بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 

*رئاسة*

السيد الرئيس ينعى الشهيد الأسير البطل القائد ناصر أبو حميد

نعى السيد الرئيس محمود عباس، إلى أبناء شعبنا والمناضلين وأحرار العالم، الشهيد الأسير القائد البطل ناصر أبو حميد، الذي استشهد اليوم جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد "القتل البطيئ".

وتقدم سيادته، من خنساء فلسطين والدة الشهيد ناصر والدة الشهداء والأسرى والجرحى المناضلة الصلبة أم ناصر أبو حميد  ومن أسرته المناضلة هذه الاسرة التي شكلت نموذجا للتضحية والصمود، بأحر العزاء والمواساة، سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.

وحمّل سيادته، الاحتلال مسؤولية استشهاد أبو حميد، جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الاسرى.


*فلسطينيات*

رئيس الوزراء ينعى الأسير القائد ناصر أبو حميد رام الله

نعى رئيس الوزراء د. محمد اشتية، الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) الذي استشهد فجر اليوم الثلاثاء، في مستشفى إسرائيلي، متأثرا بإصابته بمرض السرطان.

وقال رئيس الوزراء: "أنعى باسمي وباسم الحكومة إلى شعبنا الفلسطيني بالوطن والشتات الأسير القائد ناصر أبو حميد، الذي استشهد جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى".

وتابع: "نعزي أم ناصر، الصابرة الثابتة، وعائلتها، كما نعزي أنفسنا وشعبنا بفقدان مناضل وابن بارٍ بفلسطين، ضحى بحريته من أجل كرامة وحرية شعبه ووطنه".

وحمّل رئيس الوزراء الاحتلال مسؤولية استشهاد أبو حميد، داعيا الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والحقوقية إلى الإسراع بالتدخل من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال.


*مواقف فتحاوية*

"ثوري فتح" ينعى الشهيد ناصر أبو حميد

نعى المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لجماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، الشهيد البطل ناصر أبو حميد.

وقال المجلس في بيان له، إن الأسير ناصر أبو حميد، استشهد اليوم الثلاثاء، جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء"، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الاسرى.

وتابع البيان: "ناصر أبو حميد المقاتل، المطارد، الجريح، الأسير والشهيد قضى أكثر من ثلاثين عاما في سجون الاحتلال، بطل الانتفاضتين ورمزا من رموز المقاومة والحركة الأسيرة".

 وتوجه لخنساء فلسطين أم ناصر والعائلة بخالص العزاء ولأخوته الأربعة خلف القضبان ولحركتنا وشعبنا بخالص العزاء، مجددين العهد والقسم على استمرار المقاومة والنضال حتى انهاء الاحتلال وإطلاق سراح كافة أسرى الحرية.

وحمّل ثوري "فتح"، الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد أبو حميد، وطالب المؤسسات الدولية بالعمل لاسترداد جثمانه، ليتسنى لشعبنا تكريمه بما يليق بهذه القامة الوطنية، وبتوفير الحماية والعناية والعلاج لكافة الأسرى وخاصة المرضى منهم.

وجدد اصرار الحركة على مواصلة النضال حتى تحقيق حقوقه الوطنية الثابتة بإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وتحرير كافة الأسرى الابطال.

*أخبار فلسطين في لبنان*

 

قيادة فصائل "م.ت.ف" في لبنان تنعى الشهيد القائد المناضل أبو حميد وتحمّل سلطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده

قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تنعى إلى جماهير شعبنا الفلسطينيّ والأمة العربيّة والإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم الشهيد البطل الأسير القائد ناصر أبو حميد، الذي استُشهد، اليوم الثلاثاء، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي. 

*وباستشهاده خسر شعبنا الفلسطيني أحد أبرز القادة الميدانيين البواسل الذي خاض بشجاعة وبطولة غمار الصراع مع الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية، وخاض كل معارك النضال مع رفاقه في سجون العدو الصهيوني، وأصيب بمرض عضال في السجن، أدى إلى استشهاده نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من سلطة الإحتلال. 

إن قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تعرب عن سخطها وغضبها ضد سلطة الاحتلال وتحملها كامل المسؤولية عن إستشهاده الذي استخدم سياسة الإهمال الطبيّ المتعمّد بحق الأسير أبو حميد وغيره من الأسرى والأسيرات؛ ويتحمّل الاحتلال مسؤوليّة مزدوجة ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية عبر الإهمال الطبيّ المتعمّد، ورفض الإفراج عنه رغم سوء حالته الصحية. 

ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى إدانة هذه الجريمة النكراء وإلى تحمّل المسؤولية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق سلطة الاحتلال بما يتوافق مع القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة.

وبهذا المصاب الجلل تتقدم قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان من خنساء فلسطين والدة الشهيد ناصر، والدة الشهداء والأسرى والجرحى المناضلة الصلبة الصابرة أم ناصر أبو حميد  ومن أسرته ومن أسرانا البواسل وعموم أبناء شعبنا بأحر التعازي وخالص المواساة سائلة المولى عز وجل أن يلهمها الصبر والسلوان. 

نعاهد روحه الطاهرة أنّنا على عهد الشهداء ماضون ومستمرون بالنضال والكفاح والمقاومة حتى انتزاع الحقوق الوطنيّة المشروعة، وفي مقدمتها؛ حق العودة وحق إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس. 

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل

                           قيادة فصائل "م.ت.ف" في لبنان

الثلاثاء ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٢


*آراء*

أبو عمار.. "ما تنسى يا ابني أن لهؤلاء وطنا"|بقلم: موفق مطر 


ومضات بمعان بلاغية، ستبقى كنزا لذاكرتنا، كلما أردنا فهم معنى الوفاء، والمحبة الناظمة لفلسفتنا الوطنية النضالية الكفاحية التحررية، ولقيمنا الإنسانية، ذلك أن القائد بكلماته وأعماله وسلوكه، وحيويته ونباهته بمثابة، يمنح بصيرتنا نورا وضياء للمضي في الاتجاه الصحيح في استكشاف واقعنا، ورؤية ملامح مستقبلنا في الآفاق مهما كانت بعيدة.

استشهد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات ابو عمار قبل ثماني عشرة سنة، لكن من قال إن الضمير والوفاء والنباهة، والذاكرة المشعة، والوفاء والمبدأ، والموقف، والصلابة واللين، والانسانية، والمحبة تذهب الى العالم الآخر كما جسد صاحبها، فهي باقية كروحه تطوف حولنا، لتكون حتى بعد ارتقائها كما كانت في دنياها ككوكب خلق متحركا لا يعرف السكون، روحه التي نفترض أنها سكنت كل مناضل حظي بشرف هذه الصفة.

كيف لياسر عرفات أن يموت وهو كالمحيط ما زلنا نكتشف كنوزه وجواهره، وأسرار الحياة فيه ومن حوله، على شواطئه الهادئة كنا نلجأ إليه لننعم بالراحة والتأمل والتفكر، وهو ذاته الموج العالي إذا بلغ ذروة ثورته حطم الصخور، وقلب سفنا عملاقة، حتى لو كانت تحمل أعلام دول عظمى.

كتاب ياسر عرفات مفتوح، لا يحتاج لمفسرين لبيان معانيه، فهذا الفدائي القائد كان مقاتلا نبيلا، مناضلا شريفا، ثائرا وطنيا، لكنه تجاوز بفلسطينيته الجغرافيا حتى صارت فلسطين وثورة شعبها وحركة تحررها الوطنية رمزا عالميا للكفاح، ومركز التقاء الأحرار في العالم... لكن بين دفتي هذا الكتاب الفريد المتفرد بالخصائص والسمات، نقرأ سيرة الشعب الثائر الفدائيين، المناضلين، الشهداء، الأسرى، الجرحى، التضحيات، الصبر، العمل بتفان وإخلاص من الأحياء الذين نذروا أنفسهم خالصين لوطنهم، فأبو عمار إرادة شعب تجسدت في شخصية فدائي قائد، فقدرنا أن يكون الفدائي الأول (المسيح)، فلسطينيا، وان يكون الفدائي من أجل السلام على ارض فلسطين وعلى وجه الأرض فلسطينيا أيضا.

مزج أبو عمار السياسة الوطنية بالثقافة، وبلغ بالثقافة الوطنية العربية الانسانية لأن تكون آيات للباحث عن حقيقة وجود الحرية، فكلماته وخطاباته المبسطة ظاهريا، العميقة أصولها وجذورها، ما حفظها عن ظهر قلب من كتاب شرقي أو غربي، ولا كان سلوكه تقليدا لشمالي أو جنوبي، وإنما كان إلهاما من سيرة وتاريخ مركز الأرض وحضارتها الإنسانية، من وحي مدينة الله القدس، ومن كتاب آدم الفلسطيني وذريته الطيبة.

لم يحلم ياسر عرفات بوطن، لأنه قائم وموجود في الأصل، مدون ومخطوط في أطالس ومجلدات التاريخ والكتب المقدسة، وهو حقيقة أبدية غير قابلة للزوال، لكن أرض الوطن (فلسطين) محتلة ومستعمرة، لذلك كان مؤمنا بأن الشعب كفيل بانتزاع هذا الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، فليس شرطا أن تكون الرفاهية والمكاسب المادية والشخصية شرطا لبلوغ شرف الانتماء.. وإليكم هذا الفصل.. من كتاب أبو عمار المفتوح حتى اللحظة للتدوين بأمانة على صفحاته البيضاء، ففي سنة 1983 وأثناء الحصار على طرابلس شمال لبنان من أنظمة رسمية عربية واسرائيل استخدمت فيها بنادق فلسطينية كأداة، كنت في مقر قيادته مع بعض مرافقيه، وفي اللحظات السابقة للفجر خرج أبو عمار مشمرا عن ساعديه وساقيه ليتوضأ، فرآنا، ثم جاء نحونا يسأل: "على ماذا تتفرجون" فقلت له: "انظر يا أخ أبو عمار نحن أتينا من قوات بيروت الصمود في السودان، وهذه صورة من بيئة وسكان المنطقة الجغرافية التي نحياها بتحد وصعوبة هناك" ولا أنكر أني قصدت – عندما ناولته الصورة، التقطتها بعدستي لشخص من قبيلة سودانية صادفته في سوق قرية سنكات شمال شرق السودان، حيث تتضح فيها معالم ورموز بيئة اجتماعية بعيدة عن عصرنا حوالي قرنين، ورغم ذلك أحببناهم وأحبونا بتقدير واحترام، وأعجبنا بتميز تقاليدهم وأصالة أخلاقهم، ففهم أبو عمار قصدي وقال لي: ما تنساش يابني أن دول ليهم وطن " أي: "لا تنسى يا إبني أن لهؤلاء وطنا".

 

 

المصدر: الحياة الجديدة