آخر الترهات المخزية التي تفتق عنها ذهن أحد أعضاء إدارة ترامب، وهو جيسون غرينبلات، مبعوثه إلى سلام الشرق الأوسط التي اختزلت عند الإدارة الأميركية إلى صفقة القرن، الذي شاع حينها عند شعبنا أنها صفقة العار، وأن الطريق الفلسطيني أمامها مغلق، وليس أمامها سوى الفشل الذريع، آخر ما تفتق عنه ذهن جيسون غرينبلات !!!! لماذا يا سيد جيسون أنت مستاء؟؟ لأن الفلسطينيين في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم يعلقون صورة خليل الوزير أبو جهاد للحفاظ على ذاكرة في قلوبهم وعقولهم، وهذا من وجهة نظر هذا المبعوث عضو إدارة ترامب ضد جهود السلام.
أبو جهاد خليل الوزير، أمير الشهداء وأحد أكبر رموز شعبنا وثورتنا المعاصرة، وليس هناك في الدنيا كلها على امتداد القرن الماضي، من الذين رفعوا أصابعهم علامة للنصر من لا يعرفه ولا يحترمه، ويقدس دوره، هو أول الرصاص وأول الحجارة، وهو من رموز شعبنا وأمتنا، من ميراث الهوية ومن ميراث العقيدة الاسلامية، والمسيحية، وهو حاضر فينا مثل الضياء الذي لا ينطفئ، وكواحد من أبرز الشهداء، فإنه محفوظ في صلب قرآننا الكريم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم.
هذا الأميركي المتصهين من صبيان إدارة ترامب، هل يفهم هذه المعاني، أم انه مبرمج على قدر وعي رئيسه ترامب؟؟ وهل جيسون غرينبلات كان يتوقع أن نرفع صورته هو في مدارسنا، وأن نحتفل بذكرى بلاهته في مدننا وقرانا ومخيماتنا.
لكن هذا غيض من فيض في سلوك هذه الإدارة الأميركية، التي تقف فاشلة ومصدومة وعاجزة، أمام الوعي والعمق والشجاعة والصلابة التي تتمتع بها قيادتنا الفلسطينية، حيث توقعت كل هذه العثرات الفاشلة التي تتورط فيها الإدارة الأميركية، فهي لا توجه وجهها إلى معركة إلا ويكون مصيرها الفشل، سببت لشعبها كل هذه الفوضى، وفي ظلها فقدت الدولة الأميركية الدور والأهلية والثقة، وأكبر كلمة يسمعها ترامب هذه الأيام داخل أميركا نفسها هي كلمة العزل، ففي معارك الفوضى التي خاضها على امتداد العالم لم يوفق في واحدة منها، بل حصد المزيد من الفشل من بيونغ يانغ إلى المكسيك على حدوده حيث اندلق بجنون لبناء سور من الصلب لا لشيء سوى ان ينقش اسمه على هذا السور ليس إلا, كان عندما قفز بجهل أسطوري في موضوع القضية الفلسطينية، إنه قفز من دور الوسيط إلى دور العدو المطلق، فاقدا دور الوسيط وفاقدا الثقة وفاقدا الأهلية، واعتقد أن هذيانه المسمى صفقة القرن سوف يمر بسهولة، لأن الشعب الفلسطيني شعب صغير، أين سيذهب أمام هذه المعركة الحاشدة؟؟ ولكنه رأى ترامب وصبيان إدارته وقد اكتشفوا ان القضية الفلسطينية أعمق مما يظنون، حتى أن صفقة القرن التي ملأوا الدنيا ضجيجا حولها، ماتت مثل طائر صغير اختنق وهو بين أيديهم، وحتى صهر الرئيس ترامب، لم يجد شيئا يقوله فآثر الصمت المهزوم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها