تحت هذا العنوان نشر جدعون ليفي الكاتب بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا استعرض فيه تفاصيل حادث إطلاق جنود إسرائيليين النار على شاب فلسطيني حاول منعهم من سرقة مولد كهرباء تابع له.
وفي إشارة إلى الحادث الذي وقع في أول أيام العام الجديد، كتب ليفي أن عملية سطو مسلح تحولت إلى محاولة اغتيال في قرية ركيز النائية في تلال الخليل الجنوبية، حيث حاول اللصوص المسلحون -الجيش الإسرائيلي- الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا، سرقة مولد كهربائي في وضح النهار وأمام الجميع.
وأثناء السرقة، حاول اللصوص تحميل المولد إلى سيارتهم الجيب العسكري بينما حاول أصحابه الشرعيون، وهم ثلاثة رعاة مدنيون غير مسلحين، إنقاذ ممتلكاتهم بأيديهم، خاصة وأن "المولد هو شريان الحياة لهؤلاء الرعاة، الذين حرموا من شبكة الكهرباء أو شبكة المياه في قريتهم، فقاتلوا من أجله بقواهم الضئيلة".
استمر المشهد بضع دقائق، إذ حاول اللصوص المسلحون تحميل المولد، فيما حاول الرعاة إعادته، ثم حدثت نقطة تحول في عملية السطو المسلح عندما فقد أحد اللصوص صبره. وماذا يفعل السارق المسلح الذي يفقد صبره؟ يطلق النار بالذخيرة الحية لوضع حد للقصة.
هارون أبو عرام (24 عاما)، الذي كان يقاتل أولئك الذين حاولوا السطو على ممتلكاته، سقط على الأرض. وأطلق السارق النار من مسافة حوالي مترين إلى حلقه. ونقل أبو عرام في حالة حرجة إلى مستشفى في بلدة يطا.
الجنود الذين وقفوا على مسافة صفر من ضحيتهم لم يروا أنه أصيب برصاصة، ولم يروا أنه سقط على الأرض وهو يحتضر.
وتابع الكاتب: "كانوا بالطبع جنودا في الجيش الإسرائيلي. وعندما يذهب الجنود في إجازة، سيخبرون بكل فخر عن مغامراتهم: السطو المسلح والشروع في القتل".
وهناك متحدث باسم "الجيش الإسرائيلي" سيغطي، ويبرئ، ويكذب أيضا عند الضرورة. وقد تحدث إعلان الناطق هذه المرة عن "اضطرابات عنيفة شارك فيها حوالي 150 فلسطينيا"، فيما يظهر مقطع الفيديو الذي يوثق السرقة، ثلاثة رعاة يقفون بأيديهم العارية أمام خمسة جنود مسلحين ويحاولون استعادة مولدهم.
واختتم ليفي مقاله بالقول إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شريك في الجريمة، عندما قام بتبييضها، يعلم الجنود أنه لم يحدث شيء رهيب. ويمكنهم الوثوق بالمراسلين العسكريين الذين لن يثيروا ضجة حول هذا الأمر أيضا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها