حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، اليوم الأحد، من حرب جديدة قد يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال ميلادينوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة:" أن الأوضاع في القطاع تتدهور في الأشهر الماضية بصورة سريعة وخطيرة، لاجتماع ثلاثة عوامل، العامل الإنساني، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، ومحدودية الكهرباء والمياه".
وأضاف: لا يمكن لنا أن نقف صامتين في الوقت الذي يعيش فيه مليونا شخص هنا في غزة يعيشون في مثل هذه الظروف القاسية"، مطالباً الجميع بالتحلي بالمسؤولية والتراجع للوراء.
وتابع: "رأينا تدهور الموضوع السياسي وتوقف موضوع المصالحة الفلسطينية، مخاطباً المواطنين في القطاع، "كنتم رأيتم الحماس في عيون الناس في غزة في اكتوبر الماضي عندما تم دعوة حماس وفتح إلى القاهرة، كانت هناك دموع الفرح لأن الناس قالوا إنه يبدو أن نهاية هذا الانقسام قد باتت قريبة، يجب أن نعيد إحياء هذه المحادثات التي تعيد الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية في حكومة واحدة ونظام سياسي واحد وسلطة واحدة وسلاح واحد أيضاً".
وأكد ميلادينوف: "انه لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة، ولا يمكن أن تكون دولة فلسطينية في غزة فقط، بجانب التدهور في الموضوع الإنساني والسياسي رايتا أيضا تدهورا كبيراً في الجانب الأمني".
وتابع: "أنقل تعازينا الحارة لكل للذين فقدوا أبناءهم خلال الأسابيع الماضية بما فيهم الأطقم الطبية والصحفيون، حتى لو طفل واحد قتل هذا كثير جداً، الكثير من الأطفال قتلوا خلال الأسابيع الماضية، اليوم نحن نقف أمام مشهد معقد جدا، بالأمس كنا على حافة حرب حقيقية، وهناك جهود كبيرة من عدد من الأطراف أن نعود مرة أخرى أو نبتعد مرة أخرى عن شبح الحرب، هذه المواجهة لا أحد يريدها ولا أحد يرغب بها، وسيخسر بها الجميع".
وقال ميلادينوف: "ان غزة والفلسطينيين خلال العقد الماضي عاشوا ثلاثة حروب،...، هذه الدائرة يجب أن تتوقف وتنتهي، وأنا سأبدأ اليوم بالتوجه بنداء إلى الفلسطينيين هنا في قطاع غزة، أنه من الصعب جداً حتى على سكان غزة أن أي شخص يأتي من قبل المجتمع الدولي سيحسن حياتهم، ولكن ندائي لكل الفلسطينيين وآباء الأطفال في قطاع غزة، أن يتراجعوا وأن يحافظوا على المظاهرات سلمياً".
وتابع: "اتوجه للفصائل أيضا ألا يحاولوا "استفزاز" أو يحاولوا إنشاء أحداث "استفزازية" على السياج الفاصل...وأتوجه لإسرائيل أن يكونوا أكثر انضباطا لردود فعلهم على الأحداث في قطاع غزة، وأتوجه للقناصة (الإسرائيليين على حدود غزة) ألا يطلقوا النار على الأطفال، وأقول لكل الإطراف أن تتراجع عن الهاوية، وأتوجه لزملائي في المجتمع الدولي ألا تنسوا الناس في قطاع غزة، وألا ينسوا الفلسطينيين الذين عاشوا لأجيال بلا دولة، وأن يعملوا معنا في الأمم المتحدة وكل من يحاول أن يحل المشكلة في المنطقة".
وأردف: "أن الناس هنا في قطاع غزة عاشوا كفاية من الحروب، الآباء يجب أن يطمئنوا بان أطفالهم يلعبون بحرية هنا في الشوارع في قطاع غزة، ونحن هنا في المجتمع الدولي لدينا مسؤولية كبيرة ليس فقط للآمال لسكان غزة ولكن لنجد حلول لمشكلاتهم".
وقال ميلادينوف: "حلفاؤنا هنا في غزة هم الناس، الشعب الفلسطيني، وشركاؤنا في الحكومة الفلسطينية وكل من له رغبة او من يريد أن ينهي هذه الدورة من التصعيد، هناك طريق واحدة فقط هي استعادة الهدوء".
وأضاف: "الخطوة الثانية يجب حل المشكلة الإنسانية التي تعاني منها غزة، خلق فرص عمل للناس، تزويدهم بالكهرباء وإصلاح النظام الصحي والمياه يجب أن يتم تزويدها للناس"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة مع شركائها لديها خطط فورية للتحرك في هذا الاتجاه، بالتنسيق مع حكومة الوفاق الفلسطينية، وكل الشركاء الإقليميين والدوليين الذين يريدون فعلاً المساعدة.
وتابع: "حتى لو قمنا بحل المشكلة الإنسانية في قطاع غزة، إنه لن يكون كافياً، إذا لم نقم فعلاً بحل المشكلة السياسية، حل الإشكاليات السياسية يعني شيئين، تحسين ظروف الدخول والخروج والحركة للناس في قطاع غزة، عبر إسرائيل ومصر، وأنا أرحب بالجهود المصرية الأخيرة بفتح معبر رفح بصورة دائمة".
وقال ميلادينوف: "سنتواصل مع الحكومة الإسرائيلية لتحسين الحركة من وإلى قطاع غزة، وحركة الاستيراد والتصدي، لأنه بدون اقتصاد جيد وبدون خلق فرص لهؤلاء الناس سنرى جولة جديدة من التصعيد قادمة، والخطوة الثانية هي العودة إلى محادثات المصالحة الفلسطينية".
ودعا ميلادينوف كل الفصائل أن يأخذوا المبادرة المصرية بجدية هذه المرة، مشيرا إلى أن هناك بديلا واحدا إذا فشلت هذه المحاولة لجسر الوحدة بين فتح وحماس، وهي الفوضى.
وبين أن "الخطوة الثالثة، تتمثل في جهود المجتمع الدولي لتحسين التنسيق من قبل كافة الأطراف".
وأضاف: "أنا لست مهتما فقط بأن أحضر مشاريع في قطاع غزة، فقط من أجل المشاريع، ولست معنياً أن أذهب إلى المانحين لأطلب منهم أموالا فقط من أجل الطعام بدون نظرة مستقبلية لهؤلاء الناس، والنظرة الوحيدة الحقيقية هي العودة إلى المصالحة وإصلاح الوضع الإنساني في غزة، إذا فعلاً حققنا ذلك هذا يعني إننا حققنا الكثير من أجل غزة، آمل أن نحصل على مساعدة كل الفلسطينيين والإسرائيليين الذين أصبحوا منهكين من هذا الصراع هؤلاء الذين يريدون العيش بسلام".
وأكد ميلادينوف، أن الأمم المتحدة لن تغادر غزة، مضيفا: "سنزيد من تواجدنا في غزة لأن نكون أكثر فاعلية لتزويد الفلسطينيين بالمساعدات، نحن نواصل العمل والتقارب أكثر مع زملائنا في الأونروا، حيث إنهم يعيشون أزمة مالية".
وأضاف: "أؤكد لكم أن قيادة الأونروا تقوم بعمل الكثير وكل ما في استطاعتها لمساعدة الناس، ويقومون من أجل حل المشكل المالية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها