إنَّ الهدف الأساسي الذي قامت من أجله منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها في 28/5/1964 هو تحقيق وبلوغ حق تقرير المصير على اعتبار أنَّ هذا الحق هو حق الشَّعب العربي الفلسطيني في حكم نفسه بنفسه واختيار نظامه ومستقبله اختياراً حراً ولا يصبح هذا الحق قابلاً للتطبيق إلَّا لشعب يعيش على أرضه ويشغلها بصورة مستمرة غير متقطعة لا بصورة استعراضية، وهذا ينطبق على الشَّعب الفلسطيني. علماً بأنَّ منظمة التحرير الفلسطينية لم تظهر تلقاء نفسها بل أنَّ موقف الشَّعب العربي الفلسطيني نفسه من المنظمة هو العامل الرئيسي في تكريسها وتثبيتها الممثل الشرعي والوحيد للشعَّب العبي الفلسطيني على كافة المستويات.. ومن المهم الإشارة هنا إلى أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية حظيت بالاعتراف كهيئة قيادية للشَّعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين. وأنَّ جميع المحاولات التي قامت وتقوم بها إسرائيل للبحث عن أناس مواليين لها يحلون محل منظمة التحرير الفلسطينية باءت وتبؤ بالفشل حتماً.
ولأول مرَّة ظهر مفهوم الحقوق الثابتة للشَّعب الفلسطيني في الدورة 24 للجمعية العامة في قرارها رقم 2535 بتاريخ 10/12/1969 وقد ورد فيه أنَّ الجمعية العامة (تؤكّد من جديد حقوق شعب فلسطين الثابتة). وإنَّ نعت الحقوق بأنَّها ثابتة تعني حرفياً (غير قابلة للتصرف) وهي تلك الحقوق التي يجوز التنازل عنها أو إنهاء العمل بها على أي نحو آخر، أو أعمالها بغير ما هي عليه، وهي نتيجة لذلك، ذات قوة وديمومة مطلقة. وإنَّ المكانة القانونية لمنظمة التحرير الفلسطينية تكمن بالقرارات القانونية الشرعيَّة التالية:
1- قرار مؤتمر رؤساء دول وحكومات البلدان العربية في مدينة الرباط المغربية عام 1976م، بشأن الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشَّعب الفلسطيني، ثمَّ منحها حق العضوية الكاملة في جامعة الدول العربية و التي تأسست عام 1945، الذي عزز مكانه المنظمة دولياً.
2- قرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة رقم (3236) لعام 1974م، الذي تقدَّمت بمشروعه (72) دولة من بلدان حركة عدم الانحياز و الدول الاشتراكية.
حيث بموجب هذا القرار المذكور، وانطلاقاً من أنَّ الشَّعب الفلسطيني هو الجانب الرئيسي في القضية الفلسطينية، دعت الجمعية العامة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل لدى الشَّعب، لتشارك في مناقشة القضية الفلسطينية في الجلسات العامة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة .
وتلقت منظمة التحرير الفلسطينية دعوة للمشاركة بمثابة عضو مراقب في دورات الجمعية العامة وفي جميع المؤتمرات الدولية التي تعقد برعاية الأمم المتحدة.
3- في عام 1975، قرَّرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، دعوة منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في هذه المؤتمرات على قدم المساواة مع المشاركين (الأعضاء). وتساهم منظمة التحرير الفلسطينية في مناقشة قضايا الشرق الأوسط,بما فيها القضية الفلسطينية، وفي مجلس الأمن الدولي كذلك.
إذن، المجتمع الدولي بشخص هيئة الأمم المتحدة أعرب عن ضرورة مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، بكامل الحقوق في كل الجهود الرامية إلى أحرز التسوية العادلة والشاملة في الشرق الأوسط. باعتبارها الممثل الشرعي و الوحيد للشَّعب الفلسطيني.
وعلى ضوء ما ذكر أعلاه فقد تمثلت ممارسة هذا الحق باعتراف عدد كبير من الدول بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالحقوق الثابتة للشَّعب الفلسطيني. وقد قبلت هذه الدول بافتتاح منظمة التحرير مكاتب لها في عواصمها. ومنحت العاملين في هذه المكاتب الحصانات الدبلوماسية وعاملتهم كما تعامل ممثلي الدول المستقلة ذات السيادة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها