نظَّم المكتب الطلابي لحركة "فتح" في منطقة الشمال وبالتعاون مع جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان "AUL"- فرع طرابلس احتفالاً تكريميًّا لكوكبة من المعلِّمين والموظَّفين الذين أفنوا أجمل سنوات عمرهم في خِدمة طلابنا وشعبنا، وذلك يوم السبت 2-12-2017، في مجمع "Five Stars" في جبل البداوي، حيث تخلَّل الاحتفال مأدبة غــــداء على شرف المكرّمين.
وقد تقدَّم الحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الشمال أبو جهاد فيّاض، وعددٍ من مُعتمَدي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال، ورئيس دائرة التربية والتعليم في "الأونروا" الأستاذ سالم ديب، وممثِّل رئيس جامعة "AUL" الأستاذ عبّاس سلف، ومدير خدمات "الأونروا" في الشمال أسامة بركة، ونائب مدير المنطقة الآنسة سناء أبو خرج، إلى جانب رؤساء الأقسام في الأونروا، والموجِّهين والمدراء ونواب المدراء في المدارس، ومديرَي خِدمات "الأونروا" في مخيمَي البارد والبداوي، وفعاليات تربوية واجتماعية، ومُمثِّلي هيئات المجتمع المحلّي.
بدايةً طلبَ عريف الاحتفال الأستاذ محمود حسين إلى الحضور الوقوف دقيقة صمت وقراء الفاتحة لأرواح شهداء الأُمَّتين العربيّة والإسلاميّة، ثُمَّ الاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، ورحَّب بعدها بالحضور.
ثُمَّ ألقى الأستاذ أسامة بركة كلمةً استهلَّها بأبياتٍ من الشعر وكلماتٍ تعبِّر عن الوفاء والتقدير للمعلِّمين والموظَّفين الذين حملوا همــًّا وإبداعًا وفِكرًا نيِّرًا، وأضاف مخاطبًا المحتفى بهــم: "لكلِّ بداية نهـــاية وإن كنتم غادرتم الوظيفة الرسمية أو ستغادرون بإحالتكم إلى التقاعد فأنتم تمرون بمرحلة تعتبر من أهمِّ مراحل حياتكم حيث تتَّسم بالراحة والقناعة بما أدّيتموه من خدمة تجاه شعبكم وأهلكم، لكن التقاعـــد الوظيفي لا يعني التقاعـــد عن الحياة، فأنتم اليوم لديكم مسؤولية أخلاقية تجاه شعبكم في مجال آخر يتَّسم بالاستقلالية، ويشمل ركنًا مهمًّا في مجالات التنمية والبناء والعمل الاجتماعي. وستبقى الحاجة إليكم وإلى خبراتكم قائمةً إن شاء الله، كما أنَّ قلوب الجميع ستبقى مفتوحة لكم اعتزازًا بكم، وبما بذلتموه من جهود هي لبنات في صروح قيمنــا الشامخة".
وتحدَّث بركة عن تجربته مع موظَّفين عمل معهم في مكتب المنطقة لأكثر من 15 عامًا، وبينهم الأستاذ عبدالكريم زيد والسيد محمد عبد الرحمن "أبو العبد"، والذين كانوا يتمتعون بالأمانة والوفاء والإخلاص في عملهم، وسرد مزاياهم الخلقية والعملية منوِّهًا بالتزامهم وانتمائهم لشعبهم وخدمتهم بإخلاص وشفافية.
وأضاف: "الأوسمة ليست نياشين تُعلَّق على الصدور فحسب، بل الوسام الحقيقي هو محبَّة الناس وتقديرهم، وثمرة النجاح في عمل ما هي النجاح الاجتماعي الذي يُخلَّد في ذاكرة التاريخ"، وتوجَّه بالتحيَّة والتقدير والامتنان لكلِّ الموظَّفين الذين بذلوا جهدهم في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة وهي حقوق أهلنا ومجتمعنا في الأقسام والمجالات كافّةً، وختم بتقديم التهنئة للأستاذ سالم ديب وللأستاذ فادي الطيار لتوليهم مناصب جديدة في "الأونروا" مُتمنِّيًا لهما التوفيق والسداد، كما شكرَ القائمين على هذا التكريـــم.
وبعدها ألقى الأستاذ سالم ديب كلمةً نوَّه فيها بدور المعلِّمين والموظَّفين، وأشاد بإنجازاتهم ودورهم وبمزايا وأعمال الأستاذ عبدالكريم زيد وتجربته الممتازة معه، وذكرياته مع المربي الأستاذ علي أبو خرج كرمز من رموز العطاء والإخلاص في العمـــل وتربية الأجيال على مدى أكثـر من أربعين عامًا مضت قبل التقاعـــد وأثناء التعليم في "الأونروا".
وأردف: "إنَّ مسؤولياتنا كبيرة تجاه ما يدور من تقليصات في مجال التعليم من قِبَل "الأونروا" والمطلوب من الأهل والمجتمع المحلي والمعلِّمين هو أن يكونوا شركاء في التحرُّك وتفهُّم التحدِّيات والعمل معًا من أجل حماية التعليم وحماية الحياة بالسبة لشعبنا الفلسطيني"، ونوَّه ببذل "الأونروا" جهودًا كبيرة لتطوير مناهج التعليم وبرامج عديدة. كما أكَّد ضرورة التواصـــل المستمر بين المتقاعدين و"الأونروا" لإيجاد مجالات عديدة للعطاء والاستفادة من خبراتهم السابقة.
وشكر ديب المكتب الطلابي لحركة "فتح" وإدارة جامعة الـ"AUL" على هذا التكريم والعمل المشترَك لما فيه خير لشعبنا ولطلابنا، كما ثمَّن التعاون والتنسيق مع الفصائل واللجان الشعبية باعتبارهم شركاء في التحرُّك وإيجاد الحلول المشتركة لما فيها مصلحة شعبنا.
كلمة جامعة الـ"AUL" ألقاها الأستاذ عبّاس سلوم نيابةً عن رئيس الجامعة الأستاذ عدنان حمزة، إذ رحَّب بالحضور والمكرَّمين، وثمَّن هذا التكريم واعتبره عملاً تربويًّا ومميَّزًا لإخوة وأخوات أمضوا عمرهم في خدمة أبنائنا، وأشاد بالدور الطليعي للمدراء وللموجِّهين ولكلِّ الفعاليات التربوية في رفعة وتقدُّم الشعب الفلسطيني داخل المخيَّمات، مؤكِّدًا أنَّ "شعبنا رغم المأساة والحرمان إلَّا أنَّه مازال يُقدِّم خيرة الشباب المؤمن بالعِلم والمعرفة سبيلاً لتحرير فلسطين إن شاء الله تعالى".
وأشار سلوم إلى أنَّ الجامعة بإدارة د.عدنان حمزة ود.مصطفى حمزة تتطلَّع إلى بناء مستقبلٍ مشرقٍ لأبنائنا من خلال الحسومات المالية العالية نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة وخاصّة لطلاب الشعب الفلسطيني في المخيّمات، وأشار إلى إقامة الجامعة أفضل العلاقات مع المؤسَّسات التربوية الفاعلة داخل المخيَّمات ومع الأُطُر الطلابية، وخاصَّةً المكتب الطلابي لحركة "فتح"، وخصَّ بالشكر والامتنان مسؤول المكتب الطلاب الحركي في الشمال الأستاذ محمد أبو عادل على جهوده.
وأكَّد أنَّ صرح الجامعة التربوي موجودٌ في خدمة الطلاب الفلسطينيين دائمًا لأنَّهم يستحقون العِلم والفلاح والاجتهاد إذ أثبتوا أنَّهم شعبٌ عظيمٌ يحبُّ العِلم والمعرفة ويسعى من خلالهما لتحقيق أهدافه الوطنية.
كلمة فصائل "م.ت.ف" ألقاها الحاج رفعت شناعة الذي نوَّه بالجهود التي بذلها المكرَّمون مُشيدًا بمزايا الأستاذ عبدالكريم زيد وبدوره خلال الأربعين عامًا التي أفناها في مجال التعليم.
ودعا موظَّفي الأونروا لمواصلة العمل من أجل فلسطين وشعبها لأنَّهم المادة الخام لتحرير فلسطين، وأعرب عن اعتزازه بهم وبخبراتهم، وأكَّد أنَّ "م.ت.ف" تُصرُّ على ضرورة وجود وكالة "الأونروا" وتقديم خدماتها لشعبنا حتى العودة إلى فلسطين، ولن تسمح بتوقف عمل "الأونروا" وتعطيل مسيرتها رغم محاولات الجانب الإسرائيلي لإلغاء دورها، مُشدِّدًا على ضرورةِ عدمِ السماح بإلغاء "الأونروا" لأنَّ اللجوء ما زال قائمًا ورفضِ دعوة (إسرائيل) الأخيرة لإضافة عمل "الأونروا" إلى المفوضية العليا للاجئين.
وأكّد شناعة أنَّ "قضيَّتنا ليست إنسانية أو إغاثية، وإنَّما هي قضية سيـــاسية بامتياز، ولا يحِقُّ لأيّة جهة أن تكون بديلاً لنا في تقرير مصيرنا بالنسبة لعودة اللاجئين وإقامة الدولة المستقلّة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وتطرَّق إلى الأوضاع السيّئة التي يعيشها الوطن العربي بشكل عام ولا سيما أنَّ معظم الحكام العرب يسيرون نحو مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
من جهة أخرى، نوَّه شناعة إلى أنَّ هدف المصالحة الفلسطينية بين حركتَي "فتح" و"حماس" هو الوحدة الوطنية وإيجاد برنامج سياسي شامل لجميع الفصائل والتجمُّعات الفلسطينية وتمثيلها في المجلس الوطني الفلسطيني، مؤكِّدًا أنَّ المصالحة في خطــر في ظلِّ المؤامرات الدولية التي تعمل على ضربها في العُمق.
وبعدها وُزِّعَت الدروع على المكرَّمين وهُم: مدير دائرة التربية والتعليم للأونروا في لبنان الأستاذ سالم ديب، ومدير التعليم في الشمال الأستاذ عبدالكريم زيد، والناطق الرسمي بِاسم مدير "الأونروا" في لبنان الأستاذ فادي الطيـــار، والأستاذ وليد كنعان، والأستاذ فيصل عبدالرحمن، والأستاذ عماد حجو، والحاج محمد أبو جميع، والمعلمة روزيت هريش، والسيّد فرج عزّام، والسيدة أم سامر هجاج.
وكذلك تمَّ تكريم مسؤول العلاقات العامة في المكتب الطلابي الحركي المركزي الأستاذ نزيه شمّا لجهده المتواصل في دعم طلابنا في الجامعات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها