وقع رئيس جامعة فلسطين التقنية (خضوري) نور الدين أبو الرب، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف مذكرة، بحضور محافظ طولكرم عصام أبو بكر، من أجل تعزيز التعاون بين الطرفين وبهدف النهوض بالواقع العملي والعلمي في فلسطين من دراسات وأبحاث وتقارير وإحصاءات تتعلق بالإعلام والمجالات المرتبطة به.
وثمن أبو الرب جهود الإعلام الرسمي في تسليط الضوء على جامعة الدولة (خضوري)، بإنجازاتها العلمية والأكاديمية على مختلف الأصعدة، وإيصالها للجمهور الفلسطيني والعربي، والقيادة الفلسطينية التي تشكل داعما رئيسا للجامعة، بالإضافة إلى التغطية المستمرة لانتهاكات الاحتلال المتواصلة للحرم الجامعي بالمقر الرئيس في طولكرم وفرعها في العروب، مشيدا بالنقلة النوعية التي شهدها الإعلام الرسمي، وتفوقه على العديد من المؤسسات الإعلامية، وأحدث ما يدلل على ذلك جائزة التميز العربي في الإعلام.
بدوره، أشاد الوزير عساف بالجهود المبذولة في الارتقاء بالجامعة، التي استطاعت أن تجعل من تاريخها العريق نقطة انطلاق لحاضر متميز ومستقبل واعد، ما أفرز تميز الجامعة وخريجيها على مستوى الوطن، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يفرضها الاحتلال بانتهاكاته المستمرة بحق الجامعة وطلبتها، مؤكدا أن من واجب الإعلام الفلسطيني تسليط الضوء على نجاحات الشعب الفلسطيني المتعلم والمثقف والمبتكر.
من جهته، عبر أبو بكر عن اعتزازه بالإعلام الرسمي ودوره المهم في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى دور جامعة خضوري ومكانتها كمكون رئيس من مكونات المجتمع الكرمي، مثمنا الجهود المبذولة من أجل توقيع اتفاقية التعاون وتنفيذها بما يخدم مصلحة الطرفين، ويحقق التكاملية بين مؤسستين تعدان من أهم المؤسسات الوطنية في فلسطين.
وتضمنت الاتفاقية عدة بنود تنص على تيسير التحاق الطلبة في المراكز التابعة للإعلام الرسمي لممارسة الجانب العملي التكميلي للخطة الدراسية، بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات حول القضايا برفع القدرات العلمية والعملية وبخصوصية في الثقافة الإعلامية، والخطاب الإعلامي، والأخلاقيات والقوانين والتشريعات الناظمة لذلك، واستيعاب الطلبة المبدعين والرياديين من قسم تكنولوجيا الإعلام للعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حسب الشواغر العملية المتوفرة.
وعلى هامش توقيع الاتفاقية، قدم المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف ندوة حول دور الإعلام الرسمي في فضح جرائم الاحتلال، حضرها طلبة قسم تكنولوجيا الإعلام والمهتمون من المجتمع المحلي وكادر الجامعة.
وتناول عساف دور الإعلام الفلسطيني وتطوره منذ نشأته الأولى بأول مطبعة في فلسطين عام 1830، والتي كان هدفها نشر المعرفة والثقافة وتوثيقها، مرورا بإصدار أول جريدة "القدس الشريف" عام 1876، وما تبعها من مئات الصحف منذ العهد العثماني والانتداب البريطاني، والتي عملت رغم التضييقات والقوانين الجائرة لمنعها من الاستمرار والعمل ومحاربتها، وما بعد عام 1948 كان هدف الاحتلال إلغاء الشعب الفلسطيني وطمس هويته، إلى ان جاءت الثورة الفلسطينية التي أعادت للشعب الفلسطيني هويته ووجوده ونجحت في إعادة تثبيت وجوده على الخارطة الجغرافية والتاريخية السياسية رغم كل المؤامرات.
وتحدث عن تأسيس إذاعة فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث برج الإذاعة المقام في حديقة الإرسال الذي كان مخصصا لإذاعة "هنا القدس"، وسعي الاحتلال إلى طمس هذه الحقائق من خلال قصف أبراجها عام 2002، التي تعتبر أكبر من عمر الاحتلال وهي شاهد على تاريخ ووجود وانجازات الشعب الفلسطيني.
وأكد عساف أن قيادة الثورة الفلسطينية كانت حريصة منذ اللحظة الأولى على الإعلام ووجوده، فقامت بتأسيس صحيفة "فلسطيننا" عام 1959 وهي كانت المؤشر الأول لإطلاق الثورة الفلسطينية، والناطق باسم الثورة المعاصرة، موضحا أن الإعلام الفلسطيني نجح في القيام بواجبه في فضح ممارسات الاحتلال وكشف جرائمه والتعبير عن الموقف الفلسطيني الذي كان يصل لكل مكان في العالم رغم التحدي الكبير في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية.
وتناول في محاضرته تطور الإعلام في عام 1994 عند عودة السلطة الوطنية إلى ارض الوطن وتأسيس منظومة الإعلام الرسمي الفلسطيني، وتم توحيد هذه المؤسسات عام 2016 التي تشكل مقومات الإعلام، وهي هيئة الإذاعة والتلفزيون والحياة الجديدة.
وأوضح أن هدف الإعلام الرسمي هو إيصال رسالة الشعب الفلسطيني، وتحت رؤية وشعار أن نوصل فلسطين إلى العالم وان نجلب العالم إلى فلسطين، وعملنا على هذا الموضوع وسعينا إلى تمكين مكاتبنا من أدوات العمل والنجاح في الضفة وغزة والخارج التي هي عبارة عن شبكات إعلامية كاملة، ونحن حريصون على التواجد بين أبناء شعبنا، ونحن أصحاب قضية عادلة وبالتالي يجب أن يسمع العالم ويرى ما يجري على الأرض الفلسطينية، ونجحنا في تحقيق هدف مهم سعى الاحتلال إلى تغيبه خلال سنوات الماضية أن نكون جسرا رابطا ما بين كل أبناء شعبنا في هذه المناطق، ونكاد نكون المؤسسة الوحيدة التي نجحت في الربط بين مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والداخل والشتات.
وتناول عساف تطور المنصات الرقمية مشيرا إلى أن لمؤسسات الإعلام الرسمي 25 منصة الكترونية ورقمية تصل لكل مكان في العالم، والبث بعدة لغات منها: هي العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والعبرية والعمل جارٍ على البث بلغات أخرى.
وقال: رغم كل التحديات التي تواجهنا من محاربة المحتوى والعقبات المادية نجحنا في الوصول للملايين من أبناء شعبنا والمؤيدين لقضيتنا في العالم، ليغدو الإعلام الرسمي جسرا لتواصل مكونات الشعب الفلسطيني كافة، ووسيلة لنقل همومه وآماله وتطلعاته بكل أمكان تواجده من جهة، وأداة لفضح جرائم الاحتلال أمام المجتمع الغربي من جهة أخرى الاحتلال الذي يدرك خطورة الاعلام الفلسطيني ويسعى إلى محاربته بكل الطرق.
وتطرق إلى العديد من الإجراءات التي يتبعها الإعلام الرسمي بالتشبيك والحراك مع العديد من الدول العربية لمعالجة العديد من القضايا التي تواجه الإعلام الفلسطيني بشكل عام، وفي المقدمة منها سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني وتقييده.
وفي ختام الزيارة تمت مرافقة الوفد الضيف في جولة ميدانية لاطلاعه على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الجامعة، إضافة إلى زيارة قسم تكنولوجيا تقنيات الإعلام ومرافقه
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها