رعاية سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وتحت عنوان "مؤتمر الشهيد القائد أحمد عرفات القدوة (الحاج مطلق)"، عقدت جمعية الكشّافة الفلسطينية في لبنان والمجلس الأعلى للشباب والرياضة المؤتمر الكشفي العام الرابع في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين، اليوم الأحد ١٣-١٠-٢٠١٩، الموافق ١٤ صفر من العام الهجري ١٤٤١.
وحضر الافتتاح إلى جانب سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، ومدير الإدارة العامة للكشّافة والمرشدات في المجلس الأعلى للشباب والرياضة أسامة أبو كرش، ونائب رئيس جمعية الكشّافة الفلسطينية محمد جميل سوالمة، ورئيس اتحاد كشّافة لبنان يوسف خداج، ونائب الأمين العام لجمعية روّاد الكشاف العربي في لبنان فادي زين العابدين على رأس وفد، ووفد الكشّافة التقدمي برئاسة مكرم القاضي وعماد يونس، ومدير عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي، إلى جانب ممثِّلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح" في المناطق التنظيميّة، وحشدٍ من قادة جمعية الكشّافة الفلسطينية في لبنان وأعضائها وكوادرها.
بدأ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء والاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني ونشيد الكشّافة "كُنْ مستعدًّا"، تلا ذلك كلمة رئيس اتّحاد كشّافة لبنان يوسف خداج، استهلّها بالحديث عن الحاج مطلق، فقال: "عرفناهُ قائدًا مناضلاً مثابرًا متمسِّكًا بالوحدة الوطنية. هو من مؤسّسي جمعية الكشّافة الفلسطينية، وقد أمسى رمزًا من رموزها ومثالاً لأبنائِها، وكان لي شرف التعرُّف إليه في فعاليات المنظمة الكشفية العربية، ولطالما تنافسنا عام ٢٠٠٧ على عضوية اللجنة الكشافية العربية، وأصريتُ على الانسحاب احترامًا له وقناعةً أنَّ لفلسطين علينا الكثير".
وتابع: "هناك أشخاص يأتون لهذه الدنيا ويتركونها من دون أن يتركوا أي أثر، وآخرون يأبون إلّا أن تكون لهم بصماتهم التي لا يمكن لذاكرة التاريخ أن تتخطّاها أو تقفز عنها من دون أن يكون لها حضور وأثر، والحاج مطلق هو من الذين أورثوا الأجيال أمانة النّصر وقيادة الرجال، فلنكمل رسالتهم كي لا تخمد شعلتهم".
وختم خداج كلمته قائلاً: "لقد سُجّلت مشاركات وطنية عربية وعالمية للكشافة الفلسطينية، ونحنُ ندرك تمامًا أنَّ الواقع أليم، وفوضوية المشهد وتفكك وتشتت المجتمعات تنذر بالاسوأ، لكنَّ إرادة الحياة وروح النصر ما زالت فينا، فإلى مزيد من التعاون نحو مستقبل أفضل، نتطلع اليه بعقول حكمائنا وبعيون أطفالنا وأحلامهم كنا معًا، وسنبقى معًا بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وإلى نصر قريب بإذنه تعالى وفقكم الله بنجاح المؤتمر".
كلمة المجلس الأعلى للشباب والرياضة ألقاها مدير الإدارة العامة للكشافة والمرشدات في المجلس أسامة أبو كرش، فأعلن بدء أعمال المؤتمر الكشفي، الذي طال انتظاره أربعين عامًا، باسم رأس الشرعية السيد الرئيس محمود عبّاس وباسم رئيس جمعية الكشّافة الفلسطينية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل رجوب وبِاسم سفارة دولة فلسطين البيت الفلسطيني لكلِّ الفلسطينيين.
واستطرد قائلاً: "هذه الجمعية تستحق منا أكثر، والشباب القلسطيني يستحقون منا أكثر، ويستحقون منا رعاية، ومن هنا كانت التوجيهات من قيادتنا الفلسطينية، ومن المجلس الاعلى للشباب والرياضة أن نقوم بدور الداعم، ورعاية كل النشاطات الشبابية وتحديدًا الكشافية".
ورأى أنَّ الكشافة هو مكان تربوي للأجيال الفلسطينية، وأنَّ دور المجلس الأعلى يتمثّل برعاية هذه الجمعية الوطنية التي تربي الأجيال الفلسطينية الناشئة تربية وطنية صحية بعيدًا عن المشكلات الاجتماعية.
وقال: "نحنُ في المجلس الأعلى للشباب والرياضة خادمين بمعنى الرعاية، بمعنى الدعم، بمعنى الإشراف، لا لإقصاء أي كان، والذي لم يحضر اليوم فالباب مفتوح ولن تقلع مركبتنا إلا كاملة، والكامل هو كل الدور الفلسطيني علمًا أنَّ الكشافة الفلسطينية هي منظمة كشفية مستقلة غير مسيسة غير محزبة لا دينيًّا ولا عرقيًّا وعلى هذا الأساس مركبنا يتّسع لكل الفلسطينيين".
وختم أبو كرش كلمته بتوجيه التحية لكل من ساهم بإنجاح هذا المؤتمر وخص بالذكر اللجنة التحضيرية، وكل من شارك أو لم يشارك.
أمّا كلمة جمعية الكشافة الفلسطينية فألقاها نائب رئيس الجمعية القائد محمد جميل سوالمة، الذي حيّا الحضور على وقوفهم إلى جانب جمعية الكشافة الفلسطينية، واعتبر اللقاء عرسًا كشفيًّا يتم التأكيد فيه على الهوية الفلسطينية، وعلى صدق انتماء الشباب إلى القضية الفلسطينية.
وأضاف: "جمعية الكشافة الفلسطينية تقترب من إنهاء العام السابع بعد المئة بمسيرةٍ حافلة ومعمّدة بدماء الشهداء وبتاريخ المناضلين الذين قضوا على الدرب وحاضنة الشباب الفلسطيني ومصنع الرجال، ولعلَّ التاريخ يشهد هنا على الشباب الفلسطيني وعلى دورهم في حماية أُمّتهم ومجتمعهم".
وثمّن سوالمة في كلمته موقف اللواء جبريل الرجوب الذي اعتبر أنَّ البيت الكشفي الفلسطيني هو حقِّ لكلِّ فلسطيني في الداخل والشتات، وعدّد الإنجازات والجهود المبذولة لتعزيز الفرق الكشفية في غزة وفي الجامعات الفلسطينية وفي الأراضي المحتلة حتى وصل عدد الفرق الكشفية إلى ما يزيد عن عشرات الآلاف من الكشافة التي تقود المشهد في ربوع الوطن رغم إجراءات الاحتلال ومضايقاته.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، فلفت إلى أنَّ انعقاد مؤتمر جمعية الكشافة الفلسطينية يأتي اليوم في ظلِّ تحديات واستحقاقات كبرى على المستويات كافّةً.
وأشار في كلمته إلى وجود مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكِّدًا أنَّ ذلك مستحيل بوجود إرث الشهداء الكبار كالرئيس الرمز أبو عمار وخليفته الرئيس القائد محمود عبّاس، داعيًا الجميع، كلٌّ من موقعه، إلى مواجهة هذه المخططات.
ونوّه أبو العردات بالدور المهم الذي تؤديه جمعية الكشّافة الفلسطينية، معتبرًا أنها جزء من الحركة الكشفية العالمية وجزء أصيل من شعبنا الذي يواجه الاحتلال بقوة وعزيمة واقتدار.
ورأى أنّ القرارات والصفقات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية مهما علا شأن من يطلقها، مصيرها الفشل، لأنها تريد أن تلغي حق شعب في وطنه وعاصمته، مؤكِّدًا أنَّ القيادة الفلسطينية ستواصل العمل والجهد حتى إسقاط هذه المخططات والمشاريع.
وتطرّق أبو العردات في كلمته إلى ما تحدّث عنه رئيس وزراء العدو في حملته الانتخابية وما تضمنها من ضمٍّ لأجزاء في الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وشدَّد على أنَّ صمود الشعب الفلسطيني سيسقط هذه المخططات وستبقى في إطار الحملات الكلامية على الشعب الفلسطيني.
وطمأنَ أبو العردات شعبنا في لبنان إلى أنَّ القيادة الفلسطينية تُجري اتصالات مكثّفة بهدف تعديل قانون وزارة العمل، وأكّد أنَّ تشكيل الحكومة اللبنانية لجنةً وزاريةً لبحث الواقع الفلسطيني هي خطوة في الاتجاه الصحيح.
وفي نهاية كلمته دعا أبو العردات إلى الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، وشدَّد على أنَّ الوحدة هي الهدف الذي تسعى إليه منظمة التحرير الفلسطينية، وأعرب عن أسفه لتغيب البعض عن المؤتمر، مؤكّدًا أنَّ الإطار الكشفي سيبقى مفتوحًا أمام الجميع، وآملاً مشاركة من تغيّب عن المؤتمر في المستقبل.
وحسب نظام المؤتمر جرت العملية الانتخابية، وفاز كلٌّ من: نادر سعيد، جمال هنداوي، خالد عوض، أحمد أيوب، أسامة الحسين، مصطفى حمود، أحمد عبد العال، وتمَّ تنسيب القائد فكرت عطور مفوَّضًا عامًا، والقائد منى الهنداوي مفوَّضةً عامة للمرشدات.
وفي نهاية المؤتمر كُرِّم القائد الحاج مطلق وتسلّم الدرع التكريمية محمد سوالمة، أمّا درع الأخ جمال أبو الديب فتسلّمها الأخ خالد عوض.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها