نظّمت وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم بالشراكة مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، اليوم الأحد، في مقر أكاديمية جوزيف بلاتر برام الله، ورشة عمل لمناقشة آليات تطوير الرياضة الجامعية والمدرسية.
جاء ذلك بمشاركة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية الفريق جبريل الرجوب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، بحضور وكيل "التعليم العالي" بصري صالح، ووكيل التربية نافع عساف، وأمين عام اللجنة الأولمبية اللواء عبد المجيد حجة، وممثلين عن مؤسسات التعليم العالي ومديريات التربية والاتحادين الرياضيين الجامعي والمدرسي، وبعِرافةٍ من رئيس وحدة الإرشاد والتوجيه والشؤون الطلابية في "التعليم العالي" أيمن هودلي.
وقال أبو مويس: "نطلق هذه الورشة في إطار توجيهات القيادة ودعمها اللامحدود للرياضة والرياضيين، ولا بد أن نستذكر الإنجازات المهمة والنشاط المتواصل والقيادة الملهمة التي يبديها الفريق الرجوب وفريقه، للحركة الرياضية".
وأضاف: "تُقدّم الوزارة رؤيتها لرعاية الشباب الجامعي، وتطوير وعيه وتحفيز تميّزه واحتضان إبداعاته، للوصول إلى حركة رياضية جامعية تُشارك فيها مختلف مؤسسات التعليم العالي بطلبتها وكليات التربية الرياضية فيها، ونسير بخطى ثابتة لتحقيق إنجازات في إطار خطة عمل تتقاطع وتستجيب لاحتياجات تطوير الرياضة الفلسطينية، ويستهدف ذلك جميع الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي الذين يُشكّلون مخزوناً حقيقياً للرياضة، باعتبار الرياضة الجامعية أحد مكونات الرياضة الوطنية، وعنصراً مهماً في بناء جيل فلسطيني وطني طموح، يؤمن بوطنه، ويتنافس مع أقرانه بإيجابية، ويتفاعل مع مجتمعه بكل طاقاته وقدراته".
وتابع وزير التعليم العالي: "من منطلق الحرص على ضرورة بناء استراتيجية وطنية لتطوير قطاعي الرياضة الجامعية والمدرسية، تم العمل على وضع خطة استراتيجية وطنية، وفق آليات وأهداف واضحة تستجيب إلى توجهات الرئيس محمود عباس والحكومة، التي تبنّت رؤية الفريق الرجوب للنهوض بالرياضة الجامعية والمدرسية، بالعمل على مأسسة الإشراف بمنطق الإدارة والمتابعة والرقابة ما بين الأطراف ذات العلاقة بالرياضة الجامعية والمدرسية، وصولاً إلى بناء الاستراتيجية الرياضية الوطنية بأهدافها الواضحة، وتحقيق المخرجات، وتطوير الإدارة والمنشآت والتمويل".
وقال: "قامت الوزارة بخطوات جادة ومسؤولة تجاه الرياضة الجامعية، إذ يوجد في الجامعات الفلسطينية ثماني كليات للتربية الرياضية، إضافةً لبرامج الدبلوم الرياضي في الكليات الجامعية، وكذلك تقديم برامج الماجستير والدكتوراه المتخصصة في التربية الرياضية، وتم مؤخراً منح جامعة دار الكلمة برنامجاً متخصصاً في إدارة المنشآت الرياضية، إضافةً لتشجيع ودعم الوزارة لتجهيز الملاعب والصالات الرياضية في كافة مؤسسات التعليم العالي".
ولفت أبو مويس إلى رعاية الوزارة للاتحاد الرياضي الجامعي وتقديم كل الدعم والرعاية له ولنشاطاته، حيث يضم في عضويته 12 مؤسسة تعليم عالٍ، وتسعى الوزارة خلال الفترة المقبلة لضم جميع الجامعات والكليات تحت مظلة الاتحاد، وتفعيل دوره على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية، وذلك كون الرياضة الفلسطينية باتت منبراً مهماً للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال القمعية والعنصرية، وتقديم صورة الشعب الفلسطيني الحضارية وقدراته اللامحدودة، وانخراطه الإيجابي مع العامة، "وهو ما يدفعنا دوماً للإسهام في إبراز أهمية الرياضة في المشروع الوطني، وأهمية أن تبقى الرياضة بعيدة عن التجاذبات السياسية والفئوية والجغرافية".
من جانبه، أكد الفريق الرجوب أن "الرياضة جزء من مشروعنا التحرري الوطني، التي نقدم من خلالها معاناة وعذابات وعملقة الإنسان الفلسطيني للعالم، برسالة وطنية وأخلاقية تعبر عن تطلعات شعبنا الطامح لنيل حريته وتحقيق استقلاله الوطني على أرضه".
ودعا إلى أن تكون هذه الورشة انطلاقة حقيقية لبناء استراتيجية رياضية وطنية بآليات قابلة للتطبيق والتنفيذ، وتحقق الأهداف المنشودة؛ بتفعيل الرياضة الجامعية والمدرسية، وبعلاقة تكاملية ما بين المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية ووزارتيّ التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
ولفت الرجوب إلى أن بناء الرياضة يبدأ من المدرسة، التي تمثل خزاناً بشرياً يزخر بالمواهب، وعليه يستوجب تفعيل الرياضة المدرسية، من أجل بناء خط إنتاج للاعب وفني وإداري مؤهل.
وأشار إلى أهمية أن تلقى الخطة الاستراتيجية مراقبة ومتابعة وتقييم لنتائجها بشكل دوري، من خلال جميع الأطراف ذات العلاقة، بما يضمن تحقيق الأهداف والمخرجات المطلوبة.
وشدّد على أهمية أن تظل الرياضة عنصر وحدة للشعب الفلسطيني، بعيداً عن كافة التجاذبات السياسية والجهوية والجغرافية، مؤكداً أن الرياضة بُنيت بتمويل وجهد فلسطيني، وبإرادة من النظام السياسي الذي وفّر كافة الظروف لأن تكون الرياضة حالةً نموذجية في فلسطين، موضحاً أن الرياضة في الجامعات والمدارس من شأنها تحقيق ارتداداتٍ إيجابية، لبناء الإنسان وشخصيته الوطنية والأخلاقية والرياضية.
وأبدى الرجوب استعداد المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، واتحاد كرة القدم، تقديم المساعدة والدعم، في سبيل تطوير الرياضة المدرسية والجامعية، على مستوى الخبرات والإمكانيات والبرامج، ومد جسور التواصل مع الأطراف الإقليمية والقارية والدولية.
بدوره، أعرب مبعوث الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" التونسي حسن ملوش عن سعادته بحضور هذه الورشة، التي تنسجم مع خطة "الفيفا" في تطوير برنامج الهواة والناشئين لكرة القدم، مثمنا جهود المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية ووزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي للارتقاء بالرياضة في فلسطين.
وفي الجلسة الأولى من الورشة، التي تولى إدارتها صادق الخضور من وزارة التربية والتعليم، عرض وكيل وزارة التربية الورقة المرجعية لتطوير الرياضة المدرسية، وأكد عساف أن الوزارة تسعى للارتقاء بواقع الرياضة المدرسية باعتبارها الأساس في التنشئة السوية والنمو المتكامل، والتعامل مع حصة الرياضة باعتبارها منطلقاً للتطوير، منوهاً إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في عدم وجود حصة رياضة لبعض الصفوف بل في عدم استثمار الحصص الموجودة أصلاً.
واعتبر أن التعاطي مع الرياضة باعتبارها جزءاً من الثقافة وليس مجرد مبحث عابر؛ هو الكفيل بإحداث نقلة نوعية في واقع الرياضة المدرسية.
وأعلن عساف أن وزارة التربية تولي أولوية لمأسسة العلاقة مع الاتحادات المختلفة، حيث أن الاتحاد الرياضي المدرسي يقود جهداً موجهاً على هذا الصعيد، وثمن أي جهد مندرج في إطار تعزيز الشراكة الوطنية الجامعة للارتقاء بواقع الرياضة، مشيداً بالنقلة النوعية التي أحدثها الفريق الرجوب في واقع الرياضة الفلسطينية، مقدماً شكره لأعضاء الاتحاد الرياضي المدرسي.
كما عرض وكيل وزارة التعليم العالي الورقة المرجعية لتطوير الرياضة الجامعية، إذ أشار صالح إلى الدور المهم والاستراتيجي للجامعات والكليات في رفد الرياضة الفلسطينية بالكفاءات، وذلك من خلال ما يبذله الاتحاد الرياضي الجامعي من جهود لتعزيز الرياضة الجامعية.
وأشار إلى أهمية إشراك أكبر عدد ممكن من الطلبة في النشاطات الرياضية، كون الرياضة لها أبعاد مهمة، منها تعزيز القيم الأخلاقية التي تنعكس على المجتمع ككل، وكذلك تعزيز روح المنافسة والعمل الجماعي.
وتطرق إلى دور الرياضة الجامعية في خدمة المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أهمية تعزيز المشاركة في الرياضة الوطنية وكذلك على المستوى الإقليمي والعالمي.
ولفت صالح إلى أن الرياضة المدرسية هي امتداد للرياضة الجامعية، مشدداً على أهمية رعاية المواهب الرياضية، والعمل على إعداد خطة واضحة المعالم، وتكثيف البطولات الوطنية، وتعزيز الرياضة المسائية، وكذلك تعزيز العلاقة بين الاتحادات المختلفة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، والاهتمام بالإعلام الرياضي، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، واستثمار الإمكانيات الرياضية الفلسطينية، وكل ذلك للارتقاء بالرياضة الوطنية الفلسطينية.
أما الجلسة الثالثة، والتي تولت إدارتها صفاء عمرو من اللجنة الأولمبية الفلسطينية، فتحدث فيها أمين عام اللجنة اللواء حجة حول العلاقة بين الاتحادات الرياضية والاتحادين الرياضيين الجامعي والمدرسي، وآلية تطويرها لتحقيق التكاملية بين الرياضة المدرسية والجامعية والشركاء.
وتطرق حجة للرؤية الإدارية والمالية لدعم الاتحادين الرياضيين الجامعي والمدرسي، وآليات إنشاء وتطوير موازنات مستقلة وآليات دعم واضحة، مؤكداً أهمية الرياضة المدرسيّة بشكل أساس، وضرورة إعداد خطة واضحة المعالم لتطوير الرياضة الوطنية.
وفي الجلسة الرابعة التي شملت مجموعات حوارية، وتولى إدارتها كل من عارف عصايرة من الاتحاد الرياضي المدرسي، وحسن ناصيف رئيس الاتحاد الرياضي الجامعي، تم التطرق إلى آليات تعزيز التعاون مع كليات التربية الرياضية في الجامعات، ودمجها مع الاتحادين الرياضيين الجامعي والمدرسي، وكذلك آليات التعاون والتكامل بين الاتحادين والشركاء (الاتحادات الأخرى، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الفلسطينية، والهيئات المحلية).
كما تضمنت الجلسة الثالثة محوراً ركّز على أن المدارس هي خزان المواهب الرياضية، وكذلك مناقشة الرياضة الجامعية والمدرسية بين الواقع والطموح، وأهمية تطوير الكوادر البشرية، والموازنات المالية، والبنية التحتية، والأدوات والتجهيزات، إضافة لمناقشة آليات توسيع قاعدة الشراكة مع القطاع الخاص للعمل بشكل متناغم لتوفير إطار دعم مادي لرعاية الأنشطة الرياضية الجامعية والمدرسية وتطويرها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها