ما الذي لمْ يفعلْهُ نتانياهو وحكومةُ دولةِ المستوطنينَ حتّى يقتنعَ عقلاءُ العالمِ أنّهُ يقودُ دولةً مارقة؟
أليسَ نتانياهو رئيسَ وزراءِ دولةٍ تحتلُّ أرضَ شعبٍ آخرَ وتحاوِلُ إخضاعَهُ لسيطرتِها بقوّةِ البطشِ والقتلِ اليوميّ ومصادرةِ الأرضِ وتدميرِ البيوتِ واعتقالِ الآلافِ دونَ وجهِ حقّ؟
كم مرّةً رفضْت دولةُ الاحتلالِ الامتثالَ لقراراتِ الهيئاتِ والمنظمّاتِ الدّوليةِ المعنيّةِ بإنفاذِ القانونِ الدوليِّ والتصدّي لانتهاكِ حقوق الإنسانِ، وأوَّلُها حقُّهُ في الحياةِ؟
منْ هي الدولةُ التي تستطيعُ منافسةَ دولةِ نتانياهو بممارسةِ التعذيبِ المُمنَهجِ ضدّ المعتقلينَ وتنفيذِ الإعداماتِ الميدانيّةِ وخطفِ المدنييّنَ واحتجازِهم بشكلٍ تعسّفيّ؟
كمْ مرّةً قامت بها قواتُ الاحتلالِ بقتلِ الأطفالِ أو انتزاعهم من أحضانِ والديْهم تحتَ جنحِ الظلامِ وترهيبِهم واحتجازهِم في ظروفٍ تتناقضُ مع أبسطِ الحقوقِ التي تضمنهُا المعاهداتُ والمواثيقُ الدوليّةُ للأطفالِ وقتَ الحربِ؟
ألا تستبيحُ قواتُ الاحتلالِ والمستوطنونَ وقادةُ الدولةِ الصهيونيّةِ، وأوّلُهم نتانياهو، حُرمةَ الأماكنِ المقدّسةِ الإسلاميّةِ والمسيحيّةِ، ويعملُونَ على تغييرِ معالمِها ومنْعِ المؤمنينَ منَ الوصولِ إليها والاعتداءِ على مَن يتمّكنُ من ذلكَ رغمَ إجراءاتِ المحتلِّ ونقاطِ تفتيشِهِ ووحشيّةِ جنوده؟
هلْ ينتظرُ العالمُ أنْ تقومَ دولةُ الاحتلالِ والاستيطانِ الإسرائيليِّ بمصادَرةِ ما تبقّى من أرضِ فلسطينَ وتقيمَ عليها المزيدَ منَ المستوطناتِ لشُذّاذِ الآفاقِ منْ كلِّ أصقاعِ الأرضِ؟ أمْ أنّ العالمَ المتفرّجَ على مأساةِ الشّعبِ الفلسطينيِّ منذُ ما يزيدُ على مئةِ عامٍ ينتظرُ مزيدًا من إراقةِ الدّمِ الفلسطينيّ ومزيدًا من الدمارِ والخرابِ في المنطقةِ كلّها حتى يقتنعَ أنّ سياساتِ دولةِ المستوطنينَ هي الخطرُ الحقيقيُّ ليس فقط على حياةِ ومستقبلِ الفلسطينيينَ، وإنَّما أيضًا على حياةِ اليهودِ أنفسِهم؟
لو أنَّ دولةً أخرى اقترفتْ جزءًا بسيطًا ممَّا اقترفتْهُ "إسرائيلُ" من جرائمَ لتمّتْ مقاطعتُها ومحاصرتُها وتهديدُها بالتدخّلِ العسكريّ الفوريّ. لقد آنَ الأوانُ لرفعِ الحمايةِ التي يمنحُها العالمُ المنافِقُ لهذهِ الدّولةِ المارقةِ التي ترتكبُ الجرائمَ المتواصلةَ ضدّ الشعبِ الفلسطينيِّ، وتتبجّحُ في نفسِ الوقتِ بديمقراطيةٍ زائفةٍ يتحكّمُ بمفاتيحِها غلاةُ المستوطنينَ المهووسينَ بخُرافاتٍ لا تصمدُ للحظةٍ أمامَ حقائقِ التاريخِ وشواهدِ الحاضرِ.
*دولةُ الاحتلالِ والاستيطانِ الاستعماريِّ الإسرائيليِّ لا تحكمُها الأخلاقُ ولا مبادئُ العدلِ والمساواةِ واحترامِ كرامةِ الإنسان وحياتِهِ وحُريّتهِ.. وهذهِ بعضُ صفاتِ الدّولةِ المارقة.
٥-٩-٢٠١٩
رسالة اليوم
رسالة حركيّة يوميّة من إعداد أمين سر حركة فتح - إقليم بولندا د.خليل نزّال.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها