حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع، من مخاطر وتداعيات قيام مجموعات من قطعان المستوطنين المتطرفين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في إطار تصعيد خطير وغير مقبول من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة خاصة المسجد الأقصى المبارك.

وشدد في تصريح صحفي، على خطورة ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من تصعيد خطير متواصل وإجراءات تهويدية مستمرة ، قائلاً: "إن الأمر في غاية الدقة والخطورة، وما يحدث من تمادي قطعان المستوطنين في اقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى الطاهرة، تحت حماية ومظلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تسخر كافة التسهيلات لتأمين دخولهم لباحات الأقصى والتجول والعبث فيها والقيام بأداء طقوس تلمودية، استفزاز لمشاعر المصلين المسلمين".

وأضاف، أن جملة هذه الإجراءات المرفوضة والمخالفة للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حرية العبادة وعدم المساس بالأماكن المقدسة، تستدعي موقفاً جدياً وحازماً من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الحقوقية، للوقوف على ما يجري من جرائم ترتكبها حكومة الاحتلال المتطرفة والمستوطنون الذين يتحركون تحت مظلة هذه الحكومة التي تصر على قتل أي فرصة تسوية سياسية في المنطقة.

من جهة أخرى، شدد رئيس دائرة شؤون القدس، على مخاطر ما كشفت عنه أسبوعية "كول هعير" العبرية عن بدء تسويق وحدات استيطانية جديدة في مشروع جديد في مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس المحتلة، حيث يتضمن المشروع بناء 92 وحدة استيطانية جديدة في أربعة مبانٍ، بالإضافة إلى إقامة مواقف سيارات تحت الأرض وغرف للدراجات الهوائية والنارية، محذراً من تسارع وتيرة الاستيطان وتوسيعه والبناء في الضفة الغربية وفي مدينة القدس على وجه التحديد، وفق مخطط استعماري يعمل على عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وتقسيم الضفة الغربية، وتفتيت وحدة أراضيها بهدف إنهاء الوجود العربي الفلسطيني لإقامة إسرائيل الكبرى على أرض فلسطين التاريخية.

وفي سياق آخر، استهجن قريع قيام المحكمة العليا الإسرائيلية، بإصدار أوامر لحكومة الاحتلال الإسرائيلية وجمعية "العاد" الاستيطانية، بتوفير أراض لسكان بلدة سلوان جنوبي مدينة القدس، مقابل إغلاق المناطق الأثرية داخل الحديقة المسماة "مدينة داود"، لافتاً إلى أن هذا الإغلاق يأتي إلى جانب إغلاق مناطق عامة إضافية في سلوان لصالح الحفريات الأثرية والسياحة التي تقوم بها سلطات الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة، واصفاً هذا الإجراء بالإجرامي الذي لن يقود إلا لمزيد من التطرف والعنف وعدم الاستقرار في المنطقة، خاصة وان جمعية العاد الاستيطانية تعتبر رأس حربة الاستيطان والتهويد حول القدس والتي تشرف على حوالي 70 بؤرة استيطانية في سلوان، وتقع أغلبها في منطقة وادي حلوة، وبالتالي فإن دعمها وإشرافها على غالبية مشاريع البناء الاستيطاني والحفريات الاستيطانية في القدس، بشكل علني وصريح يعتبر تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي أدان الاستيطان، الأمر الذي يستدعي وقف كامل أنشطتها الاستيطانية والتهويدية.