اقتحم جنود تابعون للواء "غولاني" منزلا سوريًا، قبل أكثر من عام، وقتلوا أفرادًا فيه دون أن يشكّلوا خطرًا على الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، ودون أن يأخذ الجنود إذنًا من قيادتهم، أو مجرّد إخبارها بالحادثة قبل وقوعها، بحسب ما أفاد تحقيق صحافي نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم، الخميس.

 

ووفقًا للتحقيق، فإنّ سرية تابعة للواء "غولاني" بقيادة قائد الوحدة العسكرية، غاي إلياهو، كانت تنفّذ دوريّة روتينيّة قرب خطّ وقف إطلاق النار في الجولان المحتلّ، "إلا أنه في مرحلة معيّنة، قرّر إلياهو وطاقمه أنهم يريدون الوصول إلى المنزل خلف الحدود"، بحسب ما نقلت الصحيفة عن جندي خدم في جيش الاحتلال في هذه الفترة، أكمل بالقول "ووصل (إلياهو) مع مقاتليه إلى المبنى".

وتابع التقرير أن إلياهو توجّه إلى باب المبنى مع عدد من الجنود، فيما بقي الآخرون عند الجدار الخارجي. وتنقل الصحيفة عن مصادرها أنّ "إلياهو طرق الباب صارخًا بالعربية ’افتح الباب’.. وفي اللحظة ذاتها انطلقت دفعات نارية من داخل المنزل، من الطرف الآخر للباب".

وتنقل الصحيفة عن أحد المصادر أن سكان المنزل لم يكن لديهم أيّ سبب للاعتقاد أن من يقف خلف الباب جنود إسرائيليّون.

وتابع أحد المصادر للصحيفة أنّ "القوّة (الإسرائيليّة) بدأت بإطلاق النار إلى داخل المنزل، وقتلوا اثنين أو ثلاثة من الأشخاص الذين تواجدوا فيه"، وبعد ذلك "خرج الجنود ركضًا إلى داخل إسرائيل. وفقط هناك أبلغوا عن الاشتباك وأنهم تعرّضوا لإطلاق نار".

وبعد وصولهم والإبلاغ عن الاشتباك، وفق مصادر الصحيفة، "استدعيت قوّة دبابات من الكتيبة 777 مدرّعات، وطلبت الحصول على موافقة للقصف على داخل المنزل، إلا أنهم لم يحصلوا عليها"، وبعد ذلك الحين، "اتضح (للجيش الإسرائيلي) أن أفراد المنزل قتلوا في الدفعة النارية الأولى عند مدخل المنزل"، وحسم أحد المطّلعين على الحادثة، للصحيفة، أنّ "الموجودين في المنزل لم يكونوا إرهابيين.. لو لم يجرِ تفعيل الطاقم لما حدث هذا، ولبقيوا أحياء".

وكشف التحقيق أن المجموعة التي نفذّت الاقتحام وجريمة القتل معروفة في كتيبة "غولاني" باسم "طاقم إلياهو"، وهي بحسب الصحيفة "مجموعة من الجنود تتبلور حول قائدها غاي إلياهو، واكتسبت سمعة أنها طاقم مستقلّ لا يشعر بأي التزام تجاه الإجراءات العمليّاتيّة".

 

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن القيادة المسؤولة عن "غولاني" عرفت عمّا حدث بعد عودة المجموعة إلى داخل الجولان المحتلّ، وأنّ الحادثة كان من الممكن أن تنتهي "بجنود مخطوفين أو جثث مقاتلين في لبنان أو طهران".

 

ورغم ذلك، وبعد أن عاد الطاقم إلى الوحدة لم يُتّخذ أي إجراء ضدّهم، ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلّع أنه "تقرّر إسكات هذا الموضوع. وحتى الآن أشخاص كثيرون هذا اللواء مهمّ بالنسبة لهم لا يعرفون ما سبب ذلك".

 

وقام نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، لاحقًا، بإجراء تحقيق حول الموضوع مع ضباط من قيادة الجبهة الشمالية وأجسام أخرى في قيادة الأركان وضباط في لواء "غولاني" والكتيبة التي أجرت الجولة، إلا أنها تركّزت في ما حدث بعد إطلاق النار، لا الظروف التي أدّت إليه.