أفاقت جنين ومخيمها، فجر اليوم الاثنين، على عدوان احتلالي ارتقى خلاله حتى اللحظة 7 شهداء، ليصل بذلك عدد شهداء المحافظة في الأعوام الثلاثة الفائتة إلى أكثر من 131 شهيداً، أكثر من نصفهم من مخيم جنين.

مجزرة اليوم، تعيد إلى الأذهان، ذكريات اجتياح جنين ومخيمها في نيسان 2002، حين ارتكبت قوات الاحتلال أكبر المجازر منذ نكسة واحتلال 1967، حيث استشهد فيها أكثر من 52 مواطنا.

العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من تسع ساعات على مدينة جنين ومخيمها، خلّف دمارا في البيوت والبنية التحتية، وأعاد إلى الأذهان أيضا الدمار الكبير الذي خلفه اجتياح نيسان 2002.

ففي 2002، جرى تدمير 10% من المخيم تدميرا كاملا، حيث سوّيَ أكثر من 100 مبنى بالأرض، وتضرر نحو 100 مبنى تضررا جزئيا، وشردت على إثر ذلك 800 أسرة، يقدر عدد أفرادها بأكثر من 4 آلاف شخص.

واستخدم جيش الاحتلال أبناء المخيم دروعا بشرية، واعتقل العشرات، بعد التنكيل بهم، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول للجرحى داخل المخيم، ومنَع عددا من الحالات المرضية المزمنة من الخروج من المخيم المحاصر، لتلقي العلاج.

وذكر تقرير أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه تم الوصول إلى جثث متفحمة، وأخرى متعفنة تحت الأنقاض، إذ ارتكب جنود الاحتلال جرائم إعدام ميدانية للعديد من أهالي المخيم، الذين رفضوا مغادرة منازلهم.

يُشار إلى أن محافظة جنين، قدمت في عام 2021 (16) شهيداً، وفي 2022 (56) شهيداً، وفي 2023 (59) شهيداً حتى اللحظة. فيما تشير احصائية من مخيم جنين أن عدد شهدائه منذ 1967 بلغ (200) شهيداً.

تأسس المخيم عام 1953 ضمن حدود بلدية جنين، وينحدر أغلب سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، والتي هجر سكانها خلال نكبة عام 1948.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007  وصل إلى 10,371 نسمة.

وحسب تقديرات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، بلغ عدد سكان المخيم في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئا.