قال المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الخميس، إن الأطفال الذين يعيشون في قطاع غزة يعانون من معدلات عالية، إلى حد غير طبيعي، من الكوابيس ويظهرون علامات متزايدة من التدهور النفسي والاجتماعي.

وأضاف المجلس في بيان صحفي صدر من غزة، أن كوابيس أطفال غزة في ازدياد، مشيرا إلى أن 6 من كل 10 أطفال تم إجراء تقييم عليهم يعانون من كوابيس أليمة نتيجة للاستجابة العنيفة للاحتجاجات في غزة بعد أكثر من شهر بقليل على بدئها.

وفي هذا الصدد، قال أمين عام المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند: إن العنف الذي يشهده الأطفال في غزة يفاقم الوضع المتدهور مسبقاً والذي يؤثر سلباً على صحتهم العقلية."

وأضاف أن العيش تحت الحصار طوال السنوات الإحدى عشرة الماضية وفي ثلاث حروب مدمرة حرمت العديد من الأطفال من أقاربهم وأصدقائهم المقربين، والآن ها هم مرةً أخرى يواجهون احتمالاً مرعباً يتمثل في فقدان أحبائهم لأنهم يرون المزيد والمزيد من الأصدقاء والأقارب يتعرضون للقتل والإصابة".

وأضاف المجلس أن 56 في المئة من الأطفال الفلسطينيين، الذين شملهم التقييم الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين في شهر آذار/مارس يعانون من الكوابيس.

وارتفعت هذه النسبة إلى 60 في المئة بعد شهر من انطلاق مسيرات العودة الكبرى في آذار/مارس، والتي قُتل خلالها أكثر من 38 متظاهراً فلسطينياً، من بينهم 4 أطفال وصحفيان. كما أُصيب أكثر من 6,400 فلسطيني، من بينهم ما لا يقل عن 530 طفلاً، ترك العديد منهم بأطراف مبتورة وإعاقات دائمة، وفقا لبيان المجلس النرويجي للاجئين.

ويقول منسّق برنامج التعليم لدى المجلس النرويجي للاجئين في غزة أسعد عاشور: "يزداد نفاذ صبر الأطفال الذين يعانون من الكوابيس في المدرسة ويصبحون أكثر تعاسة في حياتهم، فهم غير قادرين على التركيز في الصف،" كما ورد في البيان.

وأفاد مديرو 20 مدرسة قابلهم المجلس النرويجي للاجئين أن هناك زيادة في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال، بما في ذلك الخوف والقلق والإجهاد والكوابيس.

وعزا مديرو المدارس المستويات العالية من اضطراب ما بعد الصدمة وانخفاض التركيز في المدرسة إلى الاستجابة العنيفة للتظاهرات، فوضع المديرون زيادة الدعم النفسي والاجتماعي في المدارس على أعلى سلم أولويات احتياجاتهم في الوقت الحالي.

ويقدم المجلس النرويجي للاجئين الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ويدرب المعلمين من خلال برنامج "نحو تعلم أفضل"، الذي تم تطويره بالشراكة مع جامعة ترومسو في النرويج.

وكان الطفل محمد إبراهيم أيوب (14 عاما) من مخيم جباليا، شمال غزة، يتلقى الدعم النفسي من خلال برنامج المجلس النرويجي للاجئين في المدارس قبل أن يقتله جندي إسرائيلي في العشرين من نيسان الماضي.