بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 26- 12- 2022

*رئاسة*
*سيادة الرئيس يحضر قداس منتصف الليل في بيت لحم*

حضر سيادة الرئيس محمود عباس، قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا للاتين المحاذية لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم، احتفالاً بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي.
وحضر القداس إلى جانب سيادته، رئيس الوزراء محمد اشتية، وممثل العاهل الأردني، النائب الأول لرئيس الوزراء توفيق كريشان، ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، ومستشار حراسة الأراضي المقدسة، ممثل الرهبان الفرنسيسكان في فلسطين الأب إبراهيم فلتس، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وقادة الأجهزة الأمنية، إضافة لعدد من قناصل الدول الأوروبية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وشخصيات دينية واعتبارية، وجموع المصلين من أبناء شعبنا المسيحيين والحجاج من مختلف مناطق العالم.
وترأس القداس، بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، بمعاونة لفيف من المطارنة، والكهنة، والرهبان والراهبات، وطلاب المعهد الإكليريكي في بيت جالا، والشمامسة.
وفي مستهل عظته، رحب البطريرك بيتسابالا بسيادة الرئيس، ورئيس الوزراء، والشخصيات الرسمية الحاضرة في القداس، وأكد أن بيت لحم متحدة هذا اليوم بمسلميها ومسيحييها، تعيش أوقاتا من الفرح والبهجة بعيد الميلاد، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها هذه المدينة وسائر الأرض المقدسة.
وشدد على أن الصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها هذه البلاد لا يجب أن تدفعنا للاستسلام، متمنيا للجميع عيد ميلاد يحمل الطمأنينة والسلام.
وقال البطريرك بيتسابالا: إن "رسالتنا هي رسالة المسيح، المحبة والسلام للعالم".
وفي نهاية العظة، صافح البطريرك بيتسابالا، سيادة الرئيس محمود عباس.



*فلسطينيات*
*رئيس الوزراء: شعبنا بمركبه الديني الوطني هو ما يميز فلسطين*

قدم رئيس الوزراء د. محمد اشتية، يوم الأحد، التهاني لأهلنا المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، في كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك بمدينة رام الله.
ورافق رئيس الوزراء، نائب محافظ رام الله والبيرة حمدان البرغوثي، ونائب رئيس المجلس الوطني موسى حديد، ورئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، ورجال دين مسلمين ومسيحين، وممثلين عن المؤسسة الأمنية، وحشد من المواطنين.
وقال د. اشتية: "باسم سيادة الرئيس محمود عباس أتقدم لكم بأجمل التهاني بهذه المناسبة التي توحدنا جميعًا، وقد تشرفنا أمس بحضور الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة المهد ببيت لحم، بعد أن تجاوزنا محنة "كورونا" التي منعتنا من أن نجتمع تحت سقف واحد، وكان احتفالاً بهيجًا تجلت فيه روح الوطنية العالية، وروح الايمان، وتجلى فيه هذا الحال الذي تشكل فيه بيت لحم الفلسطينية منارة المسيحيين من كل أنحاء العالم".
وتابع رئيس الوزراء: "كان في كنيسة المهد يوم أمس أكثر من 2500 من كل جنسيات العالم، وهذا الأمر أسعدنا كثيرًا، فمدينة بيت لحم دخلها في عام 2022 أكثر من 750 ألف سائح، وكان دخلها في عام 2019، 3 مليون سائح على مدار العام، وبالتالي نحن في طريق التعافي من جائحة كورونا، والحجاج المسيحيين عادوا للتوافد على مدينة الميلاد بيت لحم وعلى فلسطين".
وأضاف: "ونحن نحتفل في هذه الأيام المجيدة بمولد سيدنا المسيح عليه السلام بحضور هذه الكوكبة من إخواني رجال الدين المسلمين والمسيحيين ورئيس البلدية والهيئات الأمنية والمدنية، جئنا لنقول لكم وحدة هذا الشعب تتجسد تحت هذا السقف مثلما تتجسد تحت كل السقوف، شعبنا يقف موحدا في مواجهة الاحتلال، وموحدًا من أجل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وتابع رئيس الوزراء: "أقول لإخواني المحتفلين بالعيد المجيد، لا تخيفنا تهديدات الحكومة الإسرائيلية القادمة، ونعلم علم اليقين أن الحكومات في إسرائيل جميعها حكومات متطرفة، ولكن قد تكون الحكومة القادمة أكثر تطرفا، ورغم ذلك لا يخيفوننا بشيء، سنبقى على هذه الأرض صامدين وموحدين نناضل من أجل دحر الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وقال د. اشتية: "أتمنى على اخواني المحتفلين في هذا اليوم المجيد، أن نبقى جميعًا متمسكين بالأرض، فهذه الأرض لنا وسنبقى حُماتها، وأن نبقى هنا صامدين، لأن بالنسبة لنا شعبنا بمركبه الديني الوطني هو ما يميز فلسطين وما يميز بيت لحم، ويجب أن يبقى رمزًا متمسكين به بكل ما نستطيع، يزيد عددنا فلسطينيًا ديمغرافيًا، نواجه جغرافيًا على الأرض وفي الإنسان والرواية والمال، وبكل ما نستطيع، نحن شعب يجمعنا الفرح والمعاناة والألم والقدس وبيت لحم والوحدة الوطنية وفلسطين، يوحدنا الوطن ولا يفرقنا الدين وستبقى فلسطين قبلة كل الفلسطينيين وبيت لحم قبلة المسيحين، والقدس قبلة المسلمين الأولى والمسيحيين".


*مواقف "م.ت.ف"*
*المجلس الوطني يهنئ الكنائس الغربية بأعياد الميلاد*

هنأ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، بحلول أعياد الميلاد المجيدة‫.
وأعرب فتوح في بيان صحفي، عن أمله أن تعود هذه المناسبة وقد تحققت أماني شعبنا بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن نحتفل بهذا العيد في الأعوام المقبلة وقد زال الاحتلال وظلمه عن أرضنا وحل السلام والعدل في أرض السلام.


*أخبار فتحاوية*
*في ذكرى انطلاقتها: "فتح" تُطلق الحملة الإعلاميّة "كما أفشلنا صفقة القرن ومشروع الضم.. سنهزم الفاشيين الجُدد"*

أطلقت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ "فتح" الحملة الإعلاميّة الخاصّة في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينيّة المعاصرة، بعنوان: "كما أسقطنا صفقة القرن ومشروع الضم.. سنهزم الفاشيين الجدد".
وأكّدت حركة "فتح"، في بيان صدر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الاثنين، أنّ هذه الحملة تأتي في سياق إحياء ذكرى الانطلاقة، في الفاتح من كانون الثاني/ يناير، حيث يتناسق عنوانها ومضامينها مع رؤيتها للمشروع الوطنيّ الفلسطينيّ الذي تقوده منذ انطلاقتها.
وأوضحت أنّ دلالات عنوان الحملة يؤكد أن الحركة ومناضليها سيجابهون كافّة التحديات والتهديدات التي تحيطُ بقضيتنا الوطنيّة، وأبرزها؛ محاولات منظومة الاحتلال إلغاء الوجود التاريخي لشعبنا؛ عبر سياسات الإرهاب والضم والاستيطان التي تسعى حكومة الاحتلال المكوّنة من الفاشيين الجدد، وعتاة المستوطنين إعادة إنتاجها.
وأشارت إلى أنّ الحملة الإعلاميّة جاءت حصيلةً لجهود تراكمية، متضمّنة موادا مرئيّة وصحفية وأغاني وطنية وثورية، إضافة إلى الاهتمام المركز بمواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك ضمن حرص الإعلام الحركي على إبراز الرواية الوطنية الفلسطينية، وتاريخ الثورة الفلسطينية، والحركة، وشهدائها، وأسراها، ومناضليها.
وتابعت: عنوان الحملة له دلالات وطنية؛ وهي أنّه كما استطاعت الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة حركة "فتح"، وسيادة الرئيس محمود عباس، إسقاط صفقة القرن والمشاريع التصفوية لقضيتنا، معتمدين على إرث وطنيّ ونضاليّ كبيرين؛ فإنّها ستسقط الفاشيين الجدد، ومخططات التصفية لقضيتنا الوطنية.
ودعت حركة "فتح" أبناء شعبنا إلى المشاركة الواسعة في فعاليات إحياء ذكرى انطلاقتها، التي قدّمت الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى، وصاغت الهُويّة الوطنيّة لشعبنا، واجترحت الانتصارات، وانتزعت حقّه في تقرير المصير، مضيفةً أنّ الحركة وكوادرها سيواصلون نضالهم حتّى إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة، ذات السيادة وعاصمتها القدس.



*عربي دولي*
*مجلس الشورى العُماني يقترح تعديلات تغلظ مقاطعة إسرائيل*

أحال مجلس الشورى في سلطنة عُمان، اليوم الاثنين، مشروع قانون تعديل المادة الأولى من قانون مقاطعة إسرائيل إلى اللجنة التشريعية والقانونية لاستيفاء الجوانب الإجرائية.
وقال نائب رئيس مجلس الشورى العماني يعقوب الحارثي، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء العُمانية، عقب انتهاء الجلسة الاعتيادية: إن المقترح يوسع من نطاق المقاطعة التي نصت عليها المادة المذكورة، ويفضي إلى "توسع في التجريم وتوسع في مقاطعة هذا الكيان".
وأشار إلى أن القانون في صيغته الحالية "يحظر التعامل مع الكيان الإسرائيلي، سواء للأفراد أو الشخصيات الاعتبارية.  وأن "الأخوة أصحاب السعادة (أعضاء مجلس الشورى المتقدمين بالطلب) نظروا إلى التطور الحاصل سواء كان التقني أو الثقافي أو الاقتصادي أو الرياضي، واقترحوا تعديلات إضافية تتضمن قطع أي علاقات اقتصادية كانت، أو رياضية، أو ثقافية، وحظر التعامل بأي طريقة أو وسيلة كانت سواء كان لقاء واقعيًا (أو) لقاء إلكترونيًا (أو) غيره".




*إسرائيليات*
*الاحتلال يغرق مجددًا منازل ودونمات زراعية شرق خان يونس ودير البلح*

أغرقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عشرات المنازل ودونمات زراعية، جراء فتحها "عبارات" مياه الأمطار خلف الشريط الحدودي شرق مدينتي خانيونس ودير البلح جنوب ووسط قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال قد فتحت قبل يومين "عبّارات" مياه الأمطار شرق مدينة دير البلح، ما أدى إلى غرق عشرات المنازل والأراضي الزراعية، وتفاقم معاناة المواطنين، خصوصًا في ظل المنخفض الجوي الماطر الذي يشهده القطاع، منذ السبت الماضي.




*أخبار فلسطين في لبنان*
*حركة "فتح" - شُعبة صيدا تستقبل وفد بعثة قُدامى لاعبي غزّة*

في إطار برنامج زيارتهم إلى لبنان، لبّى وفدٌ من بعثة قدامى لاعبي غزة القادم من أرض الوطن برئاسة رئيس البعثة زياد أبو سمرة دعوة قيادة حركة "فتح" - شُعبة صيدا لحفل فطور صباح اليوم الإثنين ٢٦-١٢-٢٠٢٢، في مقر قيادة الشعبة.
تقدم الحضور إلى جانب وفد البعثة، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في الشتات زياد البقاعي، ونائب رئيس الاتحاد محمود جاد والوفد المرافق، وعضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا أمين سر المكتب الحركي للشباب والرياضة أحمد حداد.
وكان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" - شُعبة صيدا مصطفى اللحام وأعضاء قيادة الشعبة وكوادرها، والمكتب الحركي للشباب والرياضة في شعبة صيدا، ورؤساء الأندية الحركية الأربعة في شعبة صيدا.
بدايةً رحّب أمين سر شُعبة صيدا مصطفى اللحام بالحضور، مثمنًا زيارتهم الكريمة لمقر الشعبة في صيدا، مؤكدًا أنَّ الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هو شعب واحد ومتلاحم، منوهًا بدور الرياضة الفلسطينية في لم شمل أبناء الشعب الواحد.
بدوره شكر الوفد أمين سر حركة "فتح" - شعبة صيدا وأعضاء قيادة الشعبة ورؤساء الأندية الحركية في الشعبة على هذه المبادرة الكريمة، مثمنين الحفاوة الكبيرة التي حظي بها وفد البعثة خلال الاستقبال في مقر الشعبة، معربين عن سعادتهم التي لا يمكن وصفها بهذه الزيارة إلى لبنان، ولقائهم أبناء شعبهم في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان. 
وتوجهت البعثة بكل آيات الشكر والتقدير لكل من كان له دور في تنسيق وإنجاح زيارة البعثة إلى لبنان.
وفي الختام، تم تبادل الدروع التكريمية، حيث قدم أمين سر حركة "فتح" - شُعبة صيدا مصطفى اللحام درعًا تكريميةً بِاسم الشعبة والمكتب الحركي للشباب والرياضة لوفد البعثة، وبدوره قدم وفد البعثة درعًا تكريميةً لحركة "فتح" - شعبة صيدا.



*آراء*
*"فتح"/ بقلم: عاطف أبو سيف*

في ذكرى انطلاقة «فتح» يظل التفكير في سبب ريادة الحركة للمشروع الوطني ونجاحها في قيادة الحالة الوطنية لقرابة ستة عقود من الزمن حاضراً وشاهداً على قوة الفكرة الفتحاوية وصلابة وتميز «فتح».
«فتح» التي قالت، إننا لسنا لاجئين بل شعب لنا بلاد نريد أن نعود إليها ونستعيدها، ظلت رغم تقلبات الزمن وتكتيك البرامج ومتطلبات المراحل الأكثر تمسكاً بأهدافها الأساسية رغم ما قد يبدو من ليونة في مرات كثيرة على مواقفها، لكنها الليونة التي تمسك بالصلب فتزيده صلابة وتحميه من الانكسار.
جوهر ذلك أن «فتح» هي الأكثر مقدرة على توقع المرحلة والتصرف وفق المتغيرات الجديدة حفاظاً على القضية الوطنية. وربما طبيعة «فتح» غير الأيديولوجية وغير المرتبطة بالقوى الإقليمية وحقيقة أنها ليست امتداداً لأي شيء خارج فلسطين على مستوى الفكر والوعي والممارسة فإنها الأكثر جرأة في تبني المواقف التي تعبر عن تلك المصالح التي تصون الحقوق الوطنية وتحافظ على مكتسبات شعبنا.
في أكثر من مرحلة تاريخية، نجحت «فتح» في قراءة المعطيات والتحولات وفهم ما يجري حولنا وطورت أدوات نضالية تصلح لتجاوز الخطر المحيق بشعبنا وبقضيته. وفي مرات كثيرة، كان الكثيرون وفي بعض الأحيان كل التنظيمات يختلفون مع «فتح» ومع توجهاتها واستجاباتها للتحولات التي تضرب المنطقة لكنهم ما يلبثون بعد حين يلحقون بـ"فتح" وبتوجهات «فتح». وقراءة سريعة للتاريخ الفلسطيني المعاصر تكشف لنا الكثير من تلك اللحظات التي كان الكل يصطف فيها ضد «فتح» ويقاتل ليس للإطاحة بالمشروع الوطني الذي تقوده «فتح» بل أيضاً بـ»فتح» وبريادتها وقيادتها للحركة الوطنية وفي بعض اللحظات كان يصل الأمر لحد التخوين والتشكيك والاستعداد للمواجهة.
بل إن البعض ذهب حد الانقلاب على السلطة التي كان لـ»فتح» سبق تأسيسها كنواة للكيانية الفلسطينية المفقودة والتي أسس غيابها لقيام المشروع الصهيوني، ولكن بعد فترة ليست بالطويلة وجدوا أنفسهم يعيدون إنتاج أدوات «فتح» النضالية والكفاحية ويتبنونها بل بات الدفاع عما قالت به «فتح» قبل ذلك مقدساً.
ربما ستكون استعادة تجربة السلطة الوطنية مهماً في هذا السياق. تذكرون حين ذهبت «فتح» لتأسيس أول برلمان فلسطيني حقيقي منتخب بعد إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية قاطعت التنظيمات الكبرى الانتخابات. جماعة اليمين الديني قالت، إن الانتخابات حرام شرعاً وآثم من يشارك فيها ترشحاً أو تصويتاً، وجماعة اليسار الوطني اتهموا السلطة بأنها كيان مسخ نجم عن اتفاق خيانة لا يمكن المشاركة لا في هذا الكيان ولا في مؤسساته لذلك فإن المشاركة في الانتخابات جريمة وطنية لا تغتفر تصل حد الخيانة. ولم يمض عقد من الزمن حتى وجدوا أنفسهم يقاتلون من أجل المشاركة في تلك الانتخابات. صارت الانتخابات حلالاً والمشاركة فيها واجبًا شرعيًا يأثم من لا يدلي بصوته فيها، بل إن الهيمنة على البرلمان الذي كان «رجساً» من عمل الشيطان بات هدفاً جهادياً لا بد من تحقيقه بكل الوسائل، وصار تشكيل الحكومة التي كانت توصف بأنها إدارة مدنية بصورة مختلفة مهمة جهادية من أجل حماية مصالح الأمة. كما صارت بالنسبة لليسار المعارض جزءاً من معارضته من أجل حماية الحقوق الوطنية التي سيعمل أصحاب أوسلو على إهدارها، وكأن تلك المؤسسات التي يريدون الدخول فيها مثل المجلس التشريعي ليست من إنجازات أوسلو الخائنة. الغريب أن كل الأطروحات السابقة ضد «فتح» وضد مشروعها الذي صار هدفاً للمعارضين من اليمين ومن اليسار تم وضعها جانباً ولم يتم توظيفها في الخطاب الفصائلي الذي تنازع السلطة.
هذا سر من أسرار قوة «فتح» واستمرار حضورها وبقائها كتنظيم أول في الساحة الوطنية. ثمة ثقة خاصة يوليها الناس لـ"فتح" رغم كل ما يرونه في «فتح» من مشاكل وأزمات وخيبات ربما، إلا أنهم يظلون يعتقدون أن «فتح» الأقدر والأحرص. وهي الأقدر والأحرص. قد يغضب الناس من «فتح» وقد ينتقدونها ويسبون عليها وقد لا ينتخبونها في الانتخابات سواء النقابات أو الهيئات الوطنية لكنهم سرعان ما يدركون أن «فتح» الأقدر على حماية مصالحهم والأقدر على قيادة مشروعهم التحرري. هذه الثقة التي اكتسبتها «فتح» ليس فقط من تاريخها الحافل بالعطاء والتضحيات والبطولات التي يظل لـ»فتح» سبق فيها حتى اللحظة بل أيضاً بفهم «فتح» ووعيها لطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الوطنية.
«فتح» هي حارس البيارة الذي يدرك الجميع أنه يراقب ويتابع ويقلق ويدافع دون أن يلتفت كثيراً لكل ما يجري حوله من سب ولغط ونقد ونقاش. ومع ذلك فإن الجميع في مرات يذهب بعيداً في النقد والسب واللغط لأنهم يدركون أن هذا الحارس لن يتراجع عن مهمته في حماية البيارة. مع «فتح» استمرت القضية التي وضعتها الحركة على الطاولة بعد أن كانت ورقة في ملفات الأنظمة العربية، ومع «فتح» برزت الهوية الوطنية وصار الفلسطيني مقاتلاً بعد أن كان الآخرون يزعمون القتال نيابة عنه وقد يسمحون له أن يكون جزءاً من مزاعمهم، ومع «فتح» صارت القضية قضية شعب يريد استعادة بلاده بعد أن كانت قضية لاجئ مشرد يريد «كرت» التموين والخيمة.
لذلك فإن «فتح» وحدها التي يشعر الكل الفلسطيني العادي غير المؤدلج وغير المتعصب لفكرة إلا فلسطين بأنها تنظيمهم. من هنا فإن معين «فتح» الجماهيري لا ينضب. ولو أراد الناس محاسبة «فتح» على كل أخطائها فإنهم يدركون أن حسناتها تفوق بمئات المرات تلك الأخطاء التي تقع فيها والتي هي من طبيعة الطريق وتفاصيل النضال اليومي. هل تتخيلون أن «فتح» وحدها استمرت رغم كل العواصف التي أتت على المنطقة والتي قادت إلى انهيار دول وأنظمة ومنظومات فكرية متكاملة. «فتح» ظلت لأنها لم تعرف إلا فلسطين ولا تريد أن تعرف غيرها، لذلك ظلت وفية لقضية شعبها وظل شعبها وفياً لها.




#إعلام_حركة_فتح_لبنان