تسارعت المفاوضات حول تشكيل الحكومة الإسرائيلية في "كتلة التغيير"، بين رئيس حزب "ييش عتيد" يائير لبيد، المكلف بتشكيل الحكومة، ورئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الذي يتوقع أن يتولى رئاستها في النصف الأول من ولايتها. في المقابل، يواصل حزب الليكود ضغوطه من أجل منع تشكيل حكومة كهذه، وإعادة التفويض بتشكيلها إلى الكنيست.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تشكيل حكومة كهذه لا يزال يواجه عقبات، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية. وحسب القناة 12 التلفزيونية، فإنه في حزب العمل فوجئوا من اقتراح يمنحه حقائب ليست رفيعة، وهدد قياديون فيه من عدم المشاركة في الحكومة، ولكنه سيدعمها من خارجها. كما أن حزب ميرتس يصر على الحصول على حقيبة التربية والتعليم.
يضاف إلى ذلك أن "يمينا" يطالب بتولي عضو كالنيست فيه أييليت شاكيد، وزارة القضاء، التي يطالب بها لنفسه رئيس حزب "تيكفا حداشا" غدعون ساعر.
وفي ظل المواجهات وأجواء التوتر في القدس المحتلة، واعتداء الشرطة على المصلين في المسجد الأقصى، وتعبير لبيد عن دعمه لقوات الشرطة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "كتلة التغيير"، وخاصة بينيت، سيجري محادثات مع رئيس القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية) منصور عباس، حول مطالب الأخير من أجل دعم حكومة كهذه، التي باتت "تدرك أن رفض الموحدة دعم حكومة بينيت – لبيد سيمنع تشكيلها" وفقا للقناة 12.
ويهدف لبيد وبينيت، وفقا لمقربين منهما، من تسريع المفاوضات الائتلافية إلى الإعلان عن تشكيلها في الأيام القريبة المقبلة، وربما بعد غد الثلاثاء. لكن يبدو أن هذا احتمال غير ممكن، على خلفية العقبات التي تشهدها المفاوضات.
وفي أعقاب جولة المفاوضات، في نهاية الأسبوع الماضي، نقلت وسائل إعلام عن بينيت، قوله إن تشكيل حكومة في كتلة التغيير "لم يكن خياري الأول. وذهبت بكل قوة مع نتنياهو منذ حصوله على التفويض، وهو فشل بتشكيل حكومة. ونقف الآن أمام خيارين، انتخابات خامسة أو محاولة صادقة لتشكيل حكومة واسعة. وأشدد على أن الحديث يدور عن محاولة. ورغم أن الأجواء جيدة، لكن الفجوات ليست بسيطة للجسر بينها".
وأضاف بينيت أنه يحن إلى اليمين. "هذه أيام ليست هينة. وأنا أعرف من أين جئت وإلى أين أذهب، وأنا عازم على استنفاد هذه المحاولة حتى النهاية، لكن هذا ليس هينا فيما الأشخاص الذين مضيت معهم طريقا طويلة ، وربيتهم سياسيا، يستخدمون ضدك كلمات قاسية وحتى أني لا أريد أن أكررها".
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن التخوف في "كتلة التغيير" هو فشل المفاوضات الائتلافية بسبب "اتساع التمرد في يمينا" أيضا، على خلفية استمرار الضغوط التي يمارسها نتنياهو وحزب الليكود على "يمينا" وأعضائه في الكنيست. وتظاهر ناشطون في الليكود وناخبون لـ"يمينا"، مساء أمس، أمام بيوت أعضاء الكنيست من "يمينا" أييليت شاكيد، نير أورباخ وعيديت سيلمان.
وفي حزب الليكود، اقترحت جهات مركزية على نتنياهو أن تتخذ سكرتارية الليكود قرارا واضحا يقضي بأنه إذا قرر بينيت أن يتراجع عن تشكيل حكومة في "كتلة التغيير"، سيحصل "يمينا" على سبعة أماكن في قائمة مرشحي الليكود ويكونوا بين الـ37 مرشحا عن الليكود.
وتعالى اقتراح في إحدى المجموعات في الليكود، مساء أول من أمس، وفقا لصحيفة "معاريف"، يقضي بأنه في حال فشل تشكيل حكومة في "كتلة التغيير"، ينبغي دراسة إمكانية أن يحاول مرشح عن الليكود، وليس نتنياهو، تشكيل حكومة. لكن نتنياهو رفض إمكانية كهذه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها