معاناة تضاف لمعاناتهم.. يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم "ضبية" شرق بيروت حالة قلق من خسارة منازلهم ومساكنهم، حيث اصدرت بلدية "الضبية" اللبنانية قرارا بهدم عشرات المنازل على خلفية قيام اللاجئين بترميمها على أبواب الشتاء.

وفي هذا الاطار، عقدت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اجتماعا طارئا في مقر سفارة دولة فلسطين في لبنان، لمتابعة قضية قرار هدم عشرات المنازل في مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين شرق بيروت.

تقدم الحضور سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.نبيل شعث، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، ومسؤول الجبهة الديمقراطية علي فيصل، ومسؤول الجبهة الشعبية مروان عبد العال، وخالد عبادي مدير مكتب السفير.

وجرت اتصالات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور خلدون الشريف، ومكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وممثل الحزب القومي السوري الاجتماعي ومكتب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، من أجل وقف عملية هدم المنازل والتوصل إلى اتفاق عبر الحوار.

وأشار أبو العردات أن الجهود الفلسطينية السياسية التي تقوم بها قيادة المنظمة وسفير فلسطين في لبنان اشرف دبور تنصب على منع أي توتر، معتبراً أن المطلوب هو تأجيل عملية الهدم مبدئياً وإعطاء الحوار فرصة من أجل تحقيق مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني بعيداً عن اي توتير.

وأكد أمين سر "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات أن اتصالات جرت منذ الصباح الباكر مع المسؤولين اللبنانيين السياسيين والأمنيين وممثلي الأحزاب اللبنانية من أجل وقف عملية هدم العشرات من منازل مخيم الضبية في بيروت، موضحاً أن سبب قرار الهدم يعود لقيام أصحاب المنازل بترميمها على أبواب فصل الشتاء.

ولفت اللواء ابو عرب أن جهوداً واتصالات أجريت مع القيادات والمرجعيات السياسية والحزبية اللبنانية من أجل وقف عملية الهدم، وايجاد الحلول المناسبة عبر الحوار وتفهم احتياجات الناس، لافتاً إلى أنَّ الفلسطيني تحت القانون ولكن هناك قضايا إنسانية يجب أن تؤخذ بالحسبان وخاصة وان كانت عملية الترميم تمت داخل الرقعة الجغرافية للمخيم.

كما أجرى قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، ومسؤول الجبهة الديمقراطية علي فيصل، وعضو المكتب السياسي لـجبهة التحرير صلاح اليوسف، اتصالات بمرجعيات وقيادات لبنانية بهدف وقف عملية الهدم إلى حين التوصل إلى اتفاق.

كما عقد اجتماع للمعالجة مع رئيس بلدية الضبية، ومسؤولين عن قوى الأمن الداخلي، ومع ممثلي عن القوى الفلسطينية، ومدير "الاونروا" في مخيم الضبية محمد أيوب، وممثل منظمة ثابت علي هويدي، ووفد من أبناء المخيم من أجل البحث بحلول مقبولة لما يجري.

وكانت بلدية الضبية، قد اتخذت قراراً بهدم هذه المنازل صباح السبت 19-10-2013 واستقدمت ليلاً العديد من الجرافات لتنفيذ قرار إزالتها ما دفع أبناء المخيم إلى التحرك الاحتجاجي والتجمع في المكان بمشاركة عدد من ممثلي القوى الفلسطينية، وحشد من الفلسطينيين من مختلف المخيمات في لبنان تضامناً.

كما صدر عن الفصائل المجتمعة بيان أكدت فيه على مسؤولية الاونروا بترميم المنازل، وشكرت الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية على تدخلها لوقف عملية الهدم، كما أكد المجتمعون في البيان الحرص على أمن لبنان.

وجاء في البيان، ان القيادة الفلسطينية اجرت اتصالات مع مختلف المرجعيات اللبنانية الرسمية والحزبية من أجل معالجة الوضع في مخيم ضبية والمحافظة عليه بإعتباره يرمز لقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وشكرت القيادة الفلسطينية في بيانها الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية التي تدخلت من أجل معالجة الوضع في مخيم ضبية، بما يحقق مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني، ويحفظ خصوصية المخيم الفلسطيني في ظل السيادة اللبنانية.

وأكدت القيادة الفلسطينية في بيانها حرصها على سيادة لبنان وأمنه واستقراره واحترامها للقانون، وشدد على أهمية معالجة الاشكالات مع المخيمات الفلسطينية بالحوار الأخوي.

وأكدت القيادة على مسؤولية وكالة الأونروا بترميم المساكن الآيلة للسقوط في مخيم ضبية والسماح بترميمها من قبل الدولة اللبنانية والعمل على تخفيف معاناة أهلنا في المخيم بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين اللبناني والفلسطيني.

وجددت القيادة التأكيد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى الديار فلسطين، ورفضت مشاريع التوطين والتهجير، ومعتبرة المخيمات الفلسطينية محطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين.

وكان سكان المخيم قد تلقوا بلاغات في 19/10 باستعداد جرافات تابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني بهدم عدد من المنازل في المخيم.

ويذكر أن مخيم ضبية يقع على بعد 12 كيلو متراً شرق بيروت، ويقطن فيه نحو 4 آلاف لاجئ فلسطيني.