شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا، مساء اليوم الإثنين، في المهرجان الوطني في أريحا، رفضا لخطة الضم الإسرائيلية، بحضور دولي واسع.

ويشارك في المهرجان، اعضاء اللجنتين التفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، ورئيس الوزراء محمد اشتية، ووزراء، وقادة الفصائل، وعشرات الشخصيات الوطنية والاعتبارية، إضافة الى ممثلين عن المجتمع الدولي، وعلى رأسهم مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف، وممثل الاتحاد الاوروبي، وقناصل الدول الاجنبية بمن فيهم القنصل البريطاني العام، والسفير الصيني، والسفير الاردني، حيث يلقي كل منهم كلمة تؤكد موقف بلاده الرافض لخطة الضم.

ميلادينوف من مهرجان أريحا: خطة "الضم" ضد القانون الدولي وستقضي على حلم إقامة الدولة الفلسطينية

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، إن خطة الضم الإسرائيلية، ضد القانون الدولي وستقضي على حلم السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

ودعا ميلادينوف، المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك وبذل كل ما هو متاح لإنقاذ عملية السلام عبر مفاوضات تفضي لاقامة الدولة الفلسطينية.

وقال: المجتمع الدولي عمل خلال 25 عاما من اجل إقامة الدولة الفلسطينية، التي أسس لها ياسر عرفات، داعيا الى ضرورة الاستمرار في العمل حتى تحقيق الهدف العادل لإقامة الدولة الفلسطينية.

وشدد ميلادينوف على ضرورة تحقيق الوحدة التي يستحقها الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس الشرقية.

وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، استهل كلمته بدعوة المشاركين إلى الوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد اياد الحلاق، الذي اعدمته قوات الاحتلال مؤخرا في القدس، وقال: "الشهيد الحلاق يذكرنا باهمية تحقيق السلام".

ممثل الاتحاد الأوروبي: أي ضم إسرائيلي لن يمر دون رد

قال ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف إن موقفنا واضح ونعتبر أن الضم من جانب واحد يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

وأضاف: "لقد أكدنا أكثر من مرة أننا لن نعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الجانبان.

وتابع: تماشياً مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة - نحن لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة منذ عام 1967. سنراقب عن كثب الوضع الحالي وآثاره الأوسع نطاقا، وسنتصرف وفقا لذلك.

وأكد أن من شأن الضم من جانب واحد أن يتسبب في إلحاق ضرر حقيقي ربما لا يمكن إصلاحه بآفاق الوصول الى حل الدولتين عن طريق المفاوضات، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم حل الدولتين، القائم على المعايير الدولية وعلى حدود عام 1967، حتى الوصول الى دولة فلسطين المستقلة والديمقراطية والمتصلة والقابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل مع اسرائيل وكل جيرانها وفق ما هو محدد في بيان مجلس وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي الصادر في تموز2014.

ولفت إلى أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي حث إسرائيل بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي قرار أحادي من شأنه أن يؤدي إلى ضم أي أجزاء إضافية من الأرض الفلسطينية المحتلة، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم استئناف عملية مفاوضات جدية نحو حل الدولتين.

وأضاف: "هذا هو السبيل الواقعي الوحيد والقابل للتطبيق لتحقيق التطلعات المشروعة لكلا الشعبين...كما قلنا دائما، الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لنصل الى دولة فلسطينية حرة مستقلة ديمقراطية تعيش في امن وسلام  مع جيرانها".

وتابع: "لبناء سلام عادل ودائم، يجب البت في مسائل الوضع النهائي التي لم تحل بعد من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وهذا يشمل على وجه الخصوص المسائل المتعلقة بالحدود، والقدس، واللاجئين، والأمن."

وأكد أنه "من منظور الاتحاد الأوروبي، سيكون للضم حتما عواقب على علاقتنا الحالية مع إسرائيل"، قائلًا إن "للاتحاد الأوروبي التزاماته ومسؤولياته بموجب القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي، وكما قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي: أي خطوات يتم اتخاذها نحو الضم لن تمر دون مواجهة".

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات دبلوماسية هامة مع جميع الأطراف ذات العلاقة والجهات الفاعلة ذات الصلة لتجنب الضم قبل فوات الأوان، لافتا إلى أن الاتحاد سيواصل العمل مع الأطراف والمجتمع الدولي لدعم رؤية تحقيق حل الدولتين من خلال المفاوضات على أساس المعايير الدولية.

وقال إن "الاحتلال المستمر منذ أكثر من 50 عاما للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة. وحتى بدون الضم، سيظل الفلسطينيون يجدون أنفسهم يعيشون تحت احتلال مستمر ومطول. فالمستوطنات غير القانونية تتوسع ويواجه الفلسطينيون في المنطقة (ج) هدم منازلهم وتشريدهم يوميا. الهوية الفلسطينية للقدس الشرقية مهددة وغزة مقطوعة عن العالم بعد 13 عاما من الإغلاق. ويبدو أن الثقة والأمل آخذان بالتلاشي".

وطالب الحكومة الإسرائيلية بالامتثال الكامل للقانون الدولي، وإنهاء جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإجراءات المتخذة في هذا السياق، مثل عمليات الهدم والمصادرة - بما في ذلك المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي - وعمليات الإخلاء والنقل القسري والقيود المفروضة على التنقل.

وأضاف: "سنواصل القول بوضوح أن النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة يَقطع التواصل الجغرافي والإقليمي بين القدس الشرقية وأجزاء أخرى من الضفة الغربية، ويعزل المجتمعات الفلسطينية التي تعيش في هذه المناطق، ويعرض للخطر إمكانية أن تكون القدس عاصمة مستقبلية للدولتين".

السفير الروسي: ندعم مفاوضات بوصاية الامم المتحدة وقائمة على قراراتها ومبادرة السلام العربية

قال سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين غوتشا بواتشيدزه،  إن "الضم" سيقوض عملية السلام، وتنفيذه سيحول دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف السفير الروسي، "اجتمعنا اليوم لنلفت نظر العالم حول ما اعلنت عنه اسرائيل حول نيتها ضم اجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة على اراض في الاغوار.

وأكد أن الوضع يتطلب الاستئناف العاجل للمفاوضات بوصاية الامم المتحدة للوصول الى اتفاق شامل قائم على قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية.

السفير الصيني: ندعم حلا عادلا للقضية الفلسطينية يقوم على أساس مبدأ الدولتين والمبادرة العربية

قال السفير الصيني لدى دولة فلسطين قواه وي، إن السلام والأمن في الشرق الأوسط أمران لا يتعلقان بالمصالح الجذرية لدول المنطقة فحسب، بل في الاستقرار والتنمية في العالم بأسره.

وأكد السفير الصيني، أن بلاده تقف دوما إلى جانب الحق في حفظ السلام والأمن في المنطقة، موضحا أن الأوضاع في الشرق الأوسط تمر حاليا بتغيرات معقدة ويواجه تحديات أمنية مختلفة.

ولفت إلى أن الصين تعمل على تعزيز التواصل والتنسيق مع دول المنطقة وتبذل جهودا دؤوبة لتحقيق الأمن والأمان الازدهار والتنمية في الشرق الأوسط.

وشدد وي على دعم الصين المتواصل لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، متطرقا إلى رؤية الرئيس الصيني ودعمه الثابت لضرورة إخراج مفاوضات السلام من الجمود بأسرع وقت ممكن، واستئنافها على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

وأكد تمسك الصين بحل الدولتين وحل الخلافات عبر التفاوض العادل والمتساوي، وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام واستنادا للتوافق الدولي، مشيرا إلى أن الصين بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

السفير الياباني: خطة الضم تحطم فرص تحقيق حل الدولتين ما يشكل تهديدا للإقليم

قال ممثل اليابان لدى دولة فلسطين السفير ماسايوكي ماجوشي، إن بلاده قلقة بشأن الخطة الاسرائيلية احادية الجانب لضم اجزاء من الضفة، وإن تطبيقها يحطم إمكانية بناء الثقة وفرص تحقيق حل الدولتين، الامر الذي يشكل تهديدا للإقليم.

واضاف ماجوشي، ان الخطوات احادية الجانب لها اثر سلبي على الجهود الدولية، مشيرا الى ضرورة العمل سويا كما تم العمل لمواجهة وباء كورونا.

وأعرب عن أمله بألا تضع إسرائيل حائطا امام عملية السلام بتنفيذ الضم، مؤكدا أن اليابان مستعدة ان يكون لها دور جدي ضمن جهود المجتمع الدولي، وأنها ستبذل كل ما هو ممكن من أجل دعم فلسطين وشعبها الصديق.

وأشار الى أن اليابان ستستمر في جهودها من أجل خلق بيئة مناسبة من اجل السلام كمبادرة التنمية والازدهار.

سفير الأردن: الضم سيكون له انعكاسات على العلاقات مع الأردن ومنعه حماية للسلام

وأكد سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة فلسطين محمد أبو وندي، إن إقدام إسرائيل على الضم يعني أنها اختارت الصراع بدل السلام، وأنها ستتحمل تبعات هذا القرار وحدها، ليس على صعيد علاقاتها مع الأردن فقط، بل على جهودنا جميعا في المنطقة والمجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل والشامل.

وقال السفير الأردني، "منع الضم هو حماية للسلام في المنطقة"، مؤكدًا أن الأردن عمل وسيعمل مع كافة الأطراف المعنية لمنع الضم والعودة إلى مفاوضات عادلة وشاملة لتحقيق السلام.

وأضاف ان "المملكة ترى أن خطوة الضم الإسرائيلية ستقوّض كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل وستكون لها انعكاسات على العلاقات مع الأردن وعلى كل مسعى لتحقيق السلام".

وتابع: "نرفض رفضا قاطعا أي قرار إسرائيلي بضم أراض فلسطينية محتلة، لأن ذلك يشكّل خرقا للقانون الدولي وتهديدا لأمن المنطقة وازدهارها ومستقبل أجيالها، ولا يمكن أن يمر مثل هذا القرار دون رد".

وأكد أن الأردن سيتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية مصالحة الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية وحقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للمرجعيات الدولية.

وشدد على أن "القضية الفلسطينية ستبقى قضية الأردن المركزية الأولى، وستواصل المملكة القيام بكل جهد ممكن لإسناد أشقائنا لتحقيق السلام العادل والشامل"، مشيرًا إلى أن إقدام إسرائيل على ضم أراض هو خطر سيقتل حل الدولتين وسينسف كل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وسيحرم المنطقة من أن تنعم بالسلام والأمن.

بركة: هناك اجماع دولي على رفض قرار الضم

قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي الـ 48 محمد بركة، إن الحضور الكبير من ممثلين عن مختلف دول العالم لهذا المهرجان يؤكد أن هناك رفض واسع ضد قرار الضم، ونشعر بفخر واعتزاز على هذا التأييد للحقوق الثابتة"، مشددا على أنه لا يمكن لأي قوة أن تقف ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تشريد أبناء شعبنا من أراضيهم وتدمر بيوتهم باعتبارها دولة فوق القانون، لكن شعبنا سيبقى صامد على أرضه ولن يتنازل عن حقوقه، آملا أن يكون هناك حساب لإسرائيل على ما ترتكبه من جرائم بحق أبناء شعبنا.

وشدد بركة على أن القيادة الفلسطينية تتعرض للعديد من الضغوط والتهديدات للعدول عن قراراتها ومواقفها، لكنها صامدة ولن تغير موقفها حتى تلتزم إسرائيل بكافة القرارات والمعاهدات.

والدة الشهيد إياد الحلاق تطالب المجتمع الدولي بإنهاء الظلم الواقع على شعبنا

وقالت والدة الشهيد إياد الحلاق، الشهيد المصاب بالتوحد، إن قوات الاحتلال أعدمت ابنها بدم بارد، مشيرةً إلى أنه كان يبحث عن حياة حرة كريمة لكن جنود الاحتلال الذين يستبيحون مدينة القدس بسلاحهم وغطرستهم أنهوا حياته برصاصهم.

واستذكرت شهداء شعبنا جميعا، ومنهم محمد أبو خضير وعائلة دوابشة ومحمد الدرة ورزان النجار وفادي أبو صلاح.

وأضافت: "لا بد أن نتخلص من كل الظلم الذي يعيشه شعبنا جراء الاحتلال وارهابه وعنصريته من أجل أن يحظى شعبنا وأرضه وعاصمته القدس بالسلام".

وطالبت المجتمع الدولي بلجم الغطرسة الاسرائيلية وكبح جرائم إسرائيل بحق شعبنا، ومحاكمة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية لتهديدهم مصير البشرية بالعنف والإرهاب، مناشدةً العالم الوقوف إلى جانب تحقيق سلام عادل وشامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

وأكدت أن شعبنا ورغم الظلم الذي يرتكب بحق لا يزال يتمسك بخيار السلام وفقا لقرارات الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية واستنادا للقانون الدولي.

وشددت على رفض شعبنا بكافة أطيافه لمشروع الضم الاستعماري الإسرائيلي الخطير، مؤكدةً أن شعبنا لن يساوم على دماء شهدائه ومعاناة أسراه ولن يتنازل عن حقوقه المشروعة ولن يقبل بضم شبر واحد من أرض فلسطين.

ودعت أبناء شعبنا للوقوف وقفة واحدة موحدة خلف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مؤكدةً أنه بوحدتنا نسقط مشروع الضم الاستيطاني ونمضي في طريق الحرية والاستقلال.

واعتلى الطفل أحمد دوابشة المنصة وردد "عاشت عاشت فلسطين".

والطفل دوابشة الناجي الوحيد من الجريمة البشعة التي نفذها مستوطنون بتاريخ  31/7/2015 في قرية دوما جنوب نابلس، والمتمثلة بإحراق منزل عائلة سعد دوابشة، وراح ضحيتها الأب سعد (32 عاما)، والأم ريهام (27 عاما)، والطفل الرضيع علي (18 شهرا)، وأصيب أحمد وقتها بجروح وحروق بالغة.

عريقات: المجتمع الدولي وجه رسالة لنتنياهو أننا في مواجهتك بصوت واحد رافض للضم

من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن المجتمع الدولي جاء إلينا اليوم وتحدث إلينا وأوصل رسالة لنتنياهو بأننا في مواجهتك بصوت واحد رافض للضم الذي يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والذي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وأعرب عريقات عن أمله بأن تصل رسالة وقضية عائلات الشهداء الحلاق ودوابشة وأبو خضير، إلى الجنائية الدولية.

وأكد أنه لا فرق بين فلسطيني يعيش في أي دولة في العالم وفي أي مدينة في فلسطين، إلا بمقدار الخدمات التي يقدمها لأبناء شعبه، مشددا على أن فلسطين مع السلام ومع إنهاء الاحتلال.