بدعوة من سفارة دولة فلسطين في لبنان وبالتعاون مع محافظ رام الله والبيرة، تم عرض فيلم وثائقي "أن تكون لاجئاً"  للمخرج الفلسطيني زعل أبو رقطة، على مسرح Mono  الأشرفية وذلك مساء الثلاثاء 2013/12/3.

ويصف الفيلم تمسُّك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة رغم المعاناة التي يعيشونها في مخيمات لبنان على كافة الصُعُد الحياتية من اجتماعية وتعليمية وصحية وبيئية وحرمانهم من الحقوق المدنية وحق العمل ومدى تأثيره على الوضع الاقتصادي على الفرد والمجتمع الفلسطيني، وكل ذلك موثَّق ضمن مقابلات مع ذوي الشأن من الفلسطينيين والقيِّمين والناشطين في المخيمات.

والجدير بالذكر أن الفيلم الفلسطيني "أن تكون لاجئاً" هو الأول من نوعه الذي يلامس المعاناة الفلسطينية في مخيمات اللجوء بالصميم، بل ويدخل إلى قلب المشكلة ومكامنها، وانعكاساتها على الأجيال الفلسطينية الحالية والمستقبلية.

زعل أبو رقطي وكل الذين ساهموا بولادة هذا الفيلم سلَّطوا الضوء على مكامن الوجع الفلسطيني، وضعوا الإصبع على الجرح، وأوصلوا الرسالة على أكمل وجه إلى الضمير العالمي ومنظمات حقوق الإنسان والى القيادات الفلسطينية والمؤسَّسات الدولية والرسمية، وأبدعوا بتصوير هذه المعاناة لأنهم من قلبها وصميمها.

هذا وقد حضر الفيلم كل من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل، إلى جانب عضو إقليم حركة "فتح" في لبنان د. رياض أبو العينين، ووفد أقاليم جنين وسلفيت وطولكرم وقلقيلية القادم من ارض الوطن، ومحافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، وممثِّل التيار الوطني الحر بسام الهاشم، وممثِّل السفارة الإيرانية سعود الصابري، والمخرج الفلسطيني زعل أبو رقطة، ومنسِّق الفيلم معين عينساوي، ووفد دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المدير الطبي لمستشفى الجامعة الأمريكية جورج الاعرج، وعدد من النشطاء الأجانب.

بداية النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلاهما كلمة الدكتورة غنام جاء فيها: "إن إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإطلاق سراح كافة الأسرى من الباستيلات الإسرائيلية، وحل قضية اللاجئين وعودة الأرض المسروقة، سيكون الحد الأدنى لرفع الظلم التاريخي الذي أوقعه الاحتلال بشعبنا الفلسطيني الذي لا يزال يتطلع إلى أمته العربية والمجتمع الدولي لنصرته في استرداد حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير، مؤمناً بأن السلاح وتحقيق الاستقرار في المنطقة مرتبط بإنهاء القضايا الآنفة الذكر، لاسيما وان الاحتلال الإسرائيلي حاول خلال العقود الماضية بكافة الوسائل، إجبار الفلسطينيين على الاستسلام، وطمس هويتهم الوطنية، ولكننا باقون ومتجذِّرون في أرضنا، متشبثون بحقوقنا ومصممون على التخلص من الاحتلال البغيض."

وتعقيباً على الفيلم قالت: "في هذا المقام اسمحوا لي أن احيي كافة الجهود الجبارة التي بذلت في إخراج هذا العمل المميز إلى حيز النور ونحن في مؤسسة محافظة رام الله والبيرة وبتوجيهات من فخامة الرئيس أبو مازن لن نتوانى عن الوقوف إلى جانب أي عمل إبداعي في سبيل تأكيد صمودنا على الأرض والشعور بالقدرة على الإنجاز في إطار الجهد المبذول لإنهاء الاحتلال وتحقيق الهدف الهم والمتمثل بقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

مضيفة: "جئناكم اليوم لنشارككم لحظات الفخر والاعتزاز المنبعثة من ثنايا خيمة اللجوء والعودة حيث ارتباطها بالحقوق الوطنية وتحديداً حق العودة وتشجيع وتحفيز الفلسطينيين حيثما وجدوا في مختلف مواقعهم في فلسطين التاريخية والمنافي على توجيه إبداعاتهم وأعمالهم نحو بوصلة العودة".

من جهته أشار السفير دبور إلى أن هذا العمل يُجسِّد التواصل بين أبناء الوطن الواحد سواء أكانوا في الوطن أم في الشتات، وانه إن دل على شي فهو يدل على وحدة واحدة بين الداخل والخارج لأبناء هذه الأرض، فلسطين.

وتوجَّه دبور بالشكر إلى المخرج الفلسطيني أبو رقطة الذي أعطى الكثير من جهده ووقته لهذا العمل لينقل رسالة الألم الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.

واعتبر دبور "أن تكون لاجئا" يعني انك من هذا الشعب وفي هذه الأرض، انك لن تعيش كبقية البشر لا وطن لك تزرعه وتحصده وتدفن فيه، أن تكون لاجئاً يعني أن هناك من يحاول طمس هويتك من خلال تهجيرك وسلبك بيتك وأرضك ومقدساتك، أن تكون لاجئاً يعني أن تكون ثائراً مدافعاً عن قضيتك محاولا استرداد حقك المشروع وهو وطنك فلسطين .

وحول الممارسات الإسرائيلية على ارض فلسطين، أشار دبور انه يجب الخروج من دائرة الاستنكار والشجب إلى تحرك فعلي واقعي، حول ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من زيادة وحدات الاستيطان ومشاريع التهويد والتهجير التي يقوم بها الاحتلال لتهجير عرب أراضي 1948 ونحن كفلسطينيين يجب علينا  الوقوف بوجه هذه المشاريع.

واعتبر أبو رقطة أن هذا الفيلم هو رسالة من شعب لاجئ رغم المعاناة والمأساة التي يعيشها إلا انه يريد العيش بكرامة والعودة إلى الوطن الأم فلسطين.

وبعد عرض الفيلم الوثائقي، كرَّمت الدكتورة غنام كلاً من السفير دبور وأبو العردات وجبريل، إضافة إلى ممثلين عن دار الشيخوخة النشطة. كما تم تكريم المخرج زعل أبو رقطة، وقُدِّم درع فلسطين له.