يقدّر باحثون إسرائيليون، بالاستناد إلى عينة مصلية هي الأولى من نوعها في البلاد، أن قرابة 2.5% من السكان أصيبوا بعدوى فيروس كورونا المستجد، ما يعني أن نحو 200 ألف شخص أصيب بالفيروس، أي أكثر بعشر مرات من عدد المرضى المؤكدين بموجب بيانات وزارة الصحة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.
وأشار الباحثون إلى أنَّ الغالبية العظمى منهم لم يطوروا أعراضا للإصابة بالفيروس، لكن مضادات الفيروس موجودة في دمهم، ولذلك فإن الاستنتاج هو أنهم أصيبوا بعدوى الفيروس.
وأجرى هذا الإحصاء طاقم العناية بالأوبئة في وزارة الصحة الإسرائيلية، برئاسة البروفيسور داني كوهين، من مدرسة الصحة العامة في جامعة تل أبيب، وبمشاركة المركز الوطني لمراقبة الأمراض وخدمات فحوصات الدم التابعة لخدمة الإسعاف الأولي "نجمة داود الحمراء".
وجمع الباحثون قرابة 1700 عينة دم من مواطنين وأجروا عليها فحوصات مصلية، أي أنهم بحثوا عن مضادات للضيروس في هذه العينات. ووُصف مخزون عينات الدم أنه عينة تمثل الجمهور من حيث السن، الجنس والانتشار الجغرافي. وجاء قسم من العينات من متبرعين أصحاء، إلى جانب جمع عينات دم بشكل عفوي من منظومة المراقبة الدائمة في مركز مراقبة الأمراض.
وحسب الباحثين، فإن نسبة مصداقية العينة المصلية هي 95% - 98%، وتم العثور خلال الأبحاث على مضادات من نوع IgG، وهي مضادات تظهر بعد أسبوع أو أسبوعين من الإصابة بالفيروس. وفي فيروسات أخرى، يرتبط هذا النوع من المضادات بذاكرة التطعيم ولديها قدرة دفاعية. ورغم ذلك، فإنه بكل ما يتعلق بكورونا لا يزال من غير الواضح أي مستوى من الحماية توفر هذه المضادات ولأي مدة.
ونقلت الصحيفة عن كوهين قوله إن "المعطيات التي ظهرت من الإحصاء تشبه بشكل عام المعلومات والإحصاءات التي رأيناها في أماكن أخرى. وعلى سبيل المثال، رأينا أن نسبة انكشاف الرجال (للفيروس) أعلى من النساء. فقد كانت نسبة انتقال العدوى للنساء 1.2% لدى النساء مقابل 2.6% لدى الرجال".
كذلك تبيّن من الإحصاء أن أوسع انتشار للإصابة بالفيروس هي في سن 40 – 59 عامًا، حيث وصلت نسبة الإصابة بالفيروس إلى 3.6% بين هذه الفئة العمرية. ونسبة الإصابة بالفيروس بين الأعمار 0 – 19 عاما هي 0.8%.
وأضافت الصحيفة أنٍ حجم العينة، وكذلك مدى الحساسية للفحص، قادت الباحثين إلى الاستنتاج أن حجم الإصابة بالفيروس هو ما 2% إلى 3% من السكان، أي أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في إسرائيل يتراوح ما بين 180 ألفا إلى 270 ألفًا. واستنتج الباحثون، إصافة إلى أنَّ عدد المصابين بالفيروس أعلى بكثير مما هو معروف، أنه في غالبية الحالات لا تتميز الإصابة بالفيروس بظهور أعراض مرضية. لكن رغم ذلك، فإن إسرائيل ما زالت بعيدة عن مفعول حصانة القطيع، التي تتطلب إصابة بالفيروس بنسبة 60% على الأقل.
وقالت البروفيسور ليطال كينان – بوكير، من مركز مراقبة الأمراض، إن "هذا البحث الأول في إسرائيل الذي يوفر معلومات حول إصابة السكان بشكل عام بالفيروس. ويظهر من المعلومات أنّع مقابل أي مريض معروف يوجد ما بين 10 إلى 15 مريضًا لم يتم تشخيصهم. وثمة أهمية لفحص ذلك من خلال عينات أخرى بين السكان، لأن هذه معلومات لم تكن متوفرة حتى الآن في مواجهة المرض".
وفي بحث آخر جرى مؤخرا في جامعة تل أبيب بالاستناد إلى رصد جينات الفيروس، قدر الباحثون بالاستناد إلى التغيرات الجينية للفيروس أثناء انتشاره، أن نسبة الإصابة في إسرائيل هي 1% في الحد الأقصى، وأن عدد المرضى المؤكدين يشمل معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في البلاد. وقال تقرير للطاقم الذي يقدم الاستشارة لمجلس الأمن القومي إن عدد المصابين المؤكدين بالفيروس يشكل 80% تقريبًا من مجمل المصابين بالفيروس.
ويتوقع أن يبدأ في الأيام القريبة المقبلة إجراء إحصاء مصلي قطري كبير، سيتم خلاله فحص 150 – 200 ألف مواطن بواسطة صناديق المرضى. كما يتوقع بدء إحصاء معمق أكثر في مدينة بني براك، من أجل معرفة انتشار الفيروس في مناطق مكتظة بالسكان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها