قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس حنا عيسى: "إن التسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه، والتسامح الديني في معناه العميق اليوم يرتكز على مبدأ فلسفي وديني طليعي، وهو القبول بالوحدة الكونية والإنسانية".

وأضاف: "يقبل هذا المبدأ بالفروقات والاختلافات الدينية والثقافية، فالتسامح ليس مساومة فكرية أو دينية، وإنه بالمقابل لا يلغي الخصائص والمميزات الفريدة، ولا يقفز فوق الفوارق الدينية والحضارية، إنه الاعتراف الهادئ بوجود التباينات، ثم احترام هذه التباينات بالنظر إليها على أنها إثراء للوجود البشري ودعوة إلى التعارف والتثاقف".

وتابع عيسى: "التسامح ينطلق من أن التعدد شرعة إلهية، وسمة الوجود، وهكذا يتجاوز فكرة القبول السلبي الاضطراري للآخر إلى فكرة أن الآخر شرط مؤسس ومكمل للشخصية الذاتية، وإن التسامح ليس هو السكوت عن الآخر في انتظار أن تسنح لحظة إلغائه، بل استدعاء لهذا الآخر، مجاورًا ومحاورًا وشريكًا في تكوين الحقيقة".

واستطرد: "بينما كان التسامح الديني في أقصى مدى له يرنو إلى حسن الجوار؛ صار التسامح الديني يعني اكتشاف الآخر في بهائه، والتعرف إلى المطلق في كل دين، وتاليًا إن الشرط الأول للتسامح الديني الحقيقي هو المعرفة بحقيقة الذات والتاريخ والهوية ثم معرفة الآخر، تاريخًا وثقافة وفكرًا".

وبين أن التسامح الذي يقوم على الصمت المؤقت عن الاختلاف ليس تسامحًا خلاقًا أو مساهمًا في عمران الكون، بل هو رأفة القوي بالضعيف وتعامل يقوم على منطق القوة والأكثرية النسبية، ولفت إلى أن الدين السائد في منطقة جغرافية محددة يشكل أقلية ضيقة في بقعة جغرافية أقرب أو أبعد.