنوات باحثا عن علاج ينقذ قدمه من البتر، غير أن ذلك لم يقعده، ولم يمنعه من المشاركة المستمرة بكرسيه المتحرك في مختلف الفعاليات الوطنية والشعبية، وكان يقاتل بحنجرته.
انطلق، حسنين فجر اليوم، الذي بدأ منذ أشهر قليلة بالمشي خطوات معدودة، نحو مدخل البيرة الشمالي، بعد دعوات شبابية للتظاهر احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، وما أن وصل منطقة ميدان البالوع شمال مدينة البيرة، حتى خرج من مركبته والتقط هاتفه لتصوير الأحداث هناك، حتى باغته قناص إسرائيلي برصاصة اخترقت رأسه، لينقل إلى مجمع فلسطين الطبي، حتى أعلن عن استشهاده لاحقا.
"يمّا أنا اتصاوبت، واعتقلت، والآن أبحث عن الشهادة"، قالها حسنين لوالدته ذات مرة بعد الإفراج عنه عام 2019.
لم يقبل حسنين الجلوس في بيته، ورفض أن يقبل الظروف التي أجبر عليها بسبب إصابته، فالحلم الذي بقي يركض خلفه عدة سنوات تحقق، الحلم كان هو الشهادة، تضيف والدته.
محمد حسنين هو الابن الثاني للعائلة التي جاءت من قطاع غزة منذ نحو 16 عاما، فأنس هو الابن البكر للعائلة، إلى جانب أخ أصغر منه، وثلاث شقيقات، إحداهن توفيت قبل عدة شهور نتيجة حادث سير.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها