حملت اللقاءات الفلسطينية التي جرت خلال اليومين الماضيين على ارفع المستويات وامتدت من عين الحلوة إلى بيروت، ثلاث ملفات شائكة، أولاها الحفاظ على الوضع الأمني في المخيمات والجوار اللبناني، وعدم الانجرار إلى أتون الخلافات اللبنانية الداخلية، ومواجهة حملات التحري الإعلامية.. غير المبررة عند كل حدث امني وأخرها العملية الانتحارية إمام السفارة الإيرانية في بيروت.

سياسياً، أكدت القيادة السياسية الوطنية والإسلامية الفلسطينية في اجتماعها الذي عقد في مقر قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة بمشاركة وفدين من اللجنة الإعلامية ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان، على سياسة الحياد الإيجابي، وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، والعمل على حفظ أمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني، رافضة الزج بالمخيمات وأبنائها في آتون الخلافات السياسية بهدف توريطها في الأحداث الأمنية اللبنانية.

واستغربت القيادة السياسية مسارعة بعض السياسيين اللبنانيين ووسائل الإعلام إلى توجيه أصابع الاتهام إلى المخيمات الفلسطينية دون وجه حق، بعد وقت قصير على الهجوم الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، واستباقاً للتحقيقات الأمنية الرسمية، مستنكرة التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية وأنها ضد إراقة الدماء والفتنة المذهبية، مجددةً رفضها للاتهام المسبق، وتدعو بعض السياسيين ووسائل الإعلام إلى الكف عن سياسة الاتهامات الباطلة لتشويه صورة النضال الفلسطيني وانتظار نتائج التحقيقات الأمنية الرسمية قبل كيل التهم جزافاً، ما يسيء إلى العلاقة اللبنانية الفلسطينية. نحن أصحاب قضية عادلة، ستبقى وجهتنا فلسطين ولن تحيد البوصلة عنها.

ودعت كافة وسائل الإعلام اللبنانية أن لا تتحول إلى بوق مشبوه ضد القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا الفلسطيني من ضنك العيش والأزمة الاقتصادية الخانقة، المصمم على حق العودة ورفض التوطين والتهجير، ليضاف إليها التحريض غير المبرر والمستغرب لمزيد من تشديد الإجراءات الأمنية والمطلوب من كافة المعنيين التعاطي ضمن الأخلاق الوطنية والمهنية.

اجتماع السفارة، وشددت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان عقب اجتماعها الدوري في سفارة دولة فلسطين في بيروت على حرص الفصائل على وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وان المخيمات الفلسطينية لن تكون إلا عنصراً ايجابياً داعماً للسلم الأهلي في وجه كل أشكال الفرقة والفتنة البغيضة.

مؤكدةً "أن مشروعنا السياسي في لبنان عنوانه التمسك بحق العودة، ورفض مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل، والى أن يتحقق ذلك فإننا نطالب بإقرار الحقوق المدنية والإنسانية، وإعادة اعمار مخيم نهر البارد، ومساعدة أهلنا النازحين من سوريا، داعيةً اللبنانيين بكل أطيافهم إلى نبذ الفرقة وتوحيد صفوفهم لمواجهة كافة المخاطر والتحديات التي يتعرض لها لبنان وانعكاسات ما يجري في المنطقة العربية".