لم يمض اسبوع واحد على محاولة اغتيال احد عناصر "جند الشام" السابقين، الفلسطيني حسين يعقوب، الشهير بـ"العراقي" الذي لا يزال يرقد في غرفة العناية الفائقة في مركز لبيب الطبي في صيدا، اثر اطلاق النار عليه من قبل مجهول داخل مخيم عين الحلوة، حتى عاد المخيم من جديد الى دائرة الحوادث الأمنية هذه المرة باغتيال عنصر في فتح، الفلسطيني مسعد حجير، وهو احد افراد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي شكلت مؤخرا من قبل القوى الفلسطينية مجتمعة لضبط الوضع الأمني في المخيم. الأمر الذي طرح في الأوساط الفلسطينية تساؤلاً عما اذا كان اغتيال حجير وقبله محاولة اغتيال "العراقي" بداية لمسلسل توتير جديد في عين الحلوة يتخذ شكل تصفيات متبادلة بين جند الشام واطراف اخرى داخل المخيم؟

قرابة الثالثة عصر الجمعة، وبينما كان العنصر في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة وفي حركة "فتح" مسعد حجير متواجدا قرب منزله عند مفترق سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، اقترب منه شخص مجهول واطلق النار عليه من مسدس حربي فأصابه برصاصة في رأسه. ونقل على الفور في حال الخطر الى مركز لبيب الطبي في صيدا حيث ما لبث ان فارق الحياة.

وعلى اثر اغتيال حجير، شهدت صفوف بعض مقرات حركة فتح حالة استنفار، فيما اغلق اقارب ورفاق حجير بعض الشوارع الداخلية لبعض الوقت استنكارا لاغتياله. وحصل اطلاق رشقات نارية محدودة في اجواء المخيم. كما اقفلت بعض المؤسسات التجارية ابوابها تحسباً.

وفيما تداعت لجنة المتابعة الفلسطينية الى اجتماع طارئ لها مساءً لتدارس ملابسات اغتيال حجير، علمت "المستقبل" ان اللجنة طلبت من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة الاستعانة بما التقطته كاميرات المراقبة المثبتة عند مداخل بعض المؤسسات التجارية المواجهة لمكان الحادثة لكشف هوية مطلق النار على حجير.

ولم تستبعد مصادر فلسطينية مطلعة ان تكون هذه الحادثة مرتبطة مباشرة بحادثة اطلاق النار على العنصر في "جند الشام" حسين العراقي الأسبوع الماضي، كون بعض عناصر الجند اتهموا حجير بالتورط في تلك الحادثة وبأنه هو من ساعد مطلق النار على "العراقي" وأمّن له البندقية.

لكن المفارقة وفق هذه المصادر ان عائلة حجير تقيم في نفس المبنى الذي يقيم فيه المسؤول في "جند الشام" بلال بدر وبيتهم ملاصق لبيته، علماً ان بدر لم يكن راضياً اساساً على تصرفات "العراقي" نظراً للإشكالات والحوادث الأمنية التي كان يتسبب بها في المخيم والتي كان يتم تسليط الضوء على بدر ومجموعته على اثرها.

اشارة الى انها المرة الثانية التي يتم التعرض فيها لعنصر في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، بعد الاعتداء بالضرب على عنصر آخر قبل نحو ثلاثة اسابيع من قبل مسلحين حاولا سلبه بندقيته.

لجنة المتابعة الفلسطينية

ولاحقاً أصدرت لجنة المتابعة الفلسطينية في المخيم بياناً فأكدت "إدانة واستنكار الاعتداء على عنصر القوة الأمنية" معتبرة أنه "اعتداء على القوة الأمنية وعلى كافة المرجعيات الفلسطينية في المخيم". وأعلنت اللجنة أنه "تم تكليف لجنة تحقيق منبثقة عن اللجنة لمتابعة موضوع عملية الاغتيال بشكل فوري وسريع لكشف ملابسات الاغتيال"، وأكد المجتمعون على" وحدة الموقف الفلسطيني لكافة القوى الوطنية والإسلامية "مثمنين "الموقف الوطني لآل الشهيد مسعد حجير التي قدمت الشهداء دفاعاً عن فلسطين وعن مخيم عين الحلوة".

بيان عائلة حجير

كما أصدر آل حجير بياناً جاء فيه: أما نحن فلم ولن نكون وقوداً لهذه النار التي يشعلونها هنا وهناك داخل المخيم، لذا نهيب بالقوى الأمنية عامة والقوى الإسلامية خاصة أن تكشف عن المجرم الذي يحاول البعض التغطية عليه لحسابات ضيقة.. اليوم قتل ابننا مسعد وهو يقوم بخدمة أبناء المخيم لذا نطلب من الإخوة في لجنة المتابعة والقوى الإسلامية أن يكونوا على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقهم. ونقول لكم كونوا رجالاً وقولوا كلمة الحق لأنكم مسؤولون أمام الله عز وجل. كما اننا نعتذر من أبناء المخيم إذا صدر منا أي ردة فعل. ومساء نقلت والدة المغدور مسعد حجير (أم قاسم حجير) الى المستشفى بعد تدهور صحتها إثر تبلغها بمقتل ابنها.