الأمم المتحدة - صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواجهته مع كوريا الشمالية بشأن تحديها النووي يوم الثلاثاء فهدد بتدمير البلد الذي يسكنه 26 مليون نسمة بالكامل وسخر من زعيمه كيم جونج أون واصفا إيه بأنه ”رجل الصواريخ“.

في خطاب ناري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رسم ترامب صورة قاتمة لعالم في خطر وعبر عن نهج غلب عليه طابع المواجهة للتعامل مع التحديات الدولية من إيران إلى فنزويلا. كما دافع بحماس عن السيادة الأمريكية.

وقال ترامب أمام الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة وهو يقرأ بحرص من نص معد سلفا “الولايات المتحدة لديها الكثير من القوة والصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو حلفائها فلن يكون أمامها خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل.

وفيما علت الهمهمات في القاعة وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بأنه ”رجل الصواريخ في مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه“.

وهزت تصريحاته زعماء العالم الذين تجمعوا في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تحدث الأمين العام للمنظمة الدولية قبله بدقائق عن الحاجة للحنكة السياسية في التعامل مع بيونجيانج قائلا ”علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري“.

وسلط أكثر تهديد عسكري مباشر من ترامب لكوريا الشمالية في أول خطاب له في الجمعية العامة الضوء على مخاوفه من تجارب بيونجيانج الصاروخية المتكررة فوق اليابان والتجارب النووية تحت الأرض.

ويقول مستشاروه إنه قلق من التقدم الذي تحققه كوريا الشمالية في تكنولوجيا الصواريخ ومن قلة السبل السلمية المتاحة دون مساعدة الصين.

وغطى أحد الحضور وجهه بيديه بعد أن تحدث ترامب عن تدمير كوريا الشمالية بالكامل مباشرة بينما عقدت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت ولستروم ذراعيها.

وقالت ولستروم لبي.بي.سي ”كان الخطاب الخطأ في التوقيت الخطأ وأمام الجمهور الخطأ“.

ولم يتراجع ترامب عن موقفه بل كتب تغريدة في وقت لاحق ذكر فيها ما ورد في خطابه من تدمير كوريا الشمالية إذا دعت الحاجة.

ولم ترد بعثة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تصريحات ترامب. وقالت البعثة إن دبلوماسيا صغيرا جلس في المقعد الأمامي بالمكان المخصص لها خلال كلمة ترامب.

وفي ألمانيا قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ستبذل كل ما في وسعها لضمان حل دبلوماسي. وأضافت ”أي شيء آخر سيفضي إلى كارثة“.

وفي كلمة استمرت 41 دقيقة هاجم ترامب طموحات إيران النووية ونفوذها الإقليمي وتحدث عن عن الديمقراطية المتداعية في فنزويلا وتهديد المتشددين الإسلاميين. كما انتقد أيضا حكومة كوبا.

 

أجزاء من العالم ”ستذهب إلى الجحيم“

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء. تصوير: ادواردو مونوز - رويترز.

قال ترامب إن ”أجزاء كبيرة من العالم تخوض صراعات وإن بعضها سيذهب إلى الجحيم“.

لكن أشد تصريحاته كانت موجهة لكوريا الشمالية حيث دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للعمل معا على عزل حكومة كيم حتى تتخلى عن سلوكها العدواني.

وذكر أن سعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية وصواريخ باليستية ”يهدد العالم بأسره بخسائر لا تخطر على بال في أرواح البشر“.

وفيما بدا أنه هجوم مبطن موجه للصين أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية قال ترامب ”إنه لأمر مشين أن بعض الدول لا تكتفي بالتعامل التجاري مع مثل هذا النظام فحسب بل تسلح وتدعم ماليا بلدا يعرض العالم لخطر صراع نووي“.

وفي حديثه عن إيران وصف ترامب الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما بأنه مصدر إحراج ولمح إلى أنه ربما لن يصدق على الاتفاق عندما تنقضي مهلة مراجعته في منتصف أكتوبر تشرين الأول.

 

ووصف إيران بأنها ”دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا“ تصدر العنف.

وقال ”لا يمكن أن نلتزم بأي اتفاق يوفر غطاء لتطوير برنامج نووي في نهاية المطاف“ مضيفا أن الحكومة الإيرانية ”تخفي خلف قناع الديمقراطية نظاما دكتاتوريا فاسدا“.

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة قائلا ”خطاب ترامب الجاهل القائم على الكراهية ينتمي للعصور الوسطى لا الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين. هذا لا يستحق الرد. التعاطف المزيف مع الإيرانيين لن يخدع أحدا“.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته إن بلاده لن تغلق باب المفاوضات بشأن كوريا الشمالية ودافع عن الاتفاق النووي مع إيران قائلا إن التخلي عن الاتفاق ”سيكون خطأ كبيرا“.

وفي حديثه عن فنزويلا وصف ترامب الوضع المنهار هناك بأنه ”غير مقبول بالمرة“ وقال إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي. وحذر من أن الولايات المتحدة تدرس ما الإجراءات الأخرى التي يمكن أن تتخذها.

وقبل كلمة ترامب ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعية العامة التحلي بالحنكة السياسية لتفادي حرب مع كوريا الشمالية.

وقال رئيس وزراء البرتغال السابق ”هذا وقت الحنكة السياسية. علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري“.

ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض تسع جولات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006 وناشد جوتيريش المجلس المؤلف من 15 دولة الحفاظ على موقفه الموحد تجاه بيونجيانج.

وحذر ترامب كوريا الشمالية من أن التحرك العسكري خيار مطروح بالنسبة للولايات المتحدة بعد أن أجرت بيونجيانج سلسلة من التجارب بهدف تطوير قدرتها على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ مزود برأس نووي.