شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في جنين ومخيمها، اليوم الثلاثاء، في موكب جنائزي مهيب، جثمان الشهيد الفتى ضرار رياض الحج صالح "الكفريني" (17 عاما)، من مخيم جنين، والذي ارتقى متأثرا بإصابته برصاص الوحدات الخاصة خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، وجاب شوارع المدينة، وصولا إلى منزل عائلته في المخيم، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومنه إلى المسجد، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه.

وسار الموكب في مسيرة حاشدة باتجاه مقبرة الشهداء في المخيم، حيث ووري الثرى هناك، وسط ترديد الهتافات المنددة بالاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا، والمؤكدة على الوحدة الوطنية لمواجهة جرائم الاحتلال بحق أهالي جنين.

وحمّل والد الشهيد سلطات الاحتلال ووحداته "المستعربة" المسؤولية الكاملة عن عملية إعدام نجله ضرار، مؤكدا أن جنود الاحتلال منعوا طواقم الإسعاف من إنقاذ حياته وتركوه على الأرض.

وأضاف لـ "وفا" أن سلطات الاحتلال أعدمت نجله الأعزل بالرصاص المحرم دوليا، داعيا لتوفير الحماية لشعبنا.

وقال مدير مستشفى جنين وسام بكر لـ"وفا" إن الشهيد كفريني أصيب برصاصة في الكتف دخلت الصدر وانفجرت داخله ما أدى لاستشهاده على الفور، لافتا أن هذا النوع من الرصاص مثل الإبرة يتفجر وينتشر داخل الجسم.

يشار إلى أن قوات خاصة (مستعربين) برفقة جنود الاحتلال اقتحموا مخيم جنين قبيل منتصف الليلة الماضية، من جهات عدة برفقة جرافة عسكرية، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان، فيما كانت مروحية عسكرية تحلق في سماء المخيم، وسط إطلاق للرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، بكثافة، صوب الشبان ومنازل المواطنين، ونصب جنود الاحتلال الكمائن والقناصة على أسطح المنازل داخل وعلى أطراف مخيم جنين.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر بسام السعدي وهو أب لشهيدين شقيقين واعتدت عليه وعلى زوجته بالضرب المبرح ونهشت الكلاب جسده قبل اعتقاله واعتقال صهره الشاب أشرف، فيما تم نقل زوجته الى المستشفى.