تعمل عبير مهداوي بالأشغال اليدوية التراثية من السيراميك والإكسسوارات، والكتابة عليها بطريقة متقنة جذبت انتباه كل من يهتم بهذه المهنة.

بداية عبير في هذه المهنة كانت منذ عام ونصف، بجهد فردي وتشجيع من والدتها، حينما كانت طالبة في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" بتخصص الهندسة في السنة الثالثة، إلّا أنَّه نظرًا لظروفها المادية الصعبة وتكاليف الدراسة، تحولت إلى تخصص تكنولوجيا الإعلام.

وتقول عبير وهي من سكان بلدة شويكة بطولكرم "نظرًا لظروف عائلتي المادية الصعبة، بحثت عن عمل أستطيع تنفيذه في المنزل، فأعطيت دروسًا خصوصية لطلبة المدارس، وساعدت والدتي في التطريز، وحاولت جاهدة البحث عن أسلوب آخر قريب من التطريز ومختلف عنه في نفس الوقت، فوجدت مشروع الإكسسوارات اليدوية".

في كل المعارض التراثية في الوطن، تفترش عبير زاوية فيها، تنثر نتاج أعمالها عليها، من الخواتم والساعات المزينة بقطع التطريز، والمرايا، وأساور وعقود السيراميك، نقشت عليها حروف وعبارات متنوعة بفن الخط العربي، أضفى عليها جمالاً وتناسقًا.

شاركت عبير والدتها التي تعمل هي الأخرى بالتطريز والأشغال اليدوية، في معرض القدس للمنتجات النسوية، الذي نظمه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في طولكرم، وتم خلاله عرض زوايا مختلفة من المطرزات والأشغال اليدوية من نتاج نساء وفتيات فلسطينيات من طولكرم والمحافظات الأخرى.

وتحظى مهنة التطريز والأشغال اليدوية، باهتمام المؤسسات والجمعيات واللجان النسوية، التي تسعى إلى دعمها وتشجيع منتجاتها من خلال عرض مشغولاتهنَّ في المعارض التراثية، حفاظًا على التراث الفلسطيني ودعمًا للاقتصاد المحلي من جهة، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية من جهة أخرى.

وقالت عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في طولكرم ميسون شاكر، إنَّ الاتحاد يضع ضمن أولوياته دعم العاملات في التطريز والأشغال اليدوية، من خلال دعوتهن للمشاركة في المعارض المحلية وتوجيههن إلى معارض خارجية سواء في الوطن أو خارجه، من أجل تمكينهن اقتصاديًا وتحسين المردود المالي لديهن ولدى أسرهن.

ولفتت إلى أنَّ هناك ازديادًا ملحوظًا في عدد العاملات في هذا المجال، خاصة أنَّ الكثيرات يعملن بمجهود فردي في المنازل.

وتقول عبير.. إنَّها نجحت في تسويق منتجاتها التي تصنعها بيدها مباشرة في كل محافظات الوطن بمشروع أسمته "عبير ديزاينر 97"، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وانستغرام".

وتعلمت عبير صنع الأشغال اليدوية عن طريق اليوتيوب، في الوقت الذي كانت على اطلاع بأشغال بعض السيدات والفتيات في هذا المجال، وتفوقت في العمل وأطلقت مسارًا خاصًا بها .

والتحقت عبير بدورات الخط العربي، وبدأت بالكتابة على الكاسات والمرايا، في الوقت ذاته تعلمت به طريقة "عجينة السيراميك"، وأبدعت في صنعها بشكل مصقول مختلف عن مثيلاتها اللواتي يشترينها جاهزة من السوق.

ولاقت منتجاتها رواجًا كبيرا في السوق الفلسطينية، وحصلت على أكثر نسبة مبيعات من بين العشرات من العاملات في مثل هذا المشروع، ووصل اسمها ليس فقط على نطاق الجامعة بل ووصل إلى ما بعد طولكرم.

وترى أنَّ حبها لهذه المهنة كان دافعًا لها نحو إتقان العمل بجودة عالية من حيث المواد المستخدمة وطريقة تنسيقها والكتابة عليها، وبالتالي أدخل عليها مردود اقتصادي جيد، مكنها من دفع أقساط ومصاريف الجامعة، ومساعدة أهلها في الاقتصاد المنزلي.

وأبدى رواد المعرض إعجابهم بأسلوب عبير في استخدامها لفن الخط العربي بطريقة متقنة، وإدخال التطريز في إضفاء جمال التراث على الإكسسوارات، وجميعها بأسعار جيدة، ومميزة عن الزوايا المشابهة لمنتجاتها في المعرض.