عقدت مؤسسة ياسر عرفات، الاجتماع الثالث عشر لمجلس أمنائها، عبر تقنية "زوم"، اليوم الأحد، بمشاركة غالبية أعضاء المجلس، الذي يضم 115 شخصية عربية وفلسطينية بارزة.

وقال رئيس مجلس أمناء المؤسسة، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في افتتاح الاجتماع إنه اجتماع مهم في إطار تبادل الفكر بين الشخصيات العربية، وتضاعفت أهميته حالياً في ظل غياب الاجتماعات عربياً بسبب جائحة كورونا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد اشتية: "يجب أن نعلن بكل ثقة أن شعبنا شعب ياسر عرفات، بقيادة الرئيس محمود عباس، عبر مأزقاً صعبا للغاية العام المنصرم، ولكن تجاوزنا هذا المأزق مع اصدقاؤنا الذين وقفوا مع الشرعية والقانون الدولي ووقفوا ضد الضم".

وتابع رئيس الوزراء: "لقد عبرنا خطط شرعنة الضم، وخطط إدارة دونالد ترمب، من أجل فرض تصفية القضية الفلسطينية بقرارات وخطط أحادية الجانب، ورفضنا القبول بحلول اقتصادية هزيلة بدل السياسية، أو مقايضة حق تقرير المصير بوعود غامضة مشروطة لدولة شكلّية وهمية مقطعة الأوصال، بدون سيادة".

وأضاف اشتية: "عبرنا عاماً صعباً للغاية تآزرت فيها جائحة كورونا التي ضربت كل العالم، بضغط غير مسبوق إسرائيلي أميركي، وتحريض ضدنا وصل كل دول العالم، بما فيها العربية، لتوقف دعمها السياسي، ومساعداتها الاقتصادية، ولتسهم في تدمير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)".

وأردف اشتية: "أناشد حكومات ودول وسياسيين تقبلت أو اضطرت لتقبل الضغط الأميركي أن تراجع موقفها، وأن تقف إلى جانب حركة التاريخ والمستقبل، فالتاريخ لن يخذل شعباً مصراً على الصمود مثل الشعب الفلسطيني".

واستطرد رئيس الوزراء: "يرتبط ياسر عرفات بوجدان الشعب الفلسطيني، برمزيته العالية، وخطابه المشبع بالتاريخ والحق، وأحد التحديات التي نمر بها حاليا، هي حرب الرواية، فعدا حرب الديموغرافيا، والجغرافيا، تشن علينا حرباً لإنكار الشعب الفلسطيني حق تقديم الحقائق التاريخية للعالم".

واستدرك اشتية: "لقد عبّرنا عن الموقف الفلسطيني الواضح في استمرار النضال إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس، ضمن إطار حل الدولتين، ونجدد دعوة المجتمع الدولي للاستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، ضمن مظلة الشرعية الدولية، والتعددية ولا سيما تحت مظلة الرباعية الدولية الموسعة لتشمل دول عربية ودول أخرى جديدة".

واختتم اشتية: "لعل أحد أهم محطات التجدد التي ننظر لها في الأسابيع المقبلة، هي محطة الانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، فهذه الانتخابات ستكون بوابة للخروج من الانقسام، وللتجديد في مؤسسات العمل الفلسطيني، وتعبئة الطاقات الفلسطينية على أرض الوطن وفي الشتات".

من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعم مؤسسة ياسر عرفات لما لها من مساهمات كبيرة ودور بارز في خدمة القضية الفلسطينية، والمجتمع الفلسطيني بمختلف شرائحه.

وأشار إلى أنه لا يكون هناك اجتماع خاص بالدول العربية إلا وتكون القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، وأن هناك إجماعا عربيا على القضية الفلسطينية وجوهر الحق الثابت فيها الدولة الفلسطينية، في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أبو الغيظ ضرورة أن تكون هناك يقظة كاملة من العرب جميعاً للدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وإعداد أنفسنا لمعركة دبلوماسية وسياسية لمواجهة دولية وعالمية لمحاولات تهميش هذه القضية.

وتابع أن خيار حل الدولتين لن يبقى مُتاحاً إلى الأبد أمام الإسرائيليين، محذرا من خطورة ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من اختراق أوساط دولية لتهميش القضية الفلسطينية.

وأثنى أبو الغيط على عمل مؤسسة ياسر عرفات التي تعكس أصالة النضال الفلسطيني ولما تقوم به من حفظ إرث الرئيس الراحل الزعيم ياسر عرفات ونقله للأجيال الجديدة.

وفي سياق آخر أكد السفير حمدي سند لوزة نائب وزير خارجية جمهورية مصر العربية في كلمته نيابة عن وزير الخارجية سامح شكري، أهمية الاجتماع السنوي لمجلس أمناء المؤسسة، مثمناً الدور الهام في تخليد وإحياء إرث الشهيد الراحل ياسر عرفات، وترسيخ الهوية الفلسطينية من خلال العديد من النشاطات التي تدعم الطفل والمرأة والشباب بشكل خاص.

وأكد استمرار الدعم المصري في توحيد البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء الإنقسام، رافضاً كافة المحاولات التي تسعى لتهميش القضية الفلسطينية.

وأكد الدعم الكامل للثوابت والمحددات التي تدعم مقترحات تسوية قائمة على المرجعيات القانونية الدولية، وهي الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، قدم رئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة عرضا لتقرير مجلس الإدارة للمؤسسة، الذي يتضمن تفاصيل عملها وفروعها ومتحفها خلال العامين 2019 و2020، ثم عُرض تقريرها المالي.

وتعقد مؤسسة ياسر عرفات الاجتماع الاعتيادي لمجلس أمنائها سنويا في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ويرأسه عمرو موسى، وينبثق عنه مجلس إدارة المؤسسة المكون من خمسة عشر عضوا من مجلس الأمناء، ويرأسه ناصر القدوة.

وتقرر عقد الدورة المقبلة كالمعتاد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة في نهاية شباط / فبراير 2022.