بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره ننعى إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وإلى أُمَّتينا العربية والإسلامية المناضل الوطني الكبير الشهيد أحمد عبد الرحمن الذي وافته المنيَّة في مدينة رام الله، مساء اليوم الاثنين ٢-١٢-٢٠١٩، عن عمر يناهز 76 عامًا.
إنَّنا في هذه المناسبة الأليمة نقفُ وقفةَ إجلال وتقدير عالٍ لهذا القائد الوطني الكبير الذي ترجَّل إلى العُلى شهيدًا، بعد مسيرة نضالية وكفاحية حافلة بالتضحية والعطاء دفاعًا عن حقوق شعبنا وثوابتنا الوطنية. فقد كان الشهيد من الروّاد الأوائل لحركة "فتح"، وتولّى العديد من المسؤوليات الوطنية، وشغل مهمات ومواقع متقدّمة عدّة في العمل السياسي والتنظيمي، فكان مستشارًا لسيادة الرئيس محمود عبّاس لشؤون منظمة التحرير الفلسطينية، وعضوًا في المجلس المركزي، وعضوًا في المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، ومستشارًا للرئيس الشهيد ياسر عرفات، وهو أول أمين عام لمجلس الوزراء.
نحنُ اليوم بخسارة المناضل عبد الرحمن نفقدُ قامةً فكريّة وسياسيّةً، وأحد أعمدة إعلام الثورة الفلسطينية، فقد كان الراحل الكبير من مؤسّسي الإعلام الموحّد مع الشهيد ماجد أبو شرار، ومن مؤسّسي إذاعة صوت فلسطين، وترأّس تحرير مجلّة فلسطين الثورة، وكان ناطقًا بِاسم حركة "فتح"، إلى جانب عضويّته في الأمانة العامة للاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وإصداره عدة مؤلّفات، منها: "عشتُ في زمن عرفات"، وفوزه بجائزة الدولة لعام 2015، وكتابه الأخير بعنوان: "عرفات".
وإذ نتقدَّم بأحرّ وأصدق مشاعر المواساة الأخوية والنضالية إلى أسرة الفقيد الكبير، وإلى أحبّته ورفاق دربه، راجين الله أن يتغمَّده بواسع رحمته ويُسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصِّدّيقين وحسن أولئك رفيقًا، نُجدِّد العهد له ولسائر شهدائنا الأبرار بمواصلة المسيرة التي عبّدوها بدمائهم وتضحياتهم حتّى نيل الحقوق الوطنية المشروعة، وتحقيق أهداف شعبنا في الحُرّيّة والاستقلال الوطني الكامل بإقامة دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر
إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان
2-12-2019
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها