قال سيادة الرئيس محمود عباس: "إن المطلوب من الإسرائيليين الآن وقف الأعمال الأحادية، والإفراج عن الأموال الموجودة لنا عندهم فورًا".
وأضاف سيادته في مقابلة أجراها مع قناة القاهرة الإخبارية: "منذ أن وضعت أميركا يدها على الملف الفلسطيني الإسرائيلي منذ عام 1993 ولليوم لم يتقدم الملف خطوة واحدة".
وتابع فخامة الرئيس: "ماذا ينقص أميركا حتى تعترف بدولة فلسطين بعد اعترافها بإسرائيل، ونسعى إلى العضوية الدائمة في الأمم المتحدة، واعتراف دول العالم بنا، ونبذل كل جهدنا لتسريع قيام دولة فلسطين، ولن أمِلّ في الإلحاح والإصرار على حقوقنا لأنه إذا وصلت لمرحلة اليأس يجب أن أتخلى عن عملي، أما ما دام عندي بصيص من أمل صغير أو كبير سأتمسك به".
وأكد سيادته "نحن أصحاب قضية، نحافظ على ثوابتنا، نحافظ على قرارنا المستقل، ولن نتلقى تعليمات من أحد.
وشدد سيادته على أن موضوع الانتخابات في القدس أمر أساسي لإجراء أي انتخابات عامة، ونحن لا نستطيع أن نقبل بموقف إسرائيل الرافض للسماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات، وفي حال وافقنا على ذلك فسنكون قد قبلنا وثبتنا ما يسمى "صفقة القرن".
وقال سيادة الرئيس: "لنا عنوان معترف به عربياً ودولياً، وهو منظمة التحرير الفلسطينية، وعدم التمسك بها ضياع، لأنه بدونها لا يوجد دولة ولا يوجد كيان، وذلك يمثل خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وضياع لأهم مكسب سياسي منذ النكبة".
وأضاف سيادته: "لدي ذكريات كثيرة قبل النكبة، خرجت من منزلي في صفد مع عائلتي على أمل أن نعود، لم نكن نعرف ما هو مصيرنا وواجهنا الحقيقة أننا لاجئين، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا، اهتممنا بالمعيشة والتعليم وكنا نعتبر وما زلنا أن التعليم هو الطريق الأسلم للعيش حياة أفضل".
وتابع الرئيس: "تاريخيا علاقتنا مع مصر علاقة جيدة، ونشعر أن مصراً الحضن الدافئ معنا، وعلاقتي مع الرئيس السيسي ممتازة".
فيما يلي حديث السيد الرئيس في المقابلة:
أنا سعيد جدًا أن أكون معكم في محطتكم وفرصة تجعلني أعود إلى ذكريات كثيرة، أنا من مواليد مدينة صفد عام 1935 وتربيت هناك حتى وصلت للثالثة عشرة، بعد ذلك حصلت النكبة في عام 1948 وخرجنا لاجئين إلى سوريا، وكنت في ذلك الوقت في الصف السابع الابتدائي وأذكر تلك الأيام تمامًا بكل تفاصيلها كيف حصلت، وأعتقد وأتذكر أننا لم نكن على استعداد في ذلك الوقت للمواجهة بسبب الاحتلال البريطاني الذي كان يمنع على الفلسطيني أن يكون لديه أي نوع من السلاح، وفي المقابل كان مسموحًا للإسرائيلي أن يتملك كل شيء.
خرجنا من فلسطين في أواخر 1947 وعدد اللاجئين الذين خرجوا من بيوتهم في ذلك الوقت هو 950 ألف، جزء إلى الضفة الغربية وآخرون لقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان والعراق.
كنت أعتقد أننا سنغيب أسابيع أو هكذا قيل لنا المسألة مسالة أسابيع، اخرجوا وستعودون، فخرجنا كما نحن وتركنا كل شيء ولم نحمل أي غرض من البيت على أمل أن نعود لكن مع الأسف استمر حتى يومنا هذا، وكل هذا مدون في كتبي ومسجل للتاريخ لأنه بالفعل ذكريات مؤسفة ومؤلمة كيف حصل ولماذا حصل وأعتقد أننا لم نكن نعرف الحقيقة.
عرفت الحقيقة أننا خارجون إلى غير رجعة وأننا أوهمنا أننا سنعود وهذا الشيء المؤلم، ومع الأسف لم نعد وبالتالي كانت حقيقة مؤلمة للغاية في نفوس الجميع. عندما خرجنا لم نكن نعرف ما هو مصيرنا وواجهنا الحقيقة أننا لاجئين، وأننا بحاجة ماسة للدعم والمساعدة من وكالة الغوث والمؤسسات الإنسانية، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك هيئة أو مؤسسة فلسطينية بعد انتهاء الهيئة العربية العليا ولم يعد لهذا الشعب الفلسطيني من يمثله.
بعد مضي عدة سنوات على وجودنا كلاجئين، اهتممنا بالمعيشة والتعليم وكنا نعتبر وما زلنا نعتبر أن التعليم هو الطريق الأسلم لكي نعيش حياة أفضل، وتعلمنا وعشنا ثم بدأنا نتذكر ونتساءل إلى أين؟ وإلى متى؟ ماذا سنعمل؟ وماذا يعمل المحيط العربي؟ وسألنا أنفسنا سؤالا لأشقائنا أنتم تقولون ستحررون فلسطين ونحن ما هو دورنا؟ يجب أن يكون لنا دور، كيف تحررون الوطن دون دور لنا، لا بد أن نقوم نحن بهذا الدور وهو السؤال الذي استحوذ على عقولنا في حينه، ومن هنا بدأنا نفكر بتنظيمات سرية فدائية كيف يمكن أن نستعيد الوطن وهذا كان في منتصف الخمسينات، وبدأنا بدون أن نتشاور وبدون أن نسأل بعضنا البعض كل في بلده يفكر بهذا التفكير، وكأننا تشاورنا في الموضوع وكان لقاؤنا سريعًا وتوحدنا، وكانت بداية حركة "فتح" في أواخر عقد الخمسينات؛ ومن هنا انطلقنا نريد الانطلاق لعمل عسكري في فسلطين وهذا فكر البدايات، وكنا نريد عملاً فدائيًا في فلسطين يحرك الأجواء، ولم يكن لدينا خيار آخر ونحن يجب أن نعمل شيئاً ونعمل مع العرب، إن عملوا أهلاً وسهلاً.
واليوم تغيرت الآليات؛ في البداية استعملنا الكفاح المسلح، وأصبح اليوم من غير الممكن استخدام الكفاح المسلح وأصبحنا بحاجة لاستخدام السياسية، وأصبحنا بعد قيام منظمة التحرير لدينا رؤية سياسية وبعد أن اعترفت منظمة التحرير بالشرعية الدولية أصبح من واجبنا أن نتعامل مع الشرعية الدولية، أصبح طريقنا هو طريق الشرعية الدولية، وأنا شخصيًا استخدم الأسلوب السياسي والمقاومة الشعبية السلمية المقبولة من كل الأطراف، ولها جدوى بالتأكيد للعالم أن هناك شعبا له حقوق ويجب أن يحصل عليها بأي ثمن، ونحن نعرف أن القضية صعبة وبعيدة المدى ولو أردنا أن نعود للوراء، وأنه لا يوجد شعب فلسطيني لكن كان العمل على إنهاء وجود الشعب الفلسطيني، وكنا نذكر أن إسرائيل من البدايات أبعدت كل الشعب الفلسطيني للخارج والكبار يموتون والصغار ينسون، وقالوا شعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهذا ليس صحيحًا عندما جاء هرتزل لفلسطين شاف شعب وقال علينا أن نمحي الفلسطينيين لتصبح أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض والآن النظرية نفسها موجودة؛ لا يريدون الاعتراف بالشعب الفلسطيني وأميركا وإسرائيل تتردد بالقول أن هناك دولة فلسطينية بل هناك فلسطينيون نريد أن نعرف كيف نتعامل معهم.
وعندما جاء رابين عمل اتفاقًا مبدئيًا معنا، واعترف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني ومنذ 1993 لليوم كل الجهود كانت تسعى لإنهاء أوسلو، فأسلو اتفاق مبدئي بين الفلسطينيين والإسرائيليين من وجهة نظر الإسرائيليين تأخذ وقت طويلاً ومن وجهة نظرنا أننا وضعنا رجلنا على الأرض، وأوسلو سمحت لنا بالعودة للوطن بطريقة ما، وبدأ التمثيل الفلسطيني ينتشر في العالم، ولدينا 110 سفارات في العالم، كلها توحي بأن هنا شيء قادم، وأريد أن أسرع بهذا الشيء القادم وإسرائيل ترفض، ونبذل كل جهدنا لتسريع قيام دولة فلسطين.
لنتحدث عن التاريخ، ولنعود لوعد بالفور فهو وعد انجليزي أميركي؛ بلفور كان معه ولسون وهندسوا المشروع وعندما انتهى وعد بلفور، هي (أميركا) من طلبت من بريطانيا أن يوضع في صك الانتداب لتنفيذه لأنها تتولى الانتداب على فلسطين.
في الأيام الماضية تلقيت اتصالاً من مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وهذا الموضوع حديث، لكن منذ أن وضعت أميركا يدها على الملف الفلسطيني الإسرائيلي منذ عام 1993 ولليوم لم يتقدم الملف خطوة واحدة، ونحن يوميًا في مفاوضات واتصالات مع الأميركان ونتحدث مع الإسرائيليين مؤخرًا حوارات حول العلاقة الثنائية، وقلنا لهم اتفاق أوسلوا يقول إنه ممنوع القيام بأعمال أحادية من الطرفين وأنتم تقومون بأعمال أحادية أوقفوا الأعمال الأحادية، وفي السنتين الماضيتين نقول إنه يوجد اتفاق بيننا وبينكم ونحن نتبع سياسة النفس الطويل والطرْق الدؤوب لكل الأبواب للوصول لحقنا، علمًا أن الأمم المتحدة يكاد يكون الأمل مفقود منها، وفي الخطاب الأخير بها قلت لهم إن 754 قرارًا صدر في الجمعية العامة منذ القرار 181 قرار التقسيم ليومنا هذا، لم ينفذ قرار واحد منها، ويوجد 94 قرارًا صدر عن مجلس الأمن وآخرها 2334 وهو من أهم القرارات التي اتخذت في مجلس الأمن لكن لم ينفذ قرار واحد منها، وجمعيات حقوق الإنسان لم تنفذ، وإذا الأمم المتحدة هكذا الوضع بها.
بمناسبة التعامل مع أميركا؛ الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل بي بعد أن استلم الحكم بستة أشهر، وقال نحن شركاء، وأنا مؤمن بحل الدولتين وضد الأعمال أحادية الجانب، ضد استمرار الاستيطان وترحيل الفلسطينيين من القدس ومن الشيخ جراح، قلت له هذه خريطة الطريق الخاصة بي وأنا مؤمن بهذا الكلام كله، وعندما زارني هنا ذكرته بالكلام؛ قال حل الدولتين لكنه بعيد المنال الله أعلم متى، ماذا ينقص أميركا حتى تعترف بالدولة الأخرى وهي فلسطين بعد الاعتراف بإسرائيل.
نحن نطلب من الإسرائيليين وقف الأعمال الأحادية والإفراج عن الأموال الموجودة لدينا عندهم.
المصالحة الفلسطينية، "حماس" قامت بانقلاب عام 2007 وحدثت حوارات كثيرة وقامت مصر بجهود كبيرة وجبارة من أجل إجراء المصالحة وغيرها من دول العالم بما فيها الجزائر، فما معنى مصالحة أن لا أطلب سوى شيء واحد أن تعترف "حماس" أن منظمة التحرير هي ممثل الشعب الفلسطيني وتعترف بالشرعية الدولية، أنا معترف بالشرعية الدولية منذ عام 1988 والمجلس الوطني في الجزائر أقر بقبول الشرعية الدولية، وأنا ملتزم بالشرعية الدولية، وكل الأبواب مفتوحة للمصالحة في الجزائر، تم اتفاق والآن بقي التطبيق ننتظر بعد القمة العربية التي عقدت في الجزائر أن نعود لنبحث سبل التطبيق.
وفي موضوع الانتخابات فهي استحقاق مهم وضروري ولا بد أن نحققه طال الزمن أم قصر، والحديث بيننا وبين الأوروبيين حول الانتخابات وقلنا لهم نحن جاهزون لكن لدينا مشكلة واحدة هي أن إسرائيل ترفض السماح لنعقدها في القدس علما أننا عقدناها فيما مضى عام 1996 وفي 2005 وفي عام 2006 عقدنا انتخابات في القدس، والآن إسرائيل ترفض ذلك، وأنا لا أستطيع أن أعقد أي انتخابات دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وأي تجاهل لها فهو تنازل عنها خصوصا أنه كان في ذلك الوقت صفقة القرن وحديث ترمب عن أنه لا يوجد قدس وإن قبلنا نثبت كلام ترمب، والأوروبيون قالوا إنهم مستعدون للتحدث مع الإسرائيليين وبناء على كلامهم حددنا الانتخابات وانتظرنا حتى قبل الانتخابات بيوم ولم يحصل جواب، وسألنا الأوروبيين هل وصلكم جواب من الإسرائيليين هل وافقوا، قالوا لا، قلنا نصدر مرسوما بتأجيل الانتخابات بشكل مؤقت إلى أن تتاح لنا الفرصة بعقدها في القدس، ونحن لا نستطيع أن نقبل بموقف إسرائيل.
منذ 1948 لغاية إنشاء منظمة التحرير، لم يكن لدينا عنوان أمام العالم أو وجود سياسي، وجاء المرحوم أحمد الشقيري وطلب منه في ذلك الوقت أن يتحدث مع الشعب الفلسطيني لأنه كان أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية ودار في كل أصقاع الدنيا حيث يتواجد الفلسطينيون، خرج بنتيجة أنه لا بد من تشكيل هيئة تمثل الفلسطينيين، لتكن منظمة التحرير لها لجنة تنفيذية وصندوق قومي ولها جيش وقبلت الدول العربية بذلك، وأصبح لنا عنوان معترف به عربيا ودوليا، وعدم التمسك به ضياع، بدون المنظمة لا يوجد دولة ولا يوجد كيان وبالتالي خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني أو ضياع لأهم مكسب سياسي منذ النكبة وهو منظمة التحرير ومن 1964 لغاية 1974 اعترف بالمنظمة أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي تمثل وحدها الشعب الفلسطيني، والدول العربية تدعمها والشعوب العربية تدعمها وتساندها وتقف إلى جانبها.
وفي ذلك الوقت في البداية، كنا حركة فتح، وكنا نعد أنفسنا للإنطلاق، وبالمناسبة كان هناك المؤتمر الأول لمنظمة التحرير الذي سيعقد في شهر 9 عام 1964 بالقدس، في ذلك الوقت قررنا أن تكون الانطلاقة الأولى العسكرية لحركة فتح في 1/9/1964 لكننا لم ننجح، لأن الأشخاص الذين أوكل اليهم ذلك؛ كان صعبا عليهم، كانت المرة الأولى بعد الـ48، فلم يتمكنوا من إطلاق الرصاصة الأولى، وحصلت مشكلة عندنا، وعدنا إلى الاجتماعات، وقررنا أن تكون الانطلاقة في 1/1/1965 وحصلت في البطوف، وارتقى حينها شهيد وأسر آخر في العملية، ومن هنا كانت الانطلاقة. وسرنا جنبا إلى جنب مع المنظمة. حاولنا دائما أن يكون بيننا وبين رئيس منظمة التحرير، وأعضاء المنظمة نوعا من شبه التكامل، وفعلا سرنا معهم وكنا أصدقاء، أحمد الشقيري كان صديقا لنا في كل الفترة، لكنه لم يتمكن من الاستمرار، وقدم استقالته وبقيت المنظمة، وبقي المجلس الوطني، وانتخب شخص آخر مكانه اسمه يحيى حمودة، وهذا الرجل بقي سنة، ثم انتقلت قيادة منظمة التحرير إلى الفصائل الفلسطينية، الفصائل أقواها فتح، وكان لفتح نصيب الأسد في منظمة التحرير، لذلك كان ياسر عرفات رئيسا لمنظمة التحرير، إلى جانب قيادته لحركة فتح واستمر وبقي. وأنا لم أكن عضوا في اللجنة التنفيذية إلا في العام 1979 اخترت أن أكون عضوا، ولم يكن يهمني أين منصب ما دمنا موجودين، وما دامت فتح موجودة إلى أن أصبحت الآن المنظمة هي العنوان وهي الأساس، لذلك نحن متمسكون بالعنوان والأساس، فتح موجودة ومنظمة وقوية، لكن لا غنى أبدا عن منظمة التحرير.
عام 1974 اتخذ قرار من القمة العربية، أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأصبحت الدول العربية تتعامل مع المنظمة بشكل جدي، لذلك الآن لا مشكلة إطلاقا بين منظمة التحرير وفلسطين، وبين أي دولة عربية. يكفي أنها تمثل الشعب، هي كلها تمثل الشعب، يعني افرض أنها ليست الممثل الوحيد، أي أنه لا يوجد ممثل للشعب الفلسطيني.
الجزائر حاولت وجمعت التنظيمات، واتفقت التنظيمات من أجل المصالحة، ومصر لديها العلم بكل التفاصيل وموافقة عليها، لأنه يهمني أولا وأخيرا أن مصر المكلفة أساسا بالمصالحة أن تكون بصورة ما جرى، فجرى كل هذا قبل القمة العربية، القمة انتهت منذ أسبوعين وسنعود لتطبيق ما اتفقنا عليه، وسنجلس لنطبق ما اتفقنا عليه، بالتأكيد هناك جهات هامة في العالم لا تريد لهذه المصالحة أن ترى النور.
أنا أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينات، لأنه بعد رابين جاء بيريز ثم جاء نتنياهو، واستلم أكثر من مرة، أصبح فيها رئيس وزراء، وتعاملت معه كثيرا، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلا لإسرائيل؟ يوجد مشكلة بيني وبين إسرائيل، إسرائيل تحتل أرضي وبلادي، مين رئيس وزرائها؟ نتنياهو. أنا مجبر أن أتعامل معه، وفي نفس الوقت أنا متمسك بمواقفي، يعني إذا هو مش مؤمن بالسلام أقول خلينا نلاقي حل آخر؟ لا.. لازم السلام ولا بد من السلام، والدليل على ذلك كثيرا من الأوقات أجبرناه للذهاب إلى أميركا لنقاش عملية السلام، لكن داخله وكل ما ظهر منه رجل لا يؤمن بالسلام، يؤمن أن يبقى الاحتلال إلى الأبد، وفي أميركا الآن كثير من الأميركيين لا يقبلون موقفه، وكثير من يهود أميركا، وهذا شيء جديد يقولون أن إسرائيل دولة تمييز عنصري، إضافة لذلك 90% من كنائس أميركا لا تؤمن بسياسة إسرائيل، وتعلن علنا أن هذه السياسة لن تؤدي إلى نتيجة، وهنا نعمل بالأسلوب التراكمي لفرض الرواية الفلسطينية، لأن الرواية الصهيونية سائدة في أميركا منذ مئات السنين، ونحاول أن ندخل الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الأميركي مباشرة.
والشعب الفلسطيني مدرك لهذه السياسة ويعرف تماما، ولا يوجد أوهام أن الحل سيكون غدا، لأننا تحت الاحتلال منذ 75 عاما، ونعرف أن إسرائيل من الصعب أن تخرج إلا بافلاس نظريتهم.
لدي ذكريات كثيرة.. حرب الـ48.. أنا خرجت من المنزل باتجاه الشرق. صفد إلى شمال بحيرة طبريا، وقلي أبي يلا، وكنت بالحارة سرنا، قلت له إلى أين قال لي لبرا رايحين، لا غيرت ولا البست ولا عملت شي، ثم التفت للخلف وأنا خارج من المدينة، وكأني أودعها فدمعت من حيث لا أدري واستمريت بالمشي، وصلنا نهر الأردن أو ما يسمى بالشريعة، وقطعناه ثم ذهبنا إلى سوريا، وعشنا في سوريا.
تاريخيا نحن هكذا، الجامعة الأمريكية في بيروت، في الثلاثينات من القرن الماضي كان 70% من طلابها فلسطينون و30% لبنانيون، هذا يؤكد أهمية التعليم عنا، شعبنا متمسك بالتعليم كثيرا.
دائمًا أعبر عما في نفسي وخاصة بالمنصات مؤخرًا، أنا في الأمم المتحدة تحدثت 50 دقيقة وهذا ممنوع، يجب أن نتحدث 15 دقيقة فقط، لكن لأول مرة قررت أن أتحدث 50 دقيقة لأعبر عن نفسي في كل شيء. حاولت أن أوصل رسالة للناس والعالم عن معاناتنا ملخصة في 6 صور، عن الأسرى وعن هدم البيوت، وعن الكفاح عن الأطفال الذين قتلوا في غزة مؤخرًا 67 طفلاً، بهذه الصور قررت أن أقدم معاني المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
يجب أن نستمر في قرع كل الأبواب ونلح في القرع، وأنا من النوع الملحّ، ولا أمِلّ في إعادة الطلب مرة واثنين وثلاث، لأني أعلم أنه أحيانا كثيرة يتم تجاهل طلبي، والدليل على ذلك الأمم المتحدة تجاهلتني أكثر من 70 سنة، ولا قرار نفذت لي، ومع ذلك ما بيأس، لا مكان لليأس عندنا. اقول دائماً إذا وصلت لمرحلة اليأس يجب أن أتخلى عن عملي، أما ما دام عندي بصيص من أمل صغير أو كبير أتمسك به.
95% من سفارتنا الـ120 ملك لنا، بمعنى ليست مستأجرة مبنية عمارات ملك لنا هي ومساكن السفير، يمكن في دول كثير عندها هذا الشيء كمان احنا عندنا هذا الأمر، وفي دول لا يوجد لديها ذلك، المباني الحكومية في فلسطين 95% ملك للدولة، وليست مستأجرة أو من الاوقاف، وهذا دليل أن الدولة ومكوناتها موجودة.
نحن نسعى إلى العضوية الدائمة في الأمم المتحدة، والوصول إلى محكمة العدل الدولية رغم الضغوط، ومن القضايا التي ذكرتها في خطابي في الأمم المتحدة العضوية الكاملة واعتراف دول العالم بنا.
سنستمر مهما كانت الضغوط التي نعيشها، مستمرون وبإلحاح ولا أملك التردد، نحن أصحاب قضية، وهذا كررته في الأمم المتحدة، نحافظ على ثوابتنا، نحافظ على قرارنا المستقل، ولن نتلقى تعليمات من أحد.
نحن تاريخيًا علاقتنا مع مصر علاقة جيدة، ونشعر أن مصر دافئة، الحضن الدافئ معنا، وعلاقتي مع الرئيس السيسي منذ أن جاء ممتازة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها