عادت منصة يوتيوب التابعة لشركة جوجل إلى استخدام المشرفين البشريين لفحص المحتوى الضار بعد أن أثبتت أنظمتها الآلية التي اعتمدت عليها أثناء الإغلاق حماستها المفرطة للرقابة على منصة الفيديو.
ومنحت يوتيوب أنظمته الآلية قدرًا أكبر من الاستقلالية لمنع المستخدمين من رؤية كلام يحض على الكراهية أو العنف أو غيره من أشكال المحتوى الضار أو المعلومات المضللة.
وجاء ذلك بعد أن تسبب وباء كورونا بجعل الجزء الأكبر من فريق مشرفي يوتيوب المكون من 10000 فرد غير قادر على العمل.
وقال نيل موهان (Neal Mohan)، كبير مسؤولي المنتجات في يوتيوب، لصحيفة فاينانشيال تايمز: إن إحدى نتائج تقليل الرقابة البشرية تمثلت في قفزة في عدد مقاطع الفيديو التي تمت إزالتها، من ضمنها نسبة كبرى لم تخالف أي قواعد.
وتمت إزالة ما يقرب من 11 مليونًا في الربع الثاني – الفترة الممتدة بين شهري أبريل ويونيو – أي ضعف المعدل المعتاد.
وتم إلغاء نسبة كبرى من قرارات الإزالة التي نفذتها الأنظمة الآلية عند الاستئناف، وتمت إعادة نحو 160 ألف مقطع فيديو، أي نصف العدد الإجمالي للطلبات، مقارنة بأقل من 25 في المئة في الأرباع السابقة.
ويسلط الإقرار الضوء على العلاقة الحاسمة بين المشرفين البشريين وأنظمة الذكاء الاصطناعي، الذين يقومون بفحص المواد المرسلة إلى المنصة الكبرى على الإنترنت لمقاطع الفيديو.
وتعرضت شركات التواصل الاجتماعي لضغوط متزايدة لمراقبة منصاتها بشكل أفضل بحثًا عن المحتوى السام وسط الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة للعنصرية وحملة انتخابية أمريكية مستقطبة.
وتعمل يوتيوب وفيسبوك وتويتر على تحديث سياساتهم وتقنياتهم لوقف المد المتزايد من المعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات، ولمنع جماعات الكراهية من إثارة التوترات العرقية والتحريض على العنف.
ويؤدي عدم القيام بذلك إلى المخاطرة بخسارة المعلنين، حيث تعرضت فيسبوك لحملة مقاطعة إعلانية في شهر يوليو شاركت فيها العديد من العلامات التجارية، وتوسعت هذه الحملة لاحقًا لتشمل يوتيوب.
وتطرح يوتيوب هذا الأسبوع ميزة التحقق من الحقائق في المملكة المتحدة وألمانيا كجزء من جهودها لمعالجة المعلومات الخطأ.
وقال موهان: إن السرعة التي يمكن أن تعمل بها الأنظمة الآلية لمعالجة المحتوى الضار لا تقدر بثمن، حيث تمكنت من إزالة أكثر من 50 في المئة من مقطع الفيديو المحذوفة بدون مشاهدة واحدة، كما أزالت أكثر من 80 في المئة بأقل من 10 مشاهدات.
المصدر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها